القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حبة الغلة القاتلة بين الجانى والمجنى عليه

97

كتبت /سالى نجيب

 

حوار مع الدكتور محمد يوسف أستاذ الزراعة والمكافحة الحيوية بكلية الزراعة جامعة الزقازيق ان حبة الغلة القاتلة موضوع الساعة والذى يعتبر قضية رأى عام والتى تستخدم منذ سنوات طويلة فى مكافحة أفات الحبوب المخزونة ومنتاجاتها داخل الصوامع والمخازن أو المنازل الريفية بالقرى خاصة سوسة القمح التى تصيب القمح (الغلة) بالتسوس أو سوسة النخيل الحمراء.                                                        

 وأضاف يوسف أن قرص الغلة القاتل هو مبيد حشرى معروف بين المزارعين وغيرهم بإسم (برشامة القمح أو برشامة الغلة أو الحبة الفسفورية أو برشامة السوس واسمه العلمى(فوسفيد الألومنيوم ) ويحمل العديد من الأسماء التجارية حسب الشركة المنتجة ومنها 18 منتجا بأسماء تجارية مختلفة إلا أن تركيبها واحد وإستخدامها واحد مثل (سيلفوس فوس, تالونكس, كويك فوس ,أقراص الفوستوكسين وفوسفيم). 

وأضاف قائلا أن المزارعون يستخدمون هذه الأقراص أثناء تخزين القمح والحبوب عامة عقب موسم الحصاد لمواجهة الحشرات والأفات الضارة وحماية المحصول من التسوس. قرص الغلة ينتمى الى نوع مبيدات التدخين التى يخرج منها غاز الفوسفين نتيجة تفاعلها مع رطوبة الجو وبعدها يتخلل الشقوق للقضاء على الافات الحشرية ولهذا فهى تستخدم فى الصوامع والمخازن محكمة الغلق لمكافحة افات الحبوب المخزونة ومنتاجاتها وتسمى هذه العملية( بالتبخير) وفى النهاية يتبقى بودرة ذات لون رصاصى هى (كربيد الألومنيوم) وهى مادة غير سامة وقد يصل وزن القرص الواحد إلى ثلاثة جرامات وثمنها زهيد جدا أى فى متناول الجميع ومنتشرة بالاسواق.

 

وأشار خبير الزراعة أنه رغم الدور الكبير الذى يقوم به هذا النوع من المبيدات فى مكافحة افات الحبوب المخزونة إلا أن هذه الحبة القاتلة او كما يسمونها حبة الغلة القاتلة أو القاتل الصامت أصبحت مصدر رعب وزعر وترهيب لأهالينا بقرى الريف المصرى بصفة خاصة والمدن بصفة عامة. وفى أشراقة كل شمس نستيقظ على عنوان مكرر فى الصحف والجرائد والمواقع الالكترونية ومواقع التواصل الاجتماعى مابين إنتحار وتسمم نتيجة إبتلاع حبوب الغلة القاتلة.

وأكد يوسف أن تناول الحبة القاتلة يكون عن طريق الخطأ كما يحدث مع الاطفال وصغار السن وكبار السن وبالتالى يروح ضحيتها ويموت بسببها الكثير من أبنائنا بالقرى. او تناولها عمدا ورغبة فى الانتحار بسبب المشاجرات العنيفة بين الأزواج داخل الاسرة أو بسبب أرتفاع حالات الطلاق وأرتفاع معدلات العنوسة بين الفتيات ليس هذا فقط بل توجد أسباب أخرى تجعل الشخص يبتلع حبة الغلة القاتلة مثل الامراض العصبية والنفسية أو الخلافات بين المقبلين على الزواج او فقدان الثقة بين الاباء والابناء داخل الاسرة وغياب الوعى الدينى وأضف إلى هذا الخلافات الاسرية نتيجة إجبار الابناء على الارتباط بشخص معين قد يرفضه الطرف الاخر أو إجبارهم على دخول كلية معينة قد لا يرغب الالتحاق بها وكلها أسباب تجعل الشخص يلجأ للانتحار بأبتلاع الحبة القاتلة وأيضا القلق والتوتر والاكتئاب والوسواس القهرى والمشاكل النفسية والتعب الشديد وفقدان الاهتمام بالاشياء من حول المصاب وفقدان الامل لذا هؤلاء الاشخاص هم الاكثر عرضة للانتحار نتيجة ابتلاع اقراص الغلة القاتلة حيث 75 % من حالات الانتحار نتيجة ابتلاع قرص الغلة هم من الشباب المراهقين(تقرير منظمة الصحة العالمية) وتحديدا أثناء فترات إمتحانات الثانوية العامة وظهور النتيجة.                                                 

وأكد خبير الزراعة أنه لسوء الحظ مجرد ابتلاع الحبة أو القرص لا يفيد الندم لكن سرعان مايحدث التسمم السريع لان مجرد ملامسة فوسفيد الالومنيوم لعصارة المعدة والرطوبة الزائدة ينبعث منه غاز شديد السمية هو غاز الفوسفين القاتل الذى يصيب الجهاز الهضمى ويعقب ذلك إسهال شديد ومغص وفشل الجهاز التنفسى وضيق التنفس كما يلحق التسمم الاجهزة الاخرى مثل الكبد والكلى والقلب وزرقة الجسم وفى خلال ساعات تحدث الوفاة.                                                                                     

 وأشار يوسف انه هناك مقترحات لتقليل خطر حبة الغلة القاتلة:

لا يجب بيع أقراص الغلة لأى شخص الا بعد تدوين اسمه ورقمه القومى وسبب شراؤها ، كما لا يجب بيعها لصغار السن أو الشباب المراهقين ، الرقابة المشددة من شرطة المسطحات بوزارة الزراعة على المحلات التجارية التى تبيع مثل هذا النوع من الأقراص، التوعية المجتمعية المستمرة من خطر تناول أقراص الغلة السامة ، الاستقرار الأسرى فى المجتمع الريفى والحضرى ، توعية الأبناء خاصة ذات الاضطربات النفسية وتمهيد الطريق لعرضهم على أطباء نفسيين لحل مشاكلهم التى قد تؤدى بهم الى الانتحار ، اعطاء وقت يومى او أسبوعى من وقت الآباء والامهات للجلوس مع الابناء واليونة فى لغة الحوار بينهم وذلك للوصول الى حل بعض مشاكلهم التى قد تكون سببا فى فقدان حياتهم ، توفير جانبا من الثقة بين الاباء والابناء فى جميع الأمور الحياتية لان انعدام الثقة طريق مظلم ياخذ صاحبة الى الهلاك والانتحار، ان كان الأمر ضروريا ويسبب خطرا على صحة الانسان فيجب تطبيق قرار بوزارة الزراعة لسنة2019 من منع تداول اقراص الغلة داخل الأسواق ، يجب بيع أقراص الغلة بفاتورة بيع باسم المزارع وبيانات عن أرضه الزراعية ، تكثيف حملات من وزارة الزراعة والصحة لترشيد أو تقليل تداول أقراص حبة الغلة السامة ، توعية الشباب من خلال منابر المساجد بوزارة الأوقاف من خطر استخدام تلك الحبة وأن الانتحار امر محرم شرعا. 

 وأضاف يوسف أنه توجد طرق عديدة فى برامج المكافحة المتكاملة لمكافحة سوسة القمح أو الغلال أو سوسة النخيل الحمراء بدلا من أستخدام الحبة القاتلة. 

أضاف يوسف قائلا أن الأسعافات الأولية للمساعدة فى أنقاذ حالات التسمم بقرص الغلة القاتل خلال الساعة الأولى لحدوث التسمم لحين الوصول الى المستشفى هى عدم شرب الماء نهائيا لأن الماء يساعد على أنتشار غاز الفوسفين فى الجسم أيضا عدم شرب الماء بالملح ، عمل التنفس صناعى اذا صعب التنفس الطبيعى ، نقل المصاب فورا من الجو المشبع بالغاز الى هواء نقى ، غسل جلد المصاب بالماء الدافئ ، تغطية المصاب بأغطية نظيفة لمنع فقدان الحرارة والسوائل .

 وأضاف قائلا يجب شرب زيت برافين أو زيت جوز الهند أو أى زيت نباتى لتقليل أنتشار الغاز بالجسم وحماية المعدة لحين التوجه لأقرب مستشفى و ترجع أهمية شرب الزيت إلى أنه يغلف الأقراص وتثبط أو تمنع تحرر غاز الفوسفين السام بالحفاظ على الرابطة بين الألومنيوم والفوسفيد فيقلل من مضاعفات تلك الحبوب.

وأضاف انه من الممكن غسيل المعدة من خلال إستخدام محلول برمنجنات البوتاسيوم حيث يقوم بأكسدة الفوسفين الى مركبات الفوسفات وهو مركب غير سام أو من خلال غسيل للمعدة بإستخدام بيكربونات الصوديوم والتى تمنع انتشار غاز الفوسفين بالجسم ويفضل تناول الفحم النشط دون خلطه مع ماء أو لبن لأمتصاص الفوسفين المنتشر بالجسم.

قد يعجبك ايضا
تعليقات