القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

التصفيح

113

بقلم: نعيمة الأماني

“أنا حيط وولد الناس خيط”
هذه العبارة التي كنا نقولها ونحن نأكل الثمرة الواحدة تلو الأخرى ونقفز حول نسيج الصوف في آلة صنعه الخشبية أو مانسميه ب”المسدة” وعند إتمامنا للسبع مرات نقف أمام المرأة صاحبة “المسدة” وهي تتمتم بعبارات لاندرك معناها .
التصفيح هو ظاهرة كانت تتفشي في المجتمعات العربية وخصوصاً مناطق شمال أفريقيا، وهو نوع من السحر حيث يكلف جني بحماية غشاء بكارة الفتاة من أي شيء دخيل سواءً كان أدميا أو جمادا، وقُبيل الانتهاء من صنع لحاف صوفي تقوم المرأة صاحبة “المسدة” بأحضار الفتيات قبل سن البلوغ وإخضاعهن للتصفيح بُغية الحفاظ على عذريتهن. رغم أنه أضحى عادة نادرة جداً إلا أن أثاره لازالت تسبب للنساء الكثير من المشاكل.
للتصفيح أشكال مختلفة منه: (التصفيح بالصندوق، التصفيح بالزبيب، والتصفيح بخيط المسد)، وفي بعض من طقوسه يستلزم الأمر إراقة الدم من فخد الفتاة، في حين أنه لايستوجب ذلك في أنواع أخرى. يفك التصفيح ليلة الزفاف بقياس خيط من المسد يسمى “النيرة” علي طول الفتاة ثم تأكله الفتاة بعد تحليته بالعسل أو برب الثمر، مع قلب العبارة الأولى أثناء التصفيح حيث تصبح العبارة “أنا خيط وولد الناس حيط”. وتظل الفتاة ذلك اليوم حبيسة هاجسا نفسيا خوفاً من عدم أستطاعة الزوج من القيام بمهمته.
رغم أن كثيراً من النساء اللاتي تأخرن في الزواج يرجعن السبب إلى التصفيح، إلا إن بعضاً من علماء المسلمين والاخصائين النفسيون يقولون أن لاصحة لموضوع التصفيح، والموضوع قسمة ونصيب ويعززون نظريتهم بحدوث حالات حمل أو أغتصاب لفتيات مصفحات.
مؤخرًا بعد الوعي لخطورة الأمر أصبح الأمر من الماضي واصبحت النساء المصفحة حريصة على الشفاء منه عن طريق الحجامة والرقية الشرعية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات