القاهرية
العالم بين يديك

العرفان بالجميل…

122

بقلم دكتورة سلوى سليمان
“مهنة المعلم أن يزرع الصحراء لا أن يقتل الحشائش الضارة من الحقول “. سي-إس-لويبس
يوافق يوم الخامس من أكتوبر من كل عام منذ عام
١٩٩٤ ذكرى مميزة فى الكثير من الدول ألا وهي اليوم العالمي للمعلم ،حيث يستغل الجميع مثل هذه المناسبة للتعبير عن التقدير، والعرفان بالجميل وشكر المعلمين على مجهودهم الكبير فى إعداد أجيال وعلى دورهم الفعال فى حياتنا.
فالمعلم هو من يضيء الدروب، ويشعل قناديل العلم، والمعرفة، أنه منارة التعليم النزيهة، انه رمز التضحية والعطاء الموصول،انه من تبنى جيلاً بمكارم الأخلاق، والحق، فهو من لا يعرف طريق اليأس، والاستسلام، والخضوع.
كل يوم معلم وأنتِ قدوة، وعلامة فارقة في مسار التعليم قولاً، وفعلاً، كل عام وأنت الرقم الصعب، ومحط الأنظار بعملك، كل عام وأنت تصنع الأماكن ليسير نحوها من هم خلفك، لتصبح حلماً يراودهم، وذكرى تؤثر فيهم ونبراسا يضيء لهم الدروب، والآفاق، فأنت بلا جدال من الأشخاص الذين يقومون بالكثير من الأدوار الهامة للغاية فى إعداد الأخلاق والعديد من السمات فى شخصية الطلاب والتى تظل معهم كبصمات مميزة مدى الحياة؛ لهذا السبب ينتظر طلابك والجميع يوم الخامس من أكتوبر من كل عام لشكرك على كل فعل قمت به من أجلهم، ويتم الاحتفال باليوم العالمي للمعلم من خلال التعبير عن التقدير والشكر من خلال أفعال بسيطة تلمس قلوب المعلمين أو من خلال البحث عن هدايا لهم .
فالمعلم كما يرى أحمد أمين “ناسك انقطع لخدمة العلم كما انقطع الناس لخدمة الدين ”
فعيدك بمثابة إحياء لذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين، ومما لا شك فيه أن التعليم الجيد في جميع أنحاء العالم، يوفر الأمل والوعد بمستوى معيشة أفضل،و مع ذلك، فليس من الممكن أن يكون هناك تعليم جيد بدون وجود معلمين مخلصين ومؤهلين، وهنا
يشير “نجيب محفوظ” إلى أن المعلم يمتلك أعظم مهنة، إذ تتخرج على يديه جميع المهن الأخرى
فالمعلمون هم أحد عديد من العوامل التي تبقي الأطفال في مدارسهم وتؤثر في عملية التعلم، حيث أنهم يساعدون التلاميذ في التفكير النقدي، والتعامل مع المعلومة ، والعمل التعاوني، ومعالجة المشاكل واتخاذ قرارات مدروسة.

أخيرا… من الأخرى بنا أن نقدر المعلم ونسعى إلى تحسين أحواله وتسليط الضوء علي دعم المعلمين على النحو المبين في أهداف التنمية المستدامة،
و توفير التدريب الملائم، والتنمية المهنية المستمرة، وحماية حقوق المعلمين.من أجل رفعة شأن من يقوم بمهنة الأنبياء، ولإن مهنة التعليم ما فتئت تفقد مكانتها في أنحاء عدة من العالم. ولهذا يلفت اليوم العالمي للمعلمين الانتباه إلى الحاجة لرفع مكانة مهنة التعليم – ليس لأجل المعلمين والتلاميذ فحسب – ولكن لأجل المجتمع ككل بما يمثل إقرارا بالدور الذي يضطلع به المعلمون في بناء المستقبل..

قد يعجبك ايضا
تعليقات