القاهرية
العالم بين يديك

السادات في عيون إسرائيلية

115

 

كتبت _ نهال يونس

بالرغم من مرور كثير من السنوات على هزيمة إسرائيل في حرب أكتوبر فلا تزال إسرائيل في هذه الحرب تستعيد ذكرياتها المؤلمة ذكريات هزيمتها تقلب في دفاترها وها نحن نسلط الضوء على إنجازات التي حققتها مصر في الحرب ونظرتهم للرئيس الراحل العظيم أنور محمد السادات..
بدأت الحرب يوم السبت الموافق 6 أكتوبر عام 1973 وانتهت رسميا في 24 أكتوبر من خلال اتفاق إطلاق النار الموقع بين الجانبين العربي والاسرائيلي ولكنه لم يدخل حيز التنفيذ على الجبهة المصرية ،حقق الجيش المصري هدفه من الحرب بعبور قناة السويس وتدمير خط بارليف الذي تم بناؤه في ست سنوات في ست ساعات فقط واتخاذ أوضاع دفاعية ،وعلى الرغم من حصار الجيش المصري الثالث شرق القناة ،فقد وقفت القوات الإسرائيلية عاجزة عن السيطرة على مدينتي السويس والاسماعلية غرب القناة،بعد نصر أكتوبر بدأت معركة أخرى ألا وهي المعركة الدبلوماسية بين مصر وإسرائيل ،وكانت بدايتها المعارضات للفصل بين القوات المصرية والإسرائيلية عام 1974،1975،بعد ذلك تمت مباحثات الكيلو 101،واتفاقتي فض الاشتباك ،ثم جري لاحقا بعد سنوات توقيع معاهدة السلام .
قال بعض الكتاب الاسرائيليون أن السادات باع الوهم لإسرائيل ،قام الرئيس الراحل السادات بإلقاء خطابه الشهير في مجلس الشعب المصري بأستعداده للذهاب لإسرائيل من أجل تحقيق السلام ،وبالفعل ذهب وألقي خطابه العظيم بالكنيست الإسرائيلي وطرح من خلاله مبادرته للسلام على أسس محددة…
أولا.. إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكافة الأراضي العربية التي احتلت عام 1967.
ثانيا.. حق كل دول المنطقة العيش في سلام داخل حدودها الآمنة.
ثالثا.. إلتزام كل دول المنطقة بإدارة العلاقات فيما بينها طبقا لأهداف ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة وعدم اللجوء إلى القوة وحل الخلافات بينهم بالوسائل السلمية.
رابعا.. إنهاء حالة الحرب القائمة في المنطقة.
في الخامس من سبتمبر 1978وافقت مصر وإسرائيل على الاقتراح الأمريكي بعقد مؤتمر كامب ديڤيد كما تم التوقيع على وثيقة المعاهدة التي ألزمت كلا الطرفين على اقتناع أنهم بالضرورة الماسة لإقامة سلام عادل وشامل ودائم في الشرق الأوسط ،وبعد سنوات عدة من الحرب والدمار،وعلى إثرها تم الانسحاب الكامل لإسرائيل من شبة جزيرة سيناء ،وعودة السيادة المصرية على كامل أراضيها دون التفريط في حبة رمل واحدة ،وتم تحديد جدول زمني للانسحاب مرحلة تلو الأخرى من سيناء.
في 26 مايو 1979 تم رفع العلم المصري على مدينة العريش ومنطقة أبو زنيبة.
في 19نوفمبر تم تسليم وثيقة تولي محافظة جنوب سيناء سلطاتها من القوات المسلحة المصرية وتم انسحابها من منطقة سانت كاترين ووادي الطور.
في 25 أبريل 1982 تم رفع العلم المصري على مدينة رفح وشمال سيناء وشرم الشيخ وتم إعلان هذا اليوم عيدا قوميا مصريا في ذكرى تحرير كل شبر من سيناء ما عدا الجزء الأخير متمثلا في مشكلة طابا التي أوجدتها إسرائيل في أخر أيام انسحابها حيث استغرقت المعركة الدبلوماسية لتحرير هذه البقعة الثمينة سبع سنوات كاملة من الجهد الدبلوماسي المصري وتم رفع العلم المصري عليها في 19مارس 1989.
في عام 2013 صدر في إسرائيل كتاب الطريق إلى الحرب بمناسبة مرور 40 عاما على حرب أكتوبر ،رصد الكتاب إضاعة قادة إسرائيل لفرص كثيرة فيما يتعلق بالصراع مع مصر على مدار عام كامل من أكتوبر 1972 إلي أكتوبر 1973،كما كشف عن عبقرية ودهاء الرئيس الراحل السادات الذي استطاع خداع اسرائيل بالعديد من العناوين البراقة التي تصل للموساد الإسرائيلي من خلال شخصيات عربية ومن بينها أشرف مروان.
تحدث كلاوزفينز وقال إن السادات كان له رؤية بخصوص حركة العالم وتوازنات القوى الكبرى فيه وتوصل إلى قناعة بأن هذه القوى وخاصة الولايات المتحدة قد انشغلت عن قضايا الشرق الأوسط بقضايا أخري ،السادات امتلك شجاعة القرار والرواية الاستراتيجية التي تقف وراء هذا القرار.
قال الرئيس الإسرائيلي هوتسوج إن الحرب لا تزال تتردد بشدة وأن العديد من التحديات التي شكلتها لنا حرب يوم الغفران وما زالت معنا حتى اليوم ويجب أن تكون ضوء تحذير لنا.
منذ عدة سنوات وفي ذكري 41 على الحرب أشار وزير الدفاع موشيه يعلون إلى أنه بعد 41 عاما مازالت صفارات الإنذار التي غيرت تاريخ دولة إسرائيل تتردد في كل ذكرياتنا وكانت حرب يوم الغفران نقطة انكسار للعديد من المواطنين الإسرائيليين ولجيل كامل وضع ثقته في قيادة البلاد.
قال الكاتب الإسرائيلي مينذر أن السادات كان يختلف عن سلفه عبد الناصر حيث جعل هدفه الأول والأخير هو الانتصار على إسرائيل مهما كان الثمن في الوقت الذي كان فيه عبد الناصر يضع خططا قصيرة المدى للدفاع دون الهجوم،وهو ما كان يرفضه السادات بشكل قاطع ،وقال على الرغم من أن السادات كان صديقا لعبد الناصر إلا أنه يختلف عنه ورأي فعليا مساؤي النظام الاشتراكي وأراد التوجه بالبلاد إلى الغرب الرأسمالي ،كما أقر الكاتب أن المخابرات الإسرائيلية فشلت في التعامل مع السادات والتنبؤ باندلاع الحرب. كما ذكر أيضا أن السادات واستمر في مدحه لقدرته على خداع إسرائيل بشأن الحرب،خداع وزير الخارجية الأمريكي كسنيجر وجذبه إلى الملعب السياسي الذي أراده وبشروطه.

كان هذا السادات وكانت هذه رؤيته وشخصيته..
تحية إجلال وتقدير له في يوم ذكري انتصارنا في 6 أكتوبر ،وتحية لكل شهيد قدم حياته من أجل العزة والكرامة. سيظل العالم في حالة انبهار لصفعة اسرائيل التي قام بها الجيش المصري.

قد يعجبك ايضا
تعليقات