بقلم دكتورة سلوى سليمان
“التفكير السلبي يمنع الإنسان من رؤية الطرق المضيئة، ويجعله يسلك الطرق المظلمة التي لا يجد في نهايتها مخرجا”. الحكيم زينو
فضل الله سبحانه وتعالى الإنسان عن سائر المخلوقات بالعقل كقوة إدراكية، وليس كعضو موجود في أجسامنا فقط، وحقيقة جميعنا يطمح أن يحقق مكانة مرموقة في حياتنا، إلا أنه يغفل كوامن القوة بداخله، ولا يستطيع أن يحدد قدراته ومواهب، وبالتالي لا يستطيع أن يبدع ويتميز في مجال ما؛ لذلك فنحن في حاجة ماسة إلى إيقاظ العملاق الذي بداخلنا ونفجر قدراتنا الامحدودة، والإشكالية هنا تكمن في أليس كل إنسان يرغب في إطلاق قدراته، وصناعة مستقبله؟ أليس هذا حلم كل فرد منا؟ ولكن يظل التساؤل :كيف-متى – أين -لماذا؟
فما الشيء الذي يميز الناجح من الفاشل؟ إذا كنا مميزون بالعقل البشري والقلب وسائر الأعضاء التي وهبنا الله إياها، فلماذا نختلف عن بعضنا البعض؟ ولماذا يتميز بعضنا عن الآخر؟ ولماذا يحقق بعضنا ثروة والآخر لا؟
فوراء ذلك العديد من الأسباب :منها حصر الكثير منا أنفسهم في مستوى تحدث واحد مع الذات، وهو ما يسمى بالقاتل الصامت، لأنه يقتل كل الشعارات الإيجابية بداخلنا ويبقى فقط عل السلبية والتي بدورها تنثر بداخلنا القلق والتوتر و الإحباط وسيطرت احساس الفشل وعدم الاستطاعة والمقدرة على فعل شيء
-الفقر الفكري وضيق الأفق والخجل والخوف من الفشل؛ مما يجعل الأفكار السلبية تسيطر على الشخص وتفقده الثقة بالنفس
-التمركز حول الذات أو الشعور بالأنا من أبرز العوائق التي تحول دون تحقيق الشخص لذاته حيث أن تحقيق الذات يتم من خلال العلاقة مع الآخر، ويقوم على التفاعل مع الآخرين والثقة بهم.
-الولع بالفعل والعمل دون معنى يراها الإنسان أحد عوامل تحقيق الذات، في حين أنها أحد العوائق التي تعمي بصيرته عن تيقن مواطن قوته.
اخيرا… كلما لجأ الإنسان إلى الوسطية في تفكيره ونشاطه كلما استطاع إماطة اللثام عن كوامنه وسعى بخطى ثابته واثقه نحو تنميتها قبل أن تخبو وتضمحل، فلا شك أن الفعل والعمل ضروريات لتحقيق الذات، ولكن بالحد المنطقي والمعقول الذي يعود بالفائدة وليس باجهاد النفس الزائد عن الحد فيما يجعلنا نخسر أكثر مما نكسب ..