سهام سمير
كمن يمشي على الماء فيترك أثرا، تنساب كلماتها عبر الأثير، تغدق علينا من نفحاتها، وتجلي الصدأ الذي علا جنبات المكان.
هل قابلت أحد الملهمين؟
أنا قابلت الكثيرين غير أن إلهام مارلين كان مختلفا، جاء من رغبة في المساعدة للجميع بلا استثناء، ولتعزيز الثقة وتوطيد الصداقة بين أطراف عدة قد لا يجمعها مكان أو ديانة أو حزب سياسي أو حتى نادي كروي.
تحرص مارلين كل صباح وقبل بداية الغرفة ونقاشها على تطبيق الكلوب هاوس، بالتنبيه على أننا لا نناقش سياسة أو كرة أو دين.
بنت على التشابه الذي يجمع بين البشر وليس على الاختلاف، أما في حالة حدوث اختلاف في الآراء وهو ظاهرة صحية، كانت تعقب النقاش بقول أحبه “رغم اختلافنا إلا أننا سنظل أصدقاء”
عندما دخلت تطبيق “الكلوب هاوس” لم أتوقع أن أقابل فيه مصادفات جميلة، تحمل من روعتها ما تحمل.
توقعت أنه تطبيق مثل بقية تطبيقات الإنترنت، تواصل افتراضي، لكن ما حدث أن نقاشاتنا اليومية بنت جسر بين الواقع الذي يحياه كل منا والعالم الافتراضي كما يقولون عليه وأفضل أنا أسميه “عالم موازي”
سيدة السابعة والنصف صباحا بتوقيت القاهرة، تطل علينا كل صباح بتحية جميلة وطلب أن يذكر كل منا امتنان اليوم، فحتى لو كنت في أحلك ظروف تبحث داخلك عن نعمة تود ذكرها على الملأ، هذا الطلب وذاك التمرين الذي بدأ صعبا علينا ممارسته، ثم غدا بمرور الوقت طقسًا يوميًا نمارسه تلقائيًا وكأننا اعتدنا عليه منذ الصغر.
ما تفعله مارلين أنها تضع على جبين الصباح قبلة، وتمسد تجاعيد الزمن الذي مر علينا، وفعل بنا الأفاعيل.
تفرد لك مساحتك الخاصة لتعبر عن رأيك، وتعقب عليه هي بمزيد من التوضيح والدعم.
في عالم ساد فيه العبث والأخبار الموترة، والتنافس في العمل وفي ماراثون الحياة اليومية، تأتي نقاشات النادي الذي يهتم بالوعي الذاتي والطاقة والذكاء العاطفي ليثري الحوار وينير الطريق وتبصر نفس الأشياء التي تراها يوميا لكن بشكل مختلف ومن زاوية أخرى.
لقد تكونت علاقات صداقة من خلال مناقشاتنا، ودون تعمد، رأيت أناسا يشبهونك في الفكر والعاطفة، وعاينت عن قرب معاناة وتجارب الأخرين، الذين سبقت تجاربهم تجربتك ووصلوا لمرحلة متقدمة في النضج والوعي، أنت على عتباتها أو قد تكون تجاوزتها.
يهتم النادي الذي تديره مارلين بالوعي الذاتي، بأن تعرف عن نفسك ما يجعلك تهدأ وترتاح، وتبعد عن الصراعات وتهتم فقط بتطوير ذاتك وعلاقاتك بالأخرين.
نمشي في الحياة دروبا مختلفة لنصل لنفس الأماكن، والمتعة تكمن في الرحلة.
الشكر موصول لـ أ. مارلين سليمان مدربة التواصل والذكاء العاطفي.