القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

بمناسبة العودة المدرسية بقلم الاميرال (م) كمال العكروت

74

متابعة عبدالله القطاري من تونس

تعلمنا منذ الصغر أن ثروة تونس هي “المادة الشخمة” وأن رأس مالنا هو العنصر البشري الذي بفضل علمه ووعيه يتم بناء المستقبل وتطوير الوطن. إنه رهان كرسه الرئيس الحبيب بورقيبة منذ السنوات الأولى من الاستقلال حيث اتجهت سياسة الدولة إلى تعميم التعليم المجاني وإلزام كل الأطفال إناثا وذكورا بالالتحاق بالمدرسة.

لقد تخرجت من المدارس العمومية كفاءات في عدة مجالات وذاع صيتها إذ لا يمضي وقت كثير لا يتم فيه تعيين كفاءة تونسية على رأس مؤسسة دولية أو مركز بحث علمي أو تكريمه نتيجة إنجاز مشرف قام به.

وإذا نظرنا إلى الواقع الراهن لمدرستنا وتعليمنا نلاحظ أنه بات من الواجب علينا مراجعة برامجنا باعتبار أن بناء المستقبل يبدأ من اليوم. فبالرغم من أن بلادنا قد مرت قبل 2011 بتجارب قد أثرت سلبا على نوعية منتوج المدرسة بصفة عامة فإن هذه السلبيات قد تفاقمت بعد ثورة 2011 أي منذ أن أصبح كل من تؤول إليه المسؤولية أو السلطة يتنكر لما تم إنجازه من قبله. فعوض أن يحافظ على كل ما هو إيجابي ويدرأ كل ما هو سلبي فإنه يبدأ من الصفر.

وينضاف إلى ذلك عدم الاستقرار الحكومي الذي أثر سلبا على التعليم من حيث تطبيق الاستراتيجيات اذا ما وُجدت، نظرا لعدم توفر الوقت اللازم لتنفيذها.

إن المحرك الرئيسي المستقبلي للنمو هو المواطن الذي يجب تعليمه وتنميته فكريا.

لقد أصبح القيام بمراجعات لسياسة التعليم بتونس ضرورة إذا ما اعتبرنا أن التطور التكنولوجي والعلمي السريع يستوجب منا التكيّف معه ومسايرته واستشرافه ومراجعة البرامج من الآن حتى يجد جيلنا القادم مكانه ومكانته في سوق الشغل. فعلى سبيل المثال 60% من مهن المستقبل بالنسبة إلى تلميذ بالمراحل الابتدائية متجهة نحو الاختصاصات الرقمية والذكاء الاصطناعي، كما أن عددا من المهن سوف تنقرض بحكم التطوّر التكنولوجي.امّا التكوين المهني الذي يعتبر تكملة للتعليم الجامعي الطويل يجب أن يتأقلم مع متطلبات سوق الشغل الداخلية والخارجية خاصة وأن حوالي المائة ألف تلميذ ينقطعون عن التعليم سنويا.

علاوة على ذلك، علينا العمل على استقطاب المواهب وأصحاب التخصصات والتجربة والمحافظة عليهم والبناء المستمر للمهارات ودعم التفوق الرقمي والتقني والعلمي في بعض الميادين وترسيخه وتوسيعه فضلا عن الانفتاح على اللغات الأجنبية.

عودة مدرسية موفقة لأبنائنا التلاميذ

قد يعجبك ايضا
تعليقات