القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

التعليم الإلكتروني و مدرسة المستقبل صباحك تكنولوجيا

142

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد
ساهمت الاتجاهات الحديثة لِتِكْنُولُوجْيَا التعليم في ظُهُور أنظمة جديدة للتعليم والتعلم، ومن أهمها التعلم الإلكتروني الذي يعتمد على توظيف الحاسوب والإنترنت والوسائل التفاعلية اَلْمُتَعَدِّدَة بِمُخْتَلِف أنواعها في التعليم لتحقيق الأهداف بأقل وقت وَجُهْد وتكلفة، إضافة إلى توفير بيئة تعليمية مُشَوِّقَة ومرنة في الزمان والمكان اَلْمُنَاسِب لِكُلّ من اَلْمُعَلِّمِينَ وَالْمُتَعَلِّمِينَ، وَيُعَدّ التعلم الإلكتروني القائم على حل اَلْمُشْكِلَات نمطاً من أنماط التعلم الإلكتروني، يمزج بين مراحل حل اَلْمُشْكِلَات والتعلم الإلكتروني ويزيد الاهتمام بِمُشْكِلَة تُثِير اَلْمُتَعَلِّم وتحفزه إلكترونياً بما يُسْهِم في تحقيق الأهداف بِكفاءة وفاعلية، ونتج ذلك عن بحث التربويون باستمرار عن أفضل اَلطُّرُق والوسائل لتوفير بيئة تعليمية تفاعلية لجذب اهتمام الطلبة وَحَثّهمْ على تبادل الآراء والخِبرَات وحل اَلْمُشْكِلَات.
وَتُعْتَبَر تقنية المعلومات مُمَثِّلَة في الحاسب الآلي والإنترنت وما يلحق بهما من وسائط مُتَعَدِّدَة من أنجح الوسائل لتوفير هذه البيئة التعليمية الثرية، ويَرجع التوقع بالإسهام الإيجابي للتعلم الإلكتروني القائم على حل اَلْمُشْكِلَات في تنمية التفكير لما يَرتكز عليه من اهتمام بإعداد مواقف تعليمية تفاعلية مرنة تُحَاكِي الواقع وَتُضْفِي الواقعية على التعلم، إضافة إلى تقديم التعلم وفقاً لِلْقُدْرَةِ الخاصة لِلْمُتَعَلِّمِ، فيكون اَلْمُتَعَلِّم إيجابياً نشطاً، كما يُصْبِح اَلْمُعَلِّم مرشداً وموجهاً لآراء اَلْمُتَعَلِّمِينَ، وَيَقُودهُمْ إلى الإجابة الصحيحة. فالاتصال بالشبكة العالمية تُمَكِّن اَلْمُعَلِّم من اَلْوُصُول إلى خبرات وتجارب تعليمية يصعب الوصول إليها بِطُرُق أُخْرَى. وتكمن قوة الإنترنت في قُدْرَتهَا على الربط بين الأشخاص عبر مسافات هائلة وبين مصادر معلوماتية مُتَبَايِنَة، فاستخدام هذه اَلتِّكْنُولُوجْيَا تزيد من فُرَص التعليم وتَمتد بها إلى مدى أبعد من نطاق المدارس، وهذا ما عُرْف بِمُسَمَّى التعليم الإلكتروني الذي يُعَدّ من أهم مميزات مدرسة اَلْمُسْتَقْبَل.
ولقد طرأت مُؤَخَّرًا تَغْيِيرَات واسعة على مجال التعليم. وبدأ سُوق العمل، من خِلال حاجاته لمهارات ومؤهلات جديدة يَفرض توجهات واختصاصات مُسْتَحْدَثَة تُلَبِّي حاجات الاقتصاد الجديد. لذا فإن المناهج التعليمية خضعت هي اَلْأُخْرَى لإعادة نظر لِتُوَاكِب اَلْمُتَطَلَّبَات الحديثة والتقنيات اَلْمُتَاحَة، حيث وفر التعلم الألكتروني القائم على حل المشكلات فُرْصَة للطلبة لتطوير المهارات اَلْمُتَعَلِّقَة بالعمل الجماعي ضمن فريق أو مجموعة. وإدارة المشاريع ولعب الأدوار القيادية. والتواصل الشفوي والكتابي. والعمل باستقلالية. والتفكير الناقد والتحليل. وشرح المفاهيم. والتعلم الذاتي. وتطبيق محتوى الدرس أو الدورة التدريبية على أمثلة واقعية. وَالْقُدْرَة على حل اَلْمُشْكِلَات في مُخْتَلِف المجالات والتخصصات. وساعد في ذلك التعليم باستخدام آليات الاتصال الحديثة من حاسب وشبكاته ووسائطه اَلْمُتَعَدِّدَة من صُوِّتَ وَصُورَة، وَرُسُومَات، وآليات بحث، ومكتبات إلكترونية، وكذلك بوابات الإنترنت سواءً كان عن بُعْد أو في الفصل الدراسي فالمقصود هو استخدام التقنية بجميع أنواعها في إيصال المعلومة لِلْمُتَعَلِّمِ بأقصر وقت وأقل جُهْد وأكبر فائدة.
عزيزي القارئ من أجل فَهم العوامل اَلْمُرْتَبِطَة بنجاح ببيئة التعلم الإلكتروني القائم على حل اَلْمُشْكِلَات، من المهم تحديد معنى هذا المصطلح. والذي يعنى استراتيجية للتعليم والتعلم، تقوم على استخدام التقنية الحديثة في بناء محتوى التعلم وأنشطته، وتصميم أساليب التقويم، مع تحقيق التواصل والتفاعل بين اَلْمُتَعَلِّم وَالْمُحْتَوَى التعليمي بما يضمن بِناء اَلْمُتَعَلِّم لمعرفته عند مواجهة مواقف تعليمية تنطوي على مُشْكِلَات؛ مما يُؤَدَّى لظهور فجوة، تدفعه لبذل نشاط هادف بتوجيه وإرشاد اَلْمُعَلِّم، ليتمكن من توليد حلول لِلْمُشْكِلَاتِ تؤدي إلى إعادة تشكيل البنية المعرفية، ثم استخدامها في التطبيقات؛ مما يجعل التعلم ذا معنى.
إن نجاح التعلم الإلكتروني القائم على حل المشكلات يتوقف على مجموعة من العوامل، باعتبار أن التعلم يحدث عند مواجهة مُشْكِلَة يبحث اَلْمُتَعَلِّم عن حلها لِيُصْبِح التعلم هو صناعة المعنى، للتأكيد على مهارات حل اَلْمُشْكِلَات؛ مما ينعكس على زيادة دافعيه الطلاب، وتتمثل في: التصميم الجيد والجذاب لواجهة التفاعل. تلبيته لحاجات اَلْمُتَعَلِّمِينَ أو اَلْمُتَدَرِّبِينَ في الاتصال والتفاعل مع بعضهم البعض ومع اَلْمُعَلِّم. التدرج في اَلْمُشْكِلَات من السهل إلى الصعب بما يتلاءم مع شُرُوط التعلم الجيد. جودة طُرُق وأساليب التعليم والتعلم اَلْمُتَّبَعَة، أي كيفية توظيف أدوات التعلم الإلكتروني وليس نوعيتها. تنظيم محتوى اَلْمُقَرَّرَات التعليمية، وإمكانية التجول فيها تبعاً لرغبة اَلْمُتَعَلِّم.
لكن مجال التعليم الإلكتروني وحلوله لن تكون ناجحة إذا افتقرت لعوامل أساسية من عناصر تتوفر في التعليم التقليدي الحالي، فالتعليم التقليدي يُحَقِّق الكثير من المهام بصورة غير مُبَاشَرَة أو غير مرئية. حيث يُشَكِّل الحضور اليومي للطلاب للمدارس وحضورهم الجماعي أمراً هاماً يغرس قيماً تربوية بصورة غير مباشرة وَيُعَزِّز أهمية العمل اَلْمُشْتَرَك كفريق واحد. وعلي ذلك يجب مُرَاعَاة التحديات اَلْمُحْتَمَلَة التي يواجهها اَلْمُعَلِّمُونَ وَالْمُتَعَلِّمُونَ في بيئة التعلم الإلكتروني من أجل ضمان نجاح اَلْمُتَعَلِّم ومن أجل غرس القيم التربوية وغيرها من مزايا التعليم التقليدى. لذلك، هناك دوران في التعلم الإلكتروني يجب مراعاتهما عند مناقشة طرق تحسين هذه التحديات. الأول هو دور المعلم والثاني دور الطالب. يتضمن كلا الدورين الانتقال بعيدًا عن العلاقات والأدوار والمسؤوليات التقليدية بين المعلم والطالب، إلى أدوار المساحة الافتراضية. ومع ذلك، فإن الأدوار الأساسية لِلْمُعَلِّمِ وهو حجر الأساس في بيئة التعلم هي التي ستساعد في التغلب على التحديات ودعم نجاح الطلاب والحفاظ عليهم. . وللحديث بقية

قد يعجبك ايضا
تعليقات