القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أرطبون العرب وداهيته ( الحلقة العشرون) بلاغته وشعره

94

د / زمزم حسن

اشتهر عمرو ببلاغته وفصاحته، ورصانة شعره، وله من الخطب الكثير، حيث كان يخطب خطبة الجمعة في مسجده بالفسطاط طوال فترة ولايته لمصر. وروى أنه كان حكيمًا، كاتبًا قارئًا، بليغًا في نثره ونظمه، وقد رُوِيَت له آثارٌ في الشعر والخطب الطوال، وقد ذكر المبرد في كتابه الكامل في اللغة والأدب العديد من خطب عمرو. وكان عمر بن الخطاب إذا رأى الرجل يتلجلج في كلامه قال: سبحان الله خالق هذا وخالق عمرو بن العاص واحد. وتحدث النُقاد عن رسالة عمرو إلى عمر بن الخطاب في وصف مصر وما فيها من البلاغة. ويروي ابن تغري بردي أن عمر بن الخطاب عندما قرأت الرسالة قال: “لله درك يا ابن العاص! فلقد وصفت لي خبرا كأني أشاهده” وقد ترجم الكاتب الفرنسي «أوكتاف أوزان» هذه الرسالة، ونشرها في جريدة «الفيجارو»، وعلَّق أوزان على الرسالة ووصفها بأنها: “أكبر آيات البلاغة في كل لغات العالم” وله أيضًا العديد من الأشعار، فمن شعره ما خاطب به عمارة بن الوليد عن النجاشي فقال:

إذا المرء لم يترك طعاما يحبه ولم ينه قلبًا غاويًا حيث يمما
قضى وطرًا منه وغادر سبةً إذا ذكرت أمثالها تملأ الفما
ومن شعره يوم أحد:

خَرَجْنَا مِنْ الْفَيْفَا عَلَيْهِمْ كَأَنّنَا مَعَ الصّبْحِ مِنْ رَضْوَى الْحَبِيكِ الْمُنَطّقِ
تَمَنّتْ بَنُو النّجّارِ جَهْلًا لِقَاءَنَا لَدَى جَنْبِ سَلْعٍ وَالْأَمَانِيّ تَصْدُقُ
فَمَا رَاعَهُمْ بِالشّرّ إلّا فُجَاءَةَ كَرَادِيسُ خَيْلٍ فِي الْأَزِقّةِ تَمْرُقُ
أَرَادُوا لِكَيْمَا يَسْتَبِيحُوا قِبَابَنَا وَدُونِ الْقِبَابِ الْيَوْمَ ضَرْبٌ مُحَرّقُ
وَكَانَتْ قِبَابًا أُومِنَتْ قَبْلَ مَا تَرَى إذْ رَامَهَا قَوْمٌ أُبِيحُوا وَأُحْنِقُوا
كَأَنّ رُءُوسَ الْخَزْرَجِيّيْنِ غَدْوَةً وَأَيْمَانَهُمْ بِالْمُشْرِفِيّةِ بَرْوَقُ

قد يعجبك ايضا
تعليقات