الأعمال والعبادات الجزء الخامس

إعداد / محمــــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع الأعمال والعبادات، والأهداف لا تبرر الوسائل، يجب أن تختار أهدافا نبيلة، وأن تختار لها وسائل نبيلة، لذلك الغاية تبرر الواسطة، وهذا كلام مرفوض وغير مقبول، لأنه يجب أن تكون الواسطة من جنس الغاية من جمع مال من ربا، أومن سحت، فهو حرام، لو قدمه في وجه الخير، ويحشر الأغنياء أربع فرق يوم القيامة، فريق جمع المال من حرام وأنفقه في حرام، فيقال خذوه إلى النار، وفريق جمع المال من حرام وأنفقه في حلال فيقال خذوه إلى النار، وفريق جمع المال من حلال وأنفقه في حرام خذوه إلى النار، فهكذا فإن النوايا الطيبة والقصد الشريف لا يبرر الشر، فإن الشر شر فى أى نية، الحرام فى الإسلام لا تؤثر فيه النوايا.

ولا المقاصد، لكن المباحات والعادات إذا كان وراءها نوايا طيبة تنقلب إلى عبادات، وإن الدليل هو قوله صلى الله عليه وسلم فى الحديث الذى رواه مسلم والترمذى عن أبى هريرة رضى الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم ” إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا” ويقول الله عز وجل فى الحديث القدسى” أنا أغنى الأغنياء عن الشرك” فإن القلب المشترك الله عز وجل لا يقبل عليه، والعمل المشترك لا يقبله، فهو سبحانه وتعالى لا يقبل قلبا مشتركا أى فيه شرك ولا عملا مشتركا أى فيه حرام وفيه حلال إن الله طيب ولا يقبل إلا طيبا، فإن الله أمر المؤمنين بما أمر به المرسلين، فقال تعالى كما فى سورة المؤمنون ” يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا”

وقال تعالى فى سورة البقرة ” كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون” وعن أبى هريرة رضى الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “إن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يده إلى السماء يقول يا رب يا رب ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذى بالحرام، فأنى يستجاب له؟ رواه مسلم والترمذى، وأيضا فإن العبادة الحقيقية في كسب المال تحري الحلال، فإن أخطر موضوع على الإطلاق بعد الإيمان بالله الحلال والحرام، فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “يا سعد أطب مطعمك تكن مستجاب الدعوة ” رواه الطبرانى، فإن أكبر نشاط علمى عليه أن يتجه إليه المؤمن بعد معرفة الله تعالى.

هو تقصي الحلال والحرام في بيته، في عمله، في كلامه، في لقاءاته، في نشاطاته، في سفره، في حله وترحاله، فعن أبى هريره رضى الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم “ومن جمع مالا من حرام ثم تصدق به لم يكن له فيه أجر وكان إصره عليه” رواه ابن خزيمة وابن حبان والحاكم، وعن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ” لا يكسب عبد مالا حراما، فيتصدق به فيقبل منه، ولا ينفق منه فيبارك له فيه، ولا يتركه خلف ظهره إلا كان زاده إلى النار، إن الله تعالى لا يمحو السيئ بالسيئ ولكن يمحو السيئ بالحسن، إن الخبيث لا يمحو الخبيث” رواه احمد، فيجب عليه تركه لم ينفقه ولم يتصدق منه، لذلك العبادة الحقيقية في كسب المال تحرى الحلال.

والعبادة الحقيقية فى إنفاق المال تحرى الوجه الصحيح الذى يريده الله عز وجل، فإن ترك دانق من حرام خير من ثمانين حجة بعد الإسلام، وأخطر شيء الذي يبيع ويشتري، فمن دخل السوق بلا فقه، أكل الربا شاء أم أبى، فإذن فقه معرفة الأحكام الفقهية لمن يشترى فرض عين، وأيضا إن الحرام في ديننا حرام على الجميع، فإن هناك قاعدة تقول الحرام في ديننا حرام على الجميع، ولا توجد استثناءات، فالحرام يتسم بالشمول والاطراد، وليس هناك حرام على العجمي، وحلال للعربى، وليس هناك شيء محظور على الأسود، وحلال للأبيض، وليس هناك جواز ولا ترخيص ممنوح لطبقة دون طبقة، ولا لطائفة دون طائفة، فالحرام حرام على الجميع.

الأعمال والعبادات " الجزء الخامس
Comments (0)
Add Comment