الأعمال والعبادات الجزء التاسع

إعداد / محمــــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع الأعمال والعبادات، وإن طلب الفقه واجب على كل مسلم، فكان العرب في الجاهلية قد حرموا بعض الحيوانات بغير حق، وحرموا البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحامية، واستباحوا لأنفسهم بعض الخبائث كالميتة، والدم المسفوح، وقد جاء الإسلام في شأن الأطعمة وخصوصا ذات الأصل الحيوانى ليبين وليوضح ما هو حلال وما هو حرام، وأن أخطر موضوع على الإطلاق بعد الإيمان بالله الحلال والحرام، لأنك إذا آمنت بالله ولم تستقم على أمره أنت محجوب عنه، فما قيمة هذا الإيمان؟ فإن إبليس قال ربي فبعزتك لأغوينهم أجمعين، فهو أخطر شيء بعد الإيمان بالله فيجب أن تتعرف إلى منهج الله، وإلى شرع الله.

وإلى الحلال إلى الحرام، وإلى الأمر، وإلى النهي، وإلى المباح، وإلى المكروه، وإلى الفرض، وإلى الواجب، وإلى الحرام، لذلك طلب الفقه حتم واجب على كل مسلم،ومثال ذلك لو أجلسنا إنسانا إلى مقعد طائرة وقلنا له قوم بها من دون أن يكون متعلما أصول قيادة الطائرة، فإن احتمال سقوط الطائرة كم بالمائة؟ إنه مائة بالمائة، فهذه المعلومات أساسية في سلامته، وإلا لابد من السقوط، والإنسان يمشى في الدنيا في متاهات، وفي حقول ألغام، فإن السوق فتنة، وأيضا هناك آلاف الشبهات بالمال، وآلاف الشبهات في إنفاق المال، وآلاف الشبهات في عقد البيع، وفي عقد الشراء، وفي العلاقات الاجتماعية، فيجب عليكم أن تتفقهوا قبل أن تدخلوا السوق.

فمن دخل السوق بلا فقه وقع بالربا شاء أم أبى، فلذلك طلب الفقه حتم واجب، فإن العلم الذي ينبغى أن يُعرف بالضرورة ، فإن العلماء فرقوا بين علمين، بين علم هو فرض عين، وبين علم هو فرض كفاية، وفرض العين ما ينبغى أن تفعله بالضرورة، فهل عندك فراغ أم لا، وهل أنت مهندس، أم هل أنت طبيب، أم أنت تاجر، لست مختصا، فهذا كلام غير مقبول، فالإنسان عندما يجلس خلف مقود السيارة هناك مجموعة معلومات إذا لم يعرفها يعمل حادثا، ولكن قل له مما صنعت هذه المكابس أو المواتير أو الإطارات؟ فإنه ليس شرطا أن يعرف كيف صنع هذا الحديد، وأو لف هذا اللف الجميل، وليس من الضرورى أن يعرف كيف طليت هذه السيارة.

ولا يعرف مما صنع محركها، لكن هناك مجموعة حقائق بالقيادة إذا ما عرفها أهلك نفسه، فهذه الحقائق التى لابد منها سماها العلماء هو ما ينبغى أن يعلم بالضرورة، فالحلال والحرام من الحقائق التى يجب أن تعلم بالضرورة ، لأن العلم يحرسك، ومن الحقائق التي لا يعذر الإنسان بجهله بها، أنت مع شرطى يقول لك لا جهل في القانون، إذا ارتكبت مخالفة سير تقول لا أعلم؟ فهل يسمع منك هذا الكلام؟ وهل يقبل منك هذا الكلام؟ فإنه لا يقبل منك، فأنه لا جهل في القانون، فلذلك عندما يحضر الإنسان مجلس علم يعرف الحلال والحرام، والأمر النهى، ومعنى كلام ربه، هذا الحضور ليس استهلاكا للوقت بل هو استثمار للوقت، فهذا الحضور يقيك.

ألم يقل الإمام علي بن أبى طالب رضى الله عنه لابنه وهو يعظه “يا بني العلم خير من المال، لأن العلم يحرسك وأنت تحرس المال” ومثال على ذلك وهو مثلا إنسان زلت قدمه بعلاقة محرمة مع فتاة جر مرض الإيدز لزوجته ولخمسة أولاد، الأولاد يسأمون الحياة، وأمهم تبكي ليلا نهارا، وهو على وشك الموت، فالإنسان الجاهل يفعل فى نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، وأيضا الحلال والحرام في الأطعمة وخصوصا الأطعمة ذات المنشأ الحيوانى، ولكن ما هو الحلال والحرام في الأطعمة؟ وهو في الأعم الأغلب النباتات الأشياء المحرمة فيها قليلة جدا، إلا أن الأطعمة ذات المنشأ الحيواني هناك تفاصيل في ذلك.

الأعمال والعبادات " الجزء التاسع
Comments (0)
Add Comment