القاهرية
العالم بين يديك

جرائم حماية الطفل من الاتجار بهم أو الإستغلال الجنسي لهم

182

 

بقلم /د . أسعد محمد الجوادى

حماية الطفل
لكل الأطفال الحق في حمايتهم من العنف والإستغلال والإنتهاك ، ومع ذلك لايزال ملايين الأطفال حول العالم من كافة الخلفيات الإجتماعية والإقتصادية ومن جميع الأعمار والأديان والثقافات يعانون يومياً من العنف والإستغلال والإنتهاك.
يشكل استغلال الأطفال جريمة يعاقب عليها القانون ، سواء كان هذا الإستغلال بالإتجار ، أو استغلال جنسى ، ونص قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 على عقوبات هذه الجرائم ، حيث نصت المادة (291) من القانون على “يحظر كل مساس بحق الطفل فى الحماية من الاتجار به أو الإستغلال الجنسى أو التجارى أو الإقتصادى ، أو استخدامه فى الأبحاث والتجارب العلمية ويكون للطفل الحق فى توعيته وتمكينه من مجابهة هذه المخاطر .

ومع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد ينص عليها فى قانون آخر ، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن خمسين ألف جنيه ولا تجاوز مائتى ألف جنيه كل من باع طفلًا أو اشتراه أو عرضه للبيع ، وكذلك من سلمه أو تسلمه أو نقله باعتباره رقيقًا ، أو استغله جنسياً أو تجارياً ، أو استخدمه فى العمل القسرى ، أو فى غير ذلك من الأغراض غير المشروعة ، ولو وقعت الجريمة فى الخارج.

ويعاقب بذات العقوبة من سهل فعلاً من الأفعال المذكورة فى الفقرة السابقة أو حرض عليه ولو لم تقع الجريمة بناء على ذلك ومع عدم الإخلال بأحكام المادة (116 مكررًا) من قانون الطفل ، تضاعف العقوبة إذا ارتكبت من قبل جماعة إجرامية منظمة عبر الحدود الوطنية.

ومع مراعاة حكم المادة (116 مكرراً ) من القانون المشار إليه ، يعاقب بالسجن المشدد كل من نقل من طفل عضواً من أعضاء جسده أو جزءاً منه ، ولا يعتد بموافقة الطفل أو المسئول عنه.

أما ما يخص خطف الأطفال فنصت المادة (290) على ، ” كل من خطف بالتحيل أو الإكراه شخصاً ، يعاقب بالسجن المشدد مدة لا تقل عن عشر سنين.

فإذا كان الخطف مصحوبا بطلب فدية تكون العقوبة السجن المشدد لمدة لا تقل عن خمس عشرة سنة ولا تزيد على عشرين سنة ، أما إذا كان المخطوف طفلا أو أنثى ، فتكون العقوبة السجن المؤبد .

ويحكم على فاعل جناية الخطف بالإعدام إذا اقترنت بها جناية مواقعة المخطوف أو هتك عرضه ” .

صور الاتجار بالبشر الأكثر إنتشارا .

وللاتجار بالبشر صوره المتعددة و التي تشيع ويكون لها الآثر الأكبر في هذه القضية العالمية ومنها :

(1) البغاء.. من أهم و أخطر صور الاتجار بالبشر و الأكثر إنتشاراً فى دول العالم لما تحققه من ثروات ضخمة و قلة خطورتها و تعمير السلعة المستخدمة لفترة طويلة مما يقلل من تكلفة الجريمة. ومن أهم الأشخاص المستهدفة : الأطفال (ذكور و إناث) – الفتيات – السيدات .

(2) الاتجار فى الأطفال ..و هو من صور الإتجار فى البشر المربحة جداً حيث يمكن استغلال الطفل فى التجارة الجنسيه ، العماله الغير مكلفة ، العماله الخطرة ، التجنيد فى المناطق المسلحة ، الجنس الالكترونى دون إكتراث بادمية الطفل و دون الاهتمام بحياته .

(3) تجارة الأعضاء البشرية .. تحت وطأة الحاجة المالية ، و تحت وطأة أساليب الاتجار فى البشر يمارس العاملون بتلك التجارة أحد أهم صورها التى تدر عليهم المال الوفير و هى تجارة الأعضاء البشرية التى تمارس بيسر و سهولة تحت وطأ القسر أو التهديد أو الحاجة الماليه له كالكلى ، القرنية ، القلب ، الكبد .

حماية الأطفال داخل الأسر المضطربة:

تعد الأسرة بمثابة نواة للمجتمع الصحي وفي الغالبية العظمى من الحالات تكون الأسرة هي المكان الأنسب والأكثر أماناً للأطفال ، ولكن لسوء الحظ فإن هذه ليست قاعدة عامة ؛ فبعض الأطفال يمكن أن يكونوا معرضين لخطر الإستغلال أو الإهمال داخل الأسرة نفسها ، ويصبح الوضع أشدّ خطورة في حالة وجود معتدٍ جنسي معروف أو شخص عنيف ضمن أفراد الأسرة أو في حالة وجود عوامل أخرى مثل تعاطي المخدرات وسوء الظروف الصحية أو الفقر ، والأطفال الذين يعيشون مع والديهم في ظروف تتسم بالعنف الأسري أو التنمر أو الاكتئاب أو المشكلات النفسية يكونون معرضين للأذى ، بالإضافة إلى أن هناك عددا من الأطفال يُعتبرون أكثر عرضة للخطر بسبب معاناتهم من المرض أو الإعاقة ، ومثل هؤلاء الأطفال يواجهون خطرا متزايدا ويحتاجون لتدخلات أكثر لتأمين سلامتهم وحمايتهم .

الحماية من الاتجار بالبشر:

الاتجار بالبشر لأغراض الإستغلال الجنسي والسخرة ليس ظاهرة جديدة ، كما أن الاسترقاق من الممارسات التي لازمت الجنس البشري لقرون عديدة ، ولكن هذا الإسترقاق أو الإستغلال يعد الآن انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان كما يوصف بأنه نشاط إجرامي في كل من القانون الدولي والقوانين المحلية .

وقد صار معروفاً في عصرنا أنه حتى الأطفال الصغار جداً يمثلون هدفاً للاتجار بالبشر ؛ إذ يتم الاتجار بهم بغرض الإستغلال الجنسي أو الإستغلال الإقتصادي بتشغيلهم ، بل أحيانا لإشباع رغبات الأمومة والأبوة لبعض الرجال والنساء غير القادرين على إنجاب الأطفال بأنفسهم ، وتثير هذه العوامل خطرا على الأطفال ، وهذا يتطلب وضع ترتيبات قوية لمنع هذه الجريمة .

بعبارة أبسط ، يعني مفهوم حماية الطفل حماية الأطفال من الأذى العنف ، ويشمل الأذى العنف ، وإساءة المعاملة ، والإستغلال والإهمال ، والهدف من حماية الطفل هو تعزيز وحماية وتحقيق حقوق الطفل في الحماية من أساءة المعاملة , والإهمال ، والإستغلال ، والعنف على النحو الوارد في أتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل وسائر اتفاقيات حقوق الإنسان ومعاهدات الإنسانية واللاجئين , وكذلك القوانين الوطنية النافذة .

الحل
تهدف يونيسف بتعاونها مع وزارة التضامن الإجتماعي ، والمجلس القومي للطفولة والأمومة ، والمجلس القومي للسكان ، ووزارة الصحة والسكان ، إلى خلق بيئة آمنة وحامية للأطفال .

قد يعجبك ايضا
تعليقات