القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

من هي لطيفة بيدة ؟

118

حاورها عبدالله القطاري من تونس

كان الحوار شيقا والحديث ممتعا مع السيدة لطيفة بيدة الفنانة التشكيلية والخزافية والحرفية في صناعة الفسيفساء
الرومانية والحدثية وها هي تحكي مسيرتها بكل دقة فتقول عن نفسها:

أنا فنانة فسيفساء وفنانة تشكيلية عصامية وخزافية
مولودة بعاصمة الجنوب صفاقس التي أعشقها عشقا لن ينتهي ……
أول معرض لي مع طلبة نادي الفنون الذي كنت أشرف عليه بكلية الآداب بصفاقس .
منذ صغري أحب الالوان .. وتحركت في رغبة الرسم لما كنت أمارس فن التطريز بالألوان وشغل الصوف .. كنت عاشقة للألوان والأعمال اليدوية .. ولما تقرر التنشيط الثقافي في الجامعات.. تقدمت بمطلب لأنتقل من الإدارة الى مصلحة التنشيط الثقافي وعملت على العطاء للطلبة ما أملكه من مهارات في الفنون .. وكان الفيلسوف الدكتور فتحي التريكي عميد كلية الآداب بصفاقس أول من شجعني ومدني بكل ما أحتاجه وكل ما أطلبه للارتقاء وكان آنذاك مشاركة الطلبة بعدد كبير.
انطلقت في الرسم والتجارب في الفن التشكيلي ومنذ ذلك الوقت صرت أشارك في المعارض والملتقيات والمهرجانات القومية والدولية وحصلت على العديد من الشهادات والتكريمات والجوائز..
المدرسة التجريدية أقرب لي لأني أستطيع التعبير بما في داخلي وما في ذهني من أفكار.. واهتمامي كان كبيرا باعمال بعض عمالقة الفن . . بيكاسو، ماغريت، جاكسون بولوك .. وآخرين..
وطورت موهبتي بحضور المعارض داخل وخارج تونس وبالعمل المستمر في الرسم.
أما فن الفسيفساء فهو عشقي الكبير .. العمل بالحجارة يعطي قوة وإحساسا مختلفا عن الرسم
ولكني دمجت فن الفسيفساء مع الرسم والخزف فهو نابع من شدة عشقي واهتمامي بما يوجد في متحف باردو وسوسة وأغلب المتاحف التونسية. . إنها مرجعي الأول والأخير الذي أحاول إظهاره من خلال قطع حجرية أو خزفية وجدارية وعرضها للعموم.
وأول معرض لي في فن الفسيفساء كان في فن الفسيفساء الحجري والزجاجي مع ثلة من الفنانين في مدينة رافينا الإيطالية.
أكافح للحفاظ على هذا الفن وجعله معترفا به في وزارة الشؤون الثقافية ولدي مشاريع قيمة لعديد من الولايات بتونس.
وأول معرض في فن الفسيفساء أقيم في رواق بن عروس بتونس مع ثلة من خيرة الفنانين في فن الفسيفساء
الفن الذي لا حدود له لقيمته فأنا مؤمنة بأن لا شيء يستطيع أن يوقف ريشتي او حجارتي على رسم عالمي الذي احتواني ووجدت فيه ملاذأ وجسرا للتفكير بشكل مختلف.
اتمنى ان يتمكن الجيل الصاعد من امتلاك ادوات التغيير والذهاب بالفن التشكيلي وفن الفسيفساء بعيدا عن موعيقات الإبداعات.
أواصل بكل عزم وجدية العطاء للأطفال والشباب خصوصيات فن الفسيفساء . . والوصول بهذا الفن إلى مستوى ثقافي تشكيلي يليق بي.. كما أسعى لنشر هذا الفن قدر الإمكان في المؤسسات المهتمة بنشر التراث..
كما أنني أسعى إلى توظيف ما لدي من طاقة وموهبة وخبرة في فن الفسيفساء الذي يمثل نقطة الارتكاز للتعبير عن ذاتي من خلال التشكيل بالحجارة وبأفكار مدروسة وأخرى وليدة اللحظة.. لأني مؤمنة أن حساسية الفنان بالفن هي التي تؤهله للبحث عن الأصالة في فنه وإضفائه نزعته الخاصة .
أواصل إحياء فن الفسيفساء بكل قوة .. لأن انتشار ثقافة هذا الفن محدودة جدا .. فن الفسيفساء له قيمته التاريخية لهذا أواصل الحث على ان يتم تطويره بشكل دوري وحداثي دائما ويجب على الفنان أن يكون مطلعا عليه.
أسعى جاهدة ان أنشر هذا الفن لدى للأطفال والشباب وأوفر لهم معلومات حول الحضارات المتعاقبة على تونس كما يكون هذا الفن لدى الأطفال خلفية معلوماتية حول اللوحات الفسيفسائية الأثرية.
هذا قليل من كثير فالعملاقة لطيفة بيدة مسيرتها حافلة في مجال الإبداع والابتكار وهي لا تزال تكافح وتناضل لتترك
أثرا للأجيال المتعاقبة ينسجون على منوالها …..

قد يعجبك ايضا
تعليقات