القاهرية
العالم بين يديك

ورأيتهـــا شـــــــــرقيةً

102

الشاعر / محمد منصور
ورأيتهـــا شـــــــــرقيةً كمليكــــــــــةٍ وتقلّـــدت تـــاج العــلا على رأسهــا
عـــــربيّةٌ وأصيـــــلةٌ كأميــــــــــــرةٍ  بشمـــــوخها وبعــــزّها وحيــــــائها
ممشـــــــوقةٌ عفـــــــويّةٌ نظــــــراتها  بعيـــــونها سفكــت دمــي بسهــامها
حيّيتهــــــــا كلّمتهــــــــا فتكلّمــــــــت  بلبــــــاقةٍ وفصـــــاحةٍ بلســــــــانها
مــــــازحتها غـــــازلتها داعبتهـــــــا فتبسّمـــت وبــــدت لآلــئ ثغـــــرها
وتــــــرنّمت بليــــــونةٍ وعـــــــــذوبةٍ  بجمـــــــالها بجــــــلالها ودلالهــــــا
ولقــد أتــــى قمـــرٌ بدا عمــري ابتـدا وتــــــزيّنت وتــــــورّدت وجنــــاتها
مــاذا جــرى حبٌ ســرى بجـوارحي بحشــــاشتي وبمهجتــــي فعشقتـــها
خطفت فـــــؤادي من جميع الأضلــع *** وتفــــــرّدت بسَمـــــاتها وسِمــــاتها
هــي بغيتــي هــي منيتــي من دنيتــي  هــي غــــــايتي هــي رايتي أحببتها
في خـــافقي وهــــديتي من خـــــالقي بحمـــــاسةٍ وشجــــــاعةٍ أدمنتهـــــا
هــي راحتــي روّاحتـــي مجنــــونتي دلّـــــوعتي طيّبـــــوتي فـــــــودتّـــها
وتوحّـــــدت أرواحنـــا بصفــــــــائها بنقـــــــائها بذكــــــــائها فهــــــويتها
بنهــــــــــارها وبليلهـــا بشتــــــــائها وبصيفهـــــا بــــــربيعها وخــــريفها
عشنـــا معاً بسعــــــادةٍ وتعــــــــاسةٍ دنيـــا الـــــورى بحــــلاوةٍ وبمــرّها
وأحطتّــــها برعــــــــايةٍ وعنــــــــايةٍ وكـــــأنها ورد الفـــــــلا فسقيتـــــها
عصفت بنـا ريح النــــوى في لحظــةٍ  فاغـــــرورقت بدمــوعنا أجســــادنا
عمري مضى دهري انقضى في غفلةٍ  قلبــي لهــا عقلـي لهــا روحـي بهــا
بين اللقــــــا ووداعنـــا أمــــــلٌ أتــى  ألــمٌ وتــى قلـــمٌ حكــــى بفـــــراقها
فتـــوقفت يـــوم النـــــوى وتلعثمـــت  وتحـــــــدّثت وصبـــــابةٌ بحـــــديثها
أقـــــــدارنا أعمــــــارنا وحيــــــــاتنا  أعمــالنا كتبت لنـــا نـــرضى بهـــــا

قد يعجبك ايضا
تعليقات