القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

المورستان أم البيمارستان

92

 

القاهرية

يوما ما، وفي العصور الوسطى أو عصور الظلام في أوروبا، والتي تزامنت مع العصر الذهبي للحضارة الإسلامية كان يطلق على المستشفى اسم ” بيمارستان”، وهى كلمة أصلها فارسي تعنى ” محل المريض”. كانت المستشفيات في ذلك الوقت على قدر عال للغاية من التنظيم والترتيب والنظافة حتى أن الحديث عنها يكاد يكون أشبه بأفلام الخيال العلمي، خصوصا عندما تعلم أن الحضارة الإسلامية سبقت أوروبا في تأسيس وإنشاء المستشفيات بتسعة قرون.

فقد أُسِّس أول مستشفي إسلامي في عهد الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك في دمشق ، وكان هذا المستشفي متخصصًا في الجذام، وأنشئت بعد ذلك المستشفيات العديدة في العالم الإسلامي، وبلغ بعضها شأوًا عظيمًا؛ حتى كانت هذه المستشفيات تُعدّ قلاعًا للعلم والطب، وتُعتبر من أوائل الكليات والجامعات في العالم.. بينما أُنشِئ أول مستشفي أوروبي في باريس بعد ذلك بأكثر من تسعة قرون!!

وفى ذلك الوقت كانت المستشفيات على قسمين، المستشفيات الثابتة الموجودة في المدن (الكبرى منها والصغرى)، والمستشفيات المتنقلة التي تشبه إلى حد كبير القوافل الطبية في أيامنا، وكانت تُحمَل على مجموعة كبيرة من الجِمال (وصلت في بعض الأحيان إلى أربعين جملاً!! وذلك في عهد السلطان محمود السلجوقي، وكانت هذه القوافل مُزوَّدة بالآلات العلاجية والأدوية، ويرافقها عدد من الأطباء، وكان بمقدورها الوصول إلى كل رقعة في الأمة الإسلامية.وقد وصلت المستشفيات الثابتة في المدن الكبرى إلى درجة راقية جدًا في المستوى، وكان من أشهرها المستشفي العضُدي ببغداد، والذي أنشئ في سنة 371 هـ، والمستشفي النوري بدمشق، والذي أنشئ في سنة 549 هـ، والمستشفي المنصوري الكبير بالقاهرة، والذي أُنشئ سنة 683 هـ، وكان بقرطبة وحدها أكثر من خمسين مستشفي!! وكانت هذه المستشفيات العملاقة تُقسّم إلى أقسام بحسب التخصص؛ منها للأمراض الداخلية، ومنها للعيون، ومنها للجراحة، ومنها للكسور والتجبير، ومنها للأمراض العقلية، وقسم للأمراض الداخلية كان مقسماً إلى غرف أيضاً، فغُرف منها للحميّات، وغرف للإسهال، وغير ذلك، ولكل قسم أطباء عليهم رئيس، فرئيس للأمراض الباطنية، ورئيس للجراحين والمجبرين، ورئيس للكحالين (أي أطباء العيون)، ولكل الأقسام رئيس عام يسمى (ساعور) وهو لقب لرئيس الأطباء في المستشفى وكان الأطباء يشتغلون بالنوبة، ولكل طبيب وقت معين يلازم فيه قاعاته التي يعالج فيها المرضى.

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات