القاهرية
العالم بين يديك

الوحدة والونس

152

سهام سمير

منذ زمن اعتقدتُ الوحدة محزنة مُقبضة، كنت أتجنبها، وأحيط نفسي دومًا بأناس، أحسنت الاختيار أحيانًا وأسأت أحيانًا أخرى.
الوحدة ليست بهذا السوء الذى تخيلته، وعيت الكلام بعدما جربتها، سمحت لها بالدخول واستضفتها.

يُقال: المشهد المُرعب لا تتحاشاه، بل افتح عيونك عن أخرها وشاهده، لأن مقدار رعبك وأنت مغمض العين أضعاف ما ستراه إن فتحتهما.

في أزمة الفيروس العالمى (كورونا) الذى انقلب على إثره العالم رأسًا على عقب، كان فرضًا علينا ملازمة البيت أطول وقت ممكن.
هنا اختبرت الوحدة، رغم وجود العائلة حولي، لكنى سمحت لنفسي بالانفراد بنفسي، فرصة لم تتكرر كثيرا، تعافيت كما الطبيعة.

الوحدة تجعلك تسمع نفسك والأخرين بوضوح، تسمع عزف الطبيعة المنفرد، وأصوات العصافير صباحًا، خشخشة ورق الزينة المتبقي من رمضان الفائت.

ينساب لسمعك صوت مطرب يؤنس وحدة أحدهم، نافذة تُغلق وأخرى تُفتح. حتى تنفيضة الجيران لفرش الأسّرة.

الوحدة ذاك الصديق الذي سمعت عنه ولم تسمع منه فتحاشيت الانفراد به.

امنح الوحدة بعض الوقت، وكثيرا من الود، وسيدهشك عطائها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات