القاهرية
العالم بين يديك

السعي إلى الكمال

127

كتبت / أمانى إمام

هل يفترض بنا أن نسعى إلى الكمال؟ نعم ولا.
ولكن ماذا أقصد بنعم ولا؟ نعم ينبغي أن تسعي في تحسين نفسك وتصحيح عيوبك مادمت حياً، ولا؛ لأنك لن تدركه مهما فعلت.

فأنت في سعيك للكمال تتقبل كونك ضعيفاً كونك خلقت ناقصاً لن تكتمل أبداً، ولا يوجد علي هذه الأرض إنسان كامل، يوجد من يحاول تجميل صورته ورسمها لتظهر بأكمل وجه، لكنه يعلم في قرارة نفسه أن هذه الصورة ليست حقيقية، هذه القوة المدعاة. هذا الإنسان الذي لا يضعف أبداً هو في الحقيقة يوشك أن ينهار، وذلك لأن ادعاء الكمال وتمام القوة واكتمال السيطرة علي كل الأمور، هي صفات لا بشرية، تخالف؟ وهر الإنسان الذي تتصارع بداخله الثقة والمخاوف، الطموحات والإحباط، القوة والضعف، بل إن شعور الإنسان بضعفه وإدراكه لاحتمالية فشله هو بحد ذاته إحدى نقاط قوته، بل والوقود الذي يدعمه لمواصلة طريقة وتحقيق أهدافه؛ فإن الضعف صفة إنسانية متأصله في نفس كل فرد منا، ومن حاول محو هذا الشعور فإنما هو يخدع نفسه ويعرضها لأبشع التشوهات النفسية.
بكاء الإنسان واعترافه بحاجته أو حتى عجزه لا يمثل مشكلة، بل المشكلة أن يدعي الإنسان عكس مايشعر به.

قد يعجبك ايضا
تعليقات