القاهرية
العالم بين يديك

رانيا ضيف تكتب علاقات متوازية

109

بالطبع لا تقف الحياة على أحد،
ولكن تقف أنت لتعيد حساباتك،تتمهل أنت فى كل اختياراتك.
تتأكد بين وقت وآخر، أنك غير متكئ على أحد، تراجع مشاعرك التى طالما انطلقت بعفوية، تنقح كلماتك وربما تقيدها، تزيد من عدد الممرات المتتالية للوصول إلى قلبك، فما عاد العبور سهلا آمنا متاحا للجميع، وما عاد الدخول مجانا.

مساحات الأمان؛ تلك التى كنت ترويها بدمائك باتت صحاري قفار يبسة، وأصبح على كل من يقطنها استصلاح الجزء الذى يقطنه داخلك، باتت الأمور أكثر إجهادا عما سبق، حتى أولئك الذين يشبهونك تتفحصهم دائما، أمازالوا يشبهونك ؟!

تلك الحالة نتيجة طبيعية لمن عاشوا بقلوب مفتوحة على مصراعيها. لمن اقتربوا فاحترقوا ..
لمن عاشوا من أجل الآخرين يتغذوا على طاقاتهم الهزيلة مستغلين قلة وعيهم بالحياة .
فكان لزاما أن نتعلم بناء علاقة متوازية مع الناس والحياة .
كلما زاد القرب اقتربت الطرق دون أن تتقاطع، فتتلاشى فكرة الاصطدام وتحطيم بعضنا بعضا .
الحياة مسرح كبير وكل منا يؤدي دوره المكتوب، الذى بطريقة أو بأخرى كتبه هو واختاره وارتضاه ..
فلا داع لأن نتقمص أدوارا ليست لنا، وأن نعيش الظاهر مناقضا للباطن، ونقترب من بعضنا البعض حد تحطيم قلوبنا.
قرأت قصة حكيمة عن بعض القنافذ،التى كانت تعانى من البرد الشديد فاقتربت من بعضها البعض حتى تنعم بالدفء فتأذت من أشواك بعضها، فوقعت بين فكى البرد والأذى،
فاختارت الاقتراب بحكمة لتنعم بالدفء دون أن تصيبها الأشواك بالأذى .
فاقترب من الناس ولا تذوب فيهم .
واقتني الأحباب لكن لا تغرق بحياتهم.
فاقترب بذكاء وابتعد بذكاء .
تغدو لك الدنيا جنة الله فى الأرض .

قد يعجبك ايضا
تعليقات