القاهرية
العالم بين يديك

آسر

114

بقلم آية مشعل

ياسر وجاسر..
نحن توأمان عندما كان عمرنا أربع سنوات وضعت أمي أخانا الثالث، مولود صغير يشبه كرة القطن، صممت أنا وأخي أن تسميه آسر.
كان لنا غرض طفولي خفي حينها وهو أنه كلما نادت أمي على أحدنا لا نسمع سوى ” آسر” فلا ندرى أي منا تريد؛ لذا فيمكن لآسر أن يجيبها بدلا منا.
ومنذ ذلك الحين ونحن لا نرد عليها، فقط نتابع آسر وهو يجيب عليها، تطلبه ليتناول طعامه أو لتغيير ملابسه أو لتحكي له القصص حتى ينام، تلعب وتضحك وتخرج معه، تخاف عليه أكثر منا، تحاوطه بالرعاية والاهتمام، تحتضنه وتدمع عيناها أحيانًا، ظنًا أنها نسيتنا حتى هذا اليوم الذي منعت فيه أخانا من اللعب معنا، كنا نلعب في حديقة المنزل كعادتنا وقرب المسبح الصغير الذي أعتدنا اللهو فيه، صرخت أمي وهي تنتشل آسر من بيننا احتضنته وبكت.
قالت: ألم أخبرك مرارًا ألا تلعب هنا، لا أريد أن أفقدك مثلما فقدت أخويك.

قد يعجبك ايضا
تعليقات