بقلم- مودَّة ناصر
علينا أن نحبَّ ونحن ثابتون، لا داعي أن نقع في الحبّ، كل مَن يقعُ يُكسَرُ يا عزيزي، واعلم أن السقوط عميق، لن تتبيّن ذلك إلا بعد حين..
الحبَّ الثابت أصله يقينٌ ثابتٌ وفرعهُ في السماء، أما الوقوع في الحبِّ دون تبيُّن وقوعٌ في آخر الأمرِ حتى وإن ظنَّ الهاوي أنه يُحلق، يحلقُ إلى أسفل. الحبُّ الثابتُ يأتي من أسفل ويمتدُ إلا ما نهاية. هذه رؤيتي.
الوقوعُ في الحبِّ لا أحسبهُ نضجًا، أحسبه تعثرٌ لذيذ، لا يتبيَّنُ فيه المُحبُّ من أمر محبوبه إلا ما يودُ أن يراه وفقط، بل وما يحبُ أن يراه وليس في هذا المحبوب يُوهِم نفسه أنه فيه، بعدما يمرُّ الوقت، يصطدمُ المُحبُّ الواقع بحقيقة محبوبه كاملة.
يشعرُ حينها أنه ارتطم بالأرض على غُرة، وأنه كان يُحلقُ إلى أسفل حقًا، كما يشعرُ بحلاوة التحليق، يشعرُ أيضًا بمرارة السقوط، هذه الذي آلامه ولا يدري كيف حدث ؛لأنه كان غافلاً، لاهيًا بالحبِّ ومغويُّ به دون وعيٍ كامل. هنا يبدأ الحبُ كبيرًا، وينتهي قليلاً وأحيانًا يتلاشى.
أما الحبُّ الثابت، فأراهُ يُشبهُ النبتة، يتبيَّنُ فيه المُحبَُ بصبرٍ وجهادٍ أمر محبوبه كلّه، ما يحبُ أن يراه وما لا يُحبُ أن يراه، لا يرى فيه ما ليس فيه، يقبلَهُ كما هو كله، ويُحبه لأنه هو، والماءُ هو هذه المعرفة التي تسقي النبتة، والمعرفة هي الظروفُ المناسبة لتُزهر النبتة (الحب).
تُزهرُ النبتة رويدًا رويدًا، لكنَّ خُطاها ثابتةٌ على يقين، يرويها المُحبَّانِ بالصبرِ والحلم، هنا عنيتُ الأصل الثابت، وبالإحسان تكبرُ ويمتدُ فرعها إلى السماء، حبٌ يقينيٌّ لا ريب فيه ولا مغالاة، وهنا يبدأ الحبُّ صغير ثم يكبرُ إلى أن يشاء الله.