القاهرية
العالم بين يديك

علاقات مخدرة مسمومة

127

بقلم السيد عيد

قد تتعثر روحك بعلاقات منتهية الصلاحية مثلما تتناول وجبة طعام فاسدة؛ فتشعر بالآلام وفقدان الشهية وربما التسمم من علاقات تسمم الروح والجسد.

وقتها تحتاج لإجراء تطهير الجسد بسبب التسمم أو جرعة زائدة من المخدرات، لا تندهش؛ فهناك طرف تاجر مخدرات وطرف مدمن، تاجر المخدرات يطمئن باستعباد الآخر، والمدمن بات لا يعرف حالة أخري غير الانسحاق، والتبعية، دائرة تنغلق علي طرفيها أشبه ببحر رمال متحرك، لا يخرج أطرافه، وبينما يظن البعض أن هناك فرصة للنجاة، تصبح الاحتمالية أكبر للموت.

بعض الناس مثل السم في كلامهم أو أفعالهم يحولون لك كل شيء سعيد لألم وحزن وحسرة تنهك الروح قبل الجسد، والمشكلة هنا تكمن في مرآة الحب العمياء التي تغمض عينيك عن قصد هذه العلاقات فتتمادي في الضغط على روحك المرهقة حتى تصل لنقطة الانفجار التى هى بمثابة عثرة ينتج عنها الكثير من المعاناة والتبعية والانزعاج النفسي والجسدي مليئة بالرخوة المهتزة مع أبسط خلاف مبنية على الشك والظن والخوف والتخلي والألم ، وبعض الناس مثل الدواء الشافي تحتاجهم في أوقات الألم فيحولون لك الحزن فرح والبكاء ضحك.
إننا فى حاجة إلى تطهير القلوب والنفوس ومعاملاتنا من أمراض الغل والحقد والحسد وكل مايثقل كاهلنا من أمور تافهة من جراء عدم العفو والصفح.
فالعلاقات الناضجة الحقيقية كالشجرة المثمرة لا ينعم بها إلا من زرعها، واضحة كشمس الصباح، حقيقية كنور الفجر، صافية كقطرة ندى بعيدة عن أي زيف أو تغيير أو غاية تزيدها الأيام تماسكا وصلابة وثباتا، وهي علاقة مريحة وداعمة تدفع كلا الطرفين لتحقيق أهدافهم دون ضغوط ودون نقد وتنمر، هي علاقة قائمة على الثقة والسعادة والثقة والاحترام المتبادل والتعامل الناضج، وتُبنى العلاقة بين الطرفين على الحرية والتقدير واستحقاق الحب، وعندما تنتهي علاقة أيا كان مسماها فاهجر بدون أذية، بلا جرح تعلم الهجر الجميل، واذكر المحاسن، واحفظ ما تبقي من الود، فأنت أيضا لك عيوبك حتى وان انتهت العلاقة يبقي صون الود والذكر بالخير ذلك من شيم النبلاء .

قد يعجبك ايضا
تعليقات