القاهرية
العالم بين يديك

معان حول الهجرة

117
بقلم /د.أماني مرسال
إن الهجرة ليست موقفا شخصيا لرسولنا الكريم محكوما بزمان و مكان محددين
، وليس المقصود منها أيضا هجرة الأوطان والأماكن فقط ، بل إنها تشريع نفسي لنا نحن من بعده في حياتنا عامة ،
نتعلم منها ومن الحبيب المصطفى الكثير والكثير من الدروس والعبر فعلى سبيل المثال لا الحصر
أن نهجر كل ما يؤذي ويضعف حتى و لو كانت النتيجة فراق ما أحببناه من أماكن و أشخاص
نتعلم منها التضحية والبذل من أجل الأمن والاستقرار النفسي ،والانتقال من الضعف إلى التمكين
، نتعلم اختيار الرفيق والصاحب الذي يساند ويؤازر في الصعاب لا يخذل لا يترك ولا يخون
كلنا مطالبون بالهجرة ولكن بصور متعددة ومختلفة
فنهجر كل ما يؤرقنا
ونلجأ بكل ما فينا، مع كل من معنا، لكل ما يُطمئننا..
– نهجر أفكارنا السلبية التي تنهال علينا من عقلنا الباطن، نهجر التردد والتشتت و جلد الذات
ونلجأ لتعداد نِعم تملأ حياتنا للوصول للعقل الحكيم.. والتوازن والاعتدال في الأمور
– نهجر مشاعرنا السلبية التي نصدقها بمجرد الشعور بها،
ونلجأ لطمأنينة إفتقدناها في مساندة أنفسنا وغيرنا..
– نهجر سلوكياتنا السلبية التي خطأً تعودنا على إتيانها،
ونلجأ لتغيير عاداتنا رغماً عنا لنتعود على الإيجابي منها.بالحكمة والتريث
– نهجر من آذونا في أنفسنا ولا نقبل التكيف السلبي مع أذيتهم ضعفا واستكانة و قلة حيلة
ونلجأ لمن أحبونا بصدق ففعلوا ما نحبه لأجلنا في صمت.
– نهجر من خدعنا في سر إئتمناه عليه وخانونا فيه،
ونلجأ لمن إنشغل بنا خوفاً علينا دون مكسب يأتيه..
– نهجر من حقد علينا وغار منا وإستكثر ما بأيدينا،
ونلجأ لمن فرح بنجاحنا وبظهر الغيب ظل يدعوا لنا..
– نهجر من إستغل فينا يوماً ضعفنا أو حُسن خُلقنا،
ونلجأ لمن إستقبل طيبتنا بنُصح وأعاننا على خيرنا..
– نهجر من هبَّط عزيمتنا وامتص طاقتنا وزرع الخوف فينا،
ونلجأ لمن شجعنا وساندنا وكان بجوارنا ولو بإبتسامة لنا..
– نهجر من بحرارة عانقنا وبخسةٍ نافقنا وبغلٍ غادرنا،
ونلجأ لمن بحبٍ قابلنا وبدعمٍ حدثنا وبشوقٍ ودعنا..
– نهجر يأساً تملك من قلوبنا بعد خبرات سلبية عشناها،
ونلجأ لأملٍ ملأ الدنيا بشروق شمس أيام نسيناها..
– نهجر ملل إستقر في أنفسنا نهار طويل،
ونلجأ لخير ساقه ربنا لنا غفلنا عنه كثير..
– نهجر أرق أحاط بفراشنا ليالٍ طوال،
ونلجأ لذِكرٍ هجرناه بجوف الليل يسحق أرقنا..
– نهجر فشل ظننا خطأً أنه مقسوم لنا،
ونلجأ لعملٍ مهما صغر سيحقق نجاحنا..
– نهجر كلل لاقيناه من عمل لم نحبه،
ونلجأ لأملٍ ينفعنا وننفع به غيرنا فنحب عملنا..
– نهجر قلقاً غلف حياتنا لأسباب صغرت أو كبرت،
ونلجأ لمواجهةٍ تُحقق مكاسب صغيرة لأهداف كبيرة..
– نهجر خوفاً تغلغل في نفوسنا لمواقف حقيقية أو وهمية،
ونلجأ لمقاومةٍ تُحقق أنفسنا في كل موقف نجتازه..
– نهجر وسواساً كرر أفكارنا ووتر مشاعرنا وأوقف سلوكنا،
ونلجأ ليقينٍ أن الوقوع في الأمر خير وتوقيه شر..
– نهجر كل شر كان، من أي شخص كان، أو موقف كان،
ونلجأ لكل خير في غيرهما حولنا حتماً سيكون.
قد يعجبك ايضا
تعليقات