القاهرية
العالم بين يديك

تُرهات أحلام

220
بقلم/ چيهان جهاد
الرابِع والعشرون مِن أيَار، الثانية عَشر بعد مُنتصف الليل، الوَضعُ مُريبٌ هُنا بعضَ الشيء، يجتاحُ الظلامُ أركانَ جَوفي، تنهالُ عليّا الحِجارة مِن السماءِ السابعة كالسجيلِ المُنهمر، ظلامٌ حالِك مِثل حالي، تنعَدِم الرؤية رويدًا رويدًا، تُطاردني الذِكرى دومًا كالوَحش المسعور، ينهشُ عقلي وينبُش روحي كالصخر، الألمُ وصلَ عِنان السماءِ، ينسابُ من بين يداي ثُعبانٌ عظيم يُشبه الثُعبان الأقرَع، تهاجمني الكوابيسَ كل ليلةٍ في نفس الساعةِ وكأنه تِكرارٌ لنومٍ أبَدي لا يقظَة منه، أختنقُ وتضيقُ بي الأرضُ بِما رَحبت، يلتفُ الثُعبان العظيمُ حَول عُنقي، يكادُ يخنقني ويعتصر جسدي المسكين، أُقسمُ أنني أشعُر بعصارة جِهازي الهضمي تخرجُ من جَوفي، تذكرتُ هوَسي بالتجارب الكيميائية وعِند وَضع القليل من حِمض الكربونيك على يداي أحترقت تمامًا حتى بِت لا أراهُما، والآن يسري نفس الشعور بل أضعافُه من أسفلِ قدمَيّ وحتى مُقلتَي عينيّ، يركُد بجانبِ الغُرفة مُخرج سينمائي ذو جسدِ مُهترئ وثيابٍ تكشِف أكثر مما تستر، ينظُر إليّ ببياض عينيهِ وكأنما البياضُ اقتحم السواد كاقتحام الشمسِ لظُلمة الكونِ فلم يبقَ سِوى بِضع الخطوط الزرقاء التي يجري بِها دماء زرقاء أشبهُ بالجلطة الدموية، وملامحه الفَزعةِ الثابتة وفي ظِل هذا المَشهد يقترب ببطء وتحتكُ أظافر يداهُ بالأرضِ مُصدرة صوت صريرِ صنبور ماءٍ صدأت معادنُه حتى هلكَت، الدمُ يغلي في عروقي ويشتعلُ مُعلنًا عن لحظة النهاية أو رُبما البداية، تخمُد النيران ويختفي كُل شيء ببطء، ويدقُ جرس المُنبه مُعلِنًا عن كابوسٍ جديدٍ أُضيف للقائمة، أتجول بعيناي قليلًا فلا أرى سِوى سقفَ غُرفتي البيضاء.
قد يعجبك ايضا
تعليقات