القاهرية
العالم بين يديك

هل صارت المرأة عدو الرجل؟ ومن الجاني ومن المجني عليه فى قصتهما؟

108
بقلم: نادرة سمير قرني
تُعتبر المرأة هي نصف المجتمع، وعنصر أساسي من مقوماته، بها ينهض المجتمع، فهي الأم والأخت والخالة والعمة والجدة، وهي أيضاً المعلمة، والطبيبة، والمهندسة، والمحامية، ومصممة الملابس، كان لها دورها منذ أقدم العصور ومازال لها هذا الدور، والنقوش الفرعونية على جدران المعابد المصرية تشهد على ذلك، بل إن كتاب الله عزوجل يشهد بمكانة المرأة فى المجتمع ودورها، وقد حث الدين الإسلامي على المرأة فى آيات كثيرة، ومنها: قوله تعالى: ﴿مَّا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ ۖ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ ۗ انظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انظُرْ أَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ) سورة المائدة: 75 “وأمه صديقة”، مبينًا أن المرأة لا تقل عن الرجل، لا من حيث التشريف، ولا من حيث التكليف، ولا من حيث المسئولية إنها مساوية للرجل مساواة تامة، في التكليف، مكلفة بالإسلام والإيمان كما هو مكلف بالإسلام والإيمان، مشرفة بأنها المخلوق الأول، كما أنه المخلوق الأول.
ومظاهر احترام الإسلام للمرأة متعددة منها على سبيل المثال؛ أنه لم يكن للمرأة حق الإرث، وكانوا يقولون في ذلك: لا يرثنا إلا من يحمل السيف، وجاء الإسلام فرفع شأن المرأة في هذا الجانب وأقر لها حقاً في الميراث زوجة وأماً وبنتاً وأختاً قال الله تعالى: (للرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا). ولم يكن للزوجة صداق ولا مهر عند بعض القبائل في الجاهلية بل كان يشتري الزوج زوجته بدفع ثمنها لأبيها، وجاء الإسلام فأبطل ذلك وجعل لها مهراً وصداقاً من حقها لا يأخذ أحد منه شيئاً إلا بطيب نفس منها والدليل على ذلك قوله تعالى: (وَآَتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا).
ولكن ما يحدث في الوقت الراهن بين الأزواج لهو أكبر دليل على تفكك الأسر، وبعدها عن الدين، وإهانة المرأة على يد الزوج، واستهانته بحقوقها، فما كان من الكثير من الزوجات إلا أن اتجهن إلى قتل أزواجهم؛ وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال: هل هذا الزوج كان يستحق أن تضيع هذه الزوجه مستقبلها، بل ومستقبل أولادها من أجله؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟، وهل سجنها بعد قتله هو الراحة لها؟ لماذا لم تطلب هذه الزوجات إلى الطلاق أو حتى الخلع إذا كن يرين أن حياتهن مستحيلة مع الزوج، لماذا لم يقتضين بقوله تعالي: الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (سورة البقرة الآية229.
إن المرأة يا سادة هي التي تنظف المنزل وتحضر الطعام لأولادها وزوجها، وهي التي تعتني بأبنائها، وتستذكر لهم دروسهم، وهي التى حملت رضيعها في بطنها تسعة أشهر تحملت فيها كم من الآلام لا يتحملها الرجل نفسه، وهي التي تسهر الليالي لتخفف آلالام أبنائها، وهي التى ترعى زوجها، فلماذا يستهين الرجل بهذه الأدوار وغيرها ، إن أدوار المرأة لاتنتهي فهي كثيرة ومتعددة، وإذا كانت المرأة لجأت إلى قتل زوجها فإن الشرع لم يحل لها هذا كي تستعيد حقها، وإنما بإمكانها أن تنفصل عن زوجها بما يحفظ حقها وبما يحفظ حقوق أبنائها ولا يعرضها للسجن، لماذا ترتضي المرأة بالسجن مرتان الأولي بمعيشتها مع زوج لا يقدر قيمتها، والثانية نتيجة قتلها لزوجها.
إن جميع الأديان السماوية تدعو إلى التسامح والعفو والمغفرة، ولا بأس من محاولة المرأة محاولات عدة لإصلاح أمورها مع زوجها فإن لم تتمكن فالحل هو الإنفصال بالتراضي بينهم بما لا يعرض أبنائها للخطر، وعلى الزوج أن يعي قيمة الزوجة، ومكانتها فى الإسلام، فقد أوصى الدين الإسلامي بالمرأة خيراً، كما أكد على مكانتها فى المجتمع، وجاء ذلك فى آيات عدة:
(أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ ۚ وَإِن كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّىٰ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ ۚ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ ۖ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُم بِمَعْرُوفٍ ۖ وَإِن تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَىٰ* لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ ۖ وَمَن قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ ۚ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا ۚ سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا) [الطلاق 6-7].
كما جاء في سورة النساء الآية(1) قوله تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا.
كما جاء في سورة النساء الآية(19) قوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا .
قد يعجبك ايضا
تعليقات