القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

مستحدثات تكنولوجيا التعليم قوة يصعب إيقافها… صباحك تكنولوجيا

183

.. بقلم د/ حنان عبد القادر محمد

عزيزي القارئ يَجِب أن نُدْرِك جميعاً أن ثورة التقنية في هذا العصر هي اَلْمُتَطَلَّب الأساسي في تَقدم العملية التعليمة، نظراً للتغيرات اَلْمُسْتَمِرَّة والتطورات السريعة المتلاحقة والثورة العلمية والتقنية اَلْمُتَنَامِيَة وَالْمُذْهِلَة والتي أدت إلى تَغْيِير مفهوم التربية الحديثة وسعت إلى تطوير التعليم بالاعتماد على مستحدثات التعليم بما تملكه من قُدْرَة على توفير بيئة تعليمية قوية ومرنة باستخدام هذه اَلْمُسْتَحْدَثَات، مما دعا القائمين على التعليم إلى المطالبة بها كأحد الحلول لمواكبة التطور الهائل في اَلْمُسْتَحْدَثَات التقنية، حيث تعتمد مستحدثات التعليم على استخدام تكنولوجيا التعليم الإلكتروني في الاتصال واستقبال المعلومات واكتساب المهارات.

ولقد تم إنتاج وتوظيف واستخدام هذه اَلْمُسْتَحْدَثَات في بداية الأمر في المجالات غير التربوية كالمجال اَلصِّنَاعِيّ والطبي وغيرها، ثم حدث تطويع لهذه اَلْمُسْتَحْدَثَات وَاسْتُخْدِمْت في المجال التعليمي، وَأُطْلِق عليها مُسْتَحْدَثَات تكنولوجيا التعليم وهي التي تخدم المجال التعليمي وذلك للاستفادة من الإمكانيات الهائلة لتلك اَلْمُسْتَحْدَثَات والتي تتمثل في قُدْرَتهَا على إنجاح العملية التربوية، فضلاً عما تُقَلِّلهُ من الأعباء التعليمية التي يقوم بها المعلمين كما لها من الإمكانيات ما يجعلها قادرة على إحداث التطور في نظام التعليم، وصار الاستثمار الكامل لِمُسْتَحْدَثَات تكنولوجيا التعليم أمراً ضرورياً لا يُمْكِن الغِنى عنه وتجاهله.

وَيُمْكِن تعريف اَلْمُسْتَحْدَثَات التكنولوجية بأنها كُلّ ما هو جديد وَمُسْتَحْدَث في مجال استخدام وتوظيف الوسائل التكنولوجية في العملية التعليمية، من أجهزة وآلات حديثة وأساليب تدريسية مُبْتَكَرَة, بِهدف زيادة قُدْرَة اَلْمُعَلِّم وَالْمُتَعَلِّم على التعامل مع العملية التعليمية وحل مُشْكِلَاتهَا, لِرفع كفاءتها وزيادة فاعليتها بصورة تتناسب وطبيعة عصر الثورة المعرفية والتكنولوجيا المعاصرة. حيث تُعَدّ اَلْمُسْتَحْدَثَات التكنولوجية فكراً متطوراً وَمُنْتَجًا مُتَقَدِّمًا، وهي توظيف للأفكار وَالْمُخْتَرَعَات في خدمة مجالات الحياة اَلْمُخْتَلِفَة ومنها مجال التعليم، فَالْمُسْتَحْدَثَات التكنولوجية في مجال التعليم تَشمل كُلّ ما هو جديد وَمُسْتَحْدَث من وسائل وأجهزة وأدوات يُمْكِن توظيفها في العملية التعليمية، فهي أفكار أو عمليات أو نظريات أو تطبيقات أو منتجات جديدة تُمَثِّل حلول مُبْتَكَرَة لمشكلات التعليم عِندما تُوَظِّف بِطريقة منظومية تزيد من كفاءة وفاعلية المنظومة التعليمية، ومن أمثلتها: التعليم الألكتروني – الفيديو التفاعلي – مؤتمرات الفيديو من بعض – المتاحف الإلكترونية – الواقع الافتراضي – الأقمار الصناعية.

وتتحدد مبررات الاهتمام بالمستحدثات التكنولوجية في تغير مُتَطَلَّبَات سُوق العمل بِسُرْعَة هائلة، وعلي ذلك فإن التعاون بين التكنولوجيا والتعليم تعاون وثيق؛ حَيث اعتمد التعليم باستمرار على استخدام الوسائل والتقنيات التعليمية مثل اَلْكُتُب والصور والأشرطة السينمائية والتسجيلية وغيرها، وهذه الوسائل تشهد تطوراً ملحوظاً وتزداد انتشاراً وتتعزز في وقتنا الراهن بالتليفزيون والفيديو والكمبيوتر والإنترنت وغيرها من اَلْمُسْتَحْدَثَات التكنولوجية في مجال الإعلام والاتصال، وأصبحنا نُلَاحِظ أنه كُلَّمَا حدث تطور في إحدى هذه التكنولوجيات يُقَابِلهُ تطور لإحدى المجالات التربوية، وتجديد في قطاع من القطاعات التعليمية، ويتصف اَلْمُسْتَحْدَث التكنولوجي في البيئة التعليمية عامة وبيئة الصف الدراسي على الأخص بالعديد من المميزات، التي من أهمها: مُحَاكَاة بِيئَات الحياة الواقعية، وتوفير بيئة اتصال ثُنَائِيَّة الاتجاه تحكم حواجز قاعة الدراسة وَتَرْبُطهَا بالعالم وبيئة اَلْمُتَعَلِّم. تمكين اَلْمُتَعَلِّم من الاعتماد على الذات وتنمية مهارات التعلم الذاتي لديه وجعل التعلم تعلماً تفاعلياً والتأكيد على بقاء أثره.

فَالْمُسْتَحْدَث التكنولوجي بما يَشتمِل عليه من مُثِيرَات متنوعة يُمْكِن أن يُسْهِم في جَذب انتباه اَلْمُتَعَلِّم وجعل المادة المراد تعلمها في بؤرة الشعور، والتغلب على اَلْمُشَتَّتَات التي تُوجَد في الموقف التعليمي من خلال مُخَاطَبَة أكثر من حاسة لدى اَلْمُتَعَلِّم لتنشيط مهام التعلم لديه. تقديم بيئة مُرَتَّبَة آمنه كمطلب للتعليم الفعال، وتحقيق مبدأ التعلم الهادف الذي يجعل اَلْمُتَعَلِّم على علم بما هو مطلوب منه إنجازه. وتنمية المهارات التعاونية والتشاركية حيث يُوَفِّر اَلْمُسْتَحْدَث التفاعل بين المتعلم وآخرين من نفس الصف أو في صفوف أخرى مختلفة عن طريق الارتباط من شبكة الإنترنت. وتطبيق فكرة التعلم الملائم من خلال إتاحة الفرصة أمام اَلْمُسْتَخْدَم للوصول إلى المزيد من المعلومات بِطُرُق أكثر وأيسر. وَالنُّهُوض بالتعليم وتطويره في آفاق العالم الحديث، والتنمية المهنية للمتعلم وإكسابه الكفايات الأساسية والضرورية كي يندمج في العالم المحيط به.

وأيضاً تحقيق مبدأ التعلم للإتقان عن طريق تَوَافُر توقعات واضحة ومحكات مُحَدَّدَة لما يكون عليه النجاح في أداء المهام والكشف عن أسباب التأخر أو التعثر في التعلم وعلاجه. وتقليل المشاكل السلوكية في بيئة الصف من خلال زيادة دافعيه وإيجابية المتعلم للتعلم، وتنوع الخبرات التي يُهَيِّئهَا له عن طريق المعلومات والممارسات العملية الفعلية. تُمَكِّن اَلْمُتَعَلِّم من تحسين تعلمه، عن طريق مُسَاعَدَته على ترميز المثيرات، مُعْتَمِدَة في ذلك على العديد من نظريات التعلم. تنمية المهارات فوق المعرفية، فبيئة اَلْمُسْتَحْدَث التعليمي بيئة مرنة تُقَدِّم المحتوى التعليمي بِعدة مُسْتَوَيَات متدرجة، من البسيط إلى المعقد، من السهل إلى الصعب من الكل إلى الجزء، من المحسوس إلى المجرد والعكس

ويتطلب ذلك من اَلْمُتَعَلِّم اَلْقُدْرَة على اتخاذ القرارات والتقييم الذاتي لنفسه، وإدارة وضبط الذات، مما يُسَاعِد اَلْمُتَعَلِّم على بِنَاء تعلمه ومعارفه والنموذج العقلي الخاص به، وزيادة التفاعل الفردي والتقليل من عامل الرهبة من التجريب وتنمية حُبّ الاستطلاع والابتكار والعمل الجماعي وزيادة وعي الفرد على الفرز النقدي والانتقاء والاختيار بما يتفق والإطار القيمي له. إعادة تطوير مفهوم الدراسة من خلال التدريب العملي الفعال والممارسة الجيدة للربط بين التدريب والإنتاجية وسوق العمل عوضا عن التدريب قبل الإنتاج. ومن ثم تحقيق مبدأ التعلم النشط الذي يتم من خلال العمل وليس الملاحظة فقط، والمشاركة الإيجابية بدلاً عن المشاهدة السلبية في التعلم.

وتأسيسا على ما سَبق تَظهر أهمية توظيف اَلْمُسْتَحْدَثَات التكنولوجية في استراتيجيات التعليم والتعلم باعتبارهما بيئات تعلم متكاملة قائمة على مُتَطَلَّبَات مُرْتَبِطَة بالجوانب التخصصية والمهنية والثقافية للمتعلمين وغيرها من الجوانب. ولكن لنجاح كل ذلك لابد من وجود نِظام تعليمي يَعتمِد على تنظيم تلك اَلْمُسْتَحْدَثَات وَمُعَلِّم قادر على استخدامها وتوظيفها داخل العملية التعليمية بِشكل يُحَقِّق الأهداف المرجوة. وللحديث بقية، ،

قد يعجبك ايضا
تعليقات