القاهرية
العالم بين يديك

سلاحي النقد البناء والهدام 

113

 

رمضان رجب 

من يُحارب التغيير ليس وحده من يحمل السلاح، بل أيضًا من يملك القوة العقلية والنفسية، للتغلب على نِقاط الضعف وإخفاقات الآخرين، من أجل المضي قِدمًا نحو دروب المستقبل، من أجل تغيير واقع مُريب، تغيير حياة، تغيير مُعتقدات، تغيير عادات ومن ثم التقاليد.ولكن تبقىٰ النقطة الأهم من كل هذا وذاك، هل بالنقد يتغير الشيء المُراد تغييره؟ أم يتغيير بأساليبٍ أخرىٰ؟

ذِكر العيوب علىٰ أنها عيوب عادةً يُولد نفور الناس منك، منهم من يدخل في نوبة الاكتئاب لأن ذِكر عيوبه بمثابة ثُقل شديد علىٰ النفس، وآخر يُصاحبه العِناد، خاصةً إذا كان أمام الآخرين، ليس إلا نقد، ولكن الأولىٰ ذِكر العيوب إما بطريقةٍ يسهل على القلوب تنفيذها، أو أن تذكر حلولًا لهذه العيوب، بالتالي تقوم مقام الناصح الذي يُريد الإصلاح بنقده البناء وليس الهدام!

الكلمة الطيبة هىٰ الطريقة التي من أجلها بُعثَ الرسول مُبشرًا بها وذكر الله في قُرآنه: “ولو كُنتَ فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك” وقال أيضًا “وجادلهم بالتي هى أحسن”، الكلمة الإيجابية تبعث الحُب داخل القلوب فهى ليّنةً تنفتح بكلمةٍ طيبة، المدح لجلب السعادة، يُعطي طاقةً إيجابية تجعلهم يُريدون التغيير للأفضل، لذا يبقى مُحفزًا على التَّحسُّن، فقال سيدنا عُمر: “جملوا عيوب أصدقائكم علىٰ هيئة هدايا”، وهو ذِكر الحسن أولاً حتى تفتح مجالًا للنقد، ومن ثم تأتي بالسيء ليصلحه رغمًا عنه.

القوة النفسية: هى التحكم في الذات كي لا ينطق لسانك إلا بكل جميل، فالكلام أداة تواصل وليس كسكين يُغرز في القلوب، تأثيرك النفسي بِه الشيء الوحيد الذي يجعلك تتفوق على الآخرين بتعامُلك بالحُسنى، أو بذكائك في كيفية إدارة الأمور، فكل فكرة تغيير تسمح بدخولها لعقولهم، أنتَ المسؤول عنها، لذلك كُن أنتَ نقطة التغيير التي يأتي من خِلالها التحول للأفضل، إيجابيتك هى من تُعطيهم تحفيز وتدفعهم دومًا للتغيير .

قد يعجبك ايضا
تعليقات