بقلم – نهال يونس
النفاق هو إحدى صور التملق والرياء التي تصيب الإنسان فتفقده أسمي ما فيه ألا وهو الصدق فيتحول إلي كائن عفن ولكي يستر نفسه يزيد من تملقه.
النفاق هو أن تظهر الخير ،وتكتم الشر ،هو أن تقول عكس ما تخفي في قلبك ،وتخفي الكره ،والحسد ،
المنافق من يمتلك وجهان يظهر أحدهما من خلال الموقف الذي يمر به ،فالنفاق أسوأ ما يتصف به الإنسان ،والنفاق في وقتنا الحاضر ما هو إلا التلون في العلاقات ،وعدم الوضوح ،وتذبذب المبادئ من أجل الانتفاع الشخصي ،فإن من أمراض النفوس التي انتشرت في الآونة الأخيرة مرض الرياء ،والنفاق فهو داء يسري على الألسن.
فالمنافق هو من يتميز بحلاوة اللسان ،ومعسول الكلام ليقنعك بأنه صادق ،فالمنافقون يدعون الإصلاح علي الرغم من فسادهم ،وليس لهم مبادئ ثابتة متأرجح يتمايل حسب مصالحه الشخصية ،وشر المنافقين من لم يستطيعوا أن يكونوا فضلاء بالحق ،فصاروا فضلاء بشيء جعلوه أشبه بالحق ،ستجد المنافقين حولك في كل مكان ما أكثرهم بأقنعتهم المزيفة ،وابتسامتهم الخبيثة ،ما أحقرهم بتزينهم للباطل ،فالمنافق لا يدرك خداعه ،ويستمر ،ويكذب ،بل يصدق نفسه.
النفاق من كبائر الذنوب ،ويفسد الإيمان بقلوبنا
صفات المنافقين كما جاء في كتاب الله ،وسنة رسوله
جاءت في الأحاديث الشريفة الصحيحة بعض صفات المنافقين ،ومنها خيانة الأمانة ،والفجور في الخصام برفض الحق بعد وضوحه ،والغدر في العهد ،وعدم الوفاء به،والكذب بالحديث
عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ” أربع من كن فيه كان منافقا خالصا ،ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من نفاق حتي يدعها: إذا حدث كذب ،وإذا عاهد غدر ، وإذا وعد أخلف ،وإذا خاصم فجر “،ومن صفاتهم أيضا التكاسل في الذهاب إلي الصلوات ففي الحديث الشريف عن الرسول صلى الله عليه وسلم قوله ” إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ” صحيح مسلم.
قلة الإنفاق في سبيل الله فقد قال الله تعالى ” إن المنافقين يخادعون الله وهو خادعهم وإذا قاموا إلى الصلاة قاموا كسالي يراؤون الناس ولا يذكرون الله إلا قليلا ” فهم شحيحوا النفس لا يحبون الإنفاق في سبيل الله ،وإذا أنفقوا راءوا الناس في ذلك.
وصفهم الله بالجبن ،والضعف في قوله تعالي ” يحسبون كل صيحة عليهم ” .
أصحاب وجوه متعددة فهم يتلونون ويتعاملون مع كل قوم بوجه ،وفي الحديث ” من شرار الناس ذا الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه” صحيح مسلم
التظاهر بالإيمان والتقوي فقد قال الله تعالي ” واذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلو إلي شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزئون “
رائحة النفاق تكاد تخنقنا في هذا المجتمع ،فالنفاق يؤدي إلي الشعور بالنقص ،وقلة الثقة لدي الأفراد الذين لا يمارسونه مما يجعلهم يبتعدون كل البعد عن المبادئ ،والقيم ،والأخلاق ،ويساعد في انتشار الحقد نتيجة للمقارنات المستمرة .
وختاما علينا بالتحلي بالصدق والابتعاد عن النفاق ولو كان ذلك فيه مصلحة لك فما بني علي باطل فهو باطل