القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الدكرورى يكتب عن أهمية المساجد فى الإسلام “الجزء التاسع “

88

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء التاسع مع أهمية المساجد فى الإسلام، ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يفصل بين الخصومات ويقضى بين المتخاصمين في مسجده صلى الله عليه وسلم ومضى الحال على ذلك في عهد الخلفاء الراشدين من بعده، فإن إحياء رسالة المسجد واجب علينا جميعا، كل على حسب مجاله وتخصصه، ومن هذه الواجبات تجاه المسجد، هو صيانة المساجد عن الأذى والقذر وتعهدها بالحفظ والرعاية وعدم إهانتها بقول أو فعل أو إقرار كما علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال النووي يحرم البول والفصد والحجامة في المسجد في غير إناء، ويكره الفصد والحجامة فيه في إناء ولا يحرم، وفي تحريم البول في إناء في المسجد وجهان، أصحهما يحرم.

ويدخل في ذلك إلقاء النجاسات والقاذورات المختلفة، بل ومما تكرهه النفوس كتقليم الأظفار وحلق الشعر وطرح المخلفات وغيرها، وأيضا صيانة المساجد عما يؤذى الناس ومن ذلك أن تصان المساجد عن البزاق والنخامة فيها، وأن تصان عن أن يدخلها من أكل ثوما أو بصلا أو ما في معناهما مما له رائحة كريهة من المأكولات وغيرها، أو يتعاطى شرب الدخان، أو كان قذر الثياب منتن الرائحة لأنه يؤذي إخوانه المسلمين بما يصدر منه من روائح مستقذرة، وأيضا الاحتراز عند دخول المساجد بشيء قد يؤذي الناس من سلاح ونحوه، وأما إقراره صلى الله عليه وسلم الحبشة على لعبهم بالحراب والسيوف في المسجد يوم العيد فهو مخصوص بما أقره صلى الله عليه وسلم.

من جهة التدريب على الحرب، والتمرين فيه والتنشيط عليه، فهو من باب المندوب، ويلتحق به ما في معناه من الأسباب والوسائل المعينة على الجهاد وأنواع البر، وأن تصان عن رفع الأصوات فيها، فمن طبيعة المساجد أنها دار للعبادة والتقرب إلى الله عز وجل وهذا يتطلب جوا من الخشوع والهدوء لا يناسبه أن يرفع الناس أصواتهم، ويتأكد المنع إذا كان في رفع الصوت تشويش على المصلين وشغل لهم عن العبادة والخشوع فيها، وعن السائب بن يزيد قال كنت قائما في المسجد فحصبني رجل فنظرت فإذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال اذهب فأتني بهذين، فجئته بهما، قال من أنتما أو من أين أنتما؟ قالا من أهل الطائف، قال لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما.

ترفعان أصواتكما في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقد قال ابن رجب ورفع الأصوات في المسجد على وجهين، أحدهما أن يكون بذكر الله وقراءة القرآن والمواعظ وتعليم العلم وتعليمه، فما كان من ذلك لحاجة عموم أهل المسجد إليه، مثل الأذان والإقامة وقراءة الإمام في الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة، فهذا كله حسن مأمور به، وما لا حاجة إلى الجهر فيه، فإن كان فيه أذى لغيره ممن يشتغل بالطاعات كمن يصلي لنفسه ويجهر بقراءته، حتى يغلط من يقرأ إلى جانبه أن يصلي، فإنه منهي عنه، وأما الوجه الثاني وهو رفع الصوت بالاختصام ونحوه من أمور الدنيا، فهذا هو الذي نهى عنه عمر بن الخطاب وغيره من الصحابة، ومن ذلك أيضا إصدار النغمات الموسيقية.

أو الأغاني عبر الهواتف المحمولة وغيرها من الأمور التي تحرم في كل مكان فضلا عن المساجد فهذا هو المسجد وهذه هي وظيفته فاعرفوا دوره وانهلوا من عطاءه يكن لكم أوفر الحظ والنصيب بإذن الله جلا وعلا، وإن المساجد هي رياض رحبة تقام فيها مجالس العلم والذكر لتعليم الدين، وحفظ القرآن العظيم، ومدارسة سيرة سيد المرسلين، ويتلقى الناس فيها التربية والأخلاق، ومعرفة السنة والبدعة، والحلال والحرام، وفيها أقام فقراء المهاجرين، واستقبلت الوفود وعقدت الألوية والرايات، ومنها انطلقت البعوث وأرسلت الجيوش، وأمر الله جل وعلا بتطهيرها من أرجاس الشرك والكفران ، فقال تعالى “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا”

قد يعجبك ايضا
تعليقات