القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الدكرورى يكتب عن أهمية المساجد فى الإسلام “الجزء السادس “

85

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء السادس مع أهمية المساجد فى الإسلام، ولقد عاش المسلمون الأول في سياج الإسلام بالمعنى الشامل فعلت بهم راية الإيمان، ورفعوا منارة التوحيد ونشروا لواء العدل وجعلوا كلمة الله هي العليا، ومن أجل ذلك شرع الأذان الله أكبر الله أكبر، النغمة العلوية التي تدوي في الآفاق كل يوم خمس مرات والتي ترتج لها أنحاء الوجود، وما ضعفت الأمة وما ذلت وما استكانت إلا يوم أن ضعفت مساجدها، فإن من حقوق المسجد علينا هو المحافظة على الصلوات فيه، وهو أعظم واجب، فإنه هو الذي يطالبنا به الإسلام والرسول عليه الصلاة والسلام، وقد صح عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال ” من سمع النداء فلم يأت فلا صلاة له إلا من عذر” 

وأما حديث ” لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد” فهو حديث ضعيف، وموقوف على الإمام علي رضي الله عنه، وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “والذي نفسي بيده لقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام، ثم أخالف إلى أناس لا يشهدون الصلاة معنا فأحرق عليهم بيوتهم بالنار” وإن من حقوق المساجد علينا أيضا هو ألا تقتصر على هذه المهمة فقط، وهي الصلاة، بل نجعله مكانا للدروس ومدارس لتحفيظ وتعليم القرآن وتفقيه أبناءنا في القرآن، وكذلك عقد الدروس والحلقات، وإن من حقوق المساجد علينا هو أن نجتهد في عمارتها بالذكر، وتلاوة القرآن، والمحافظة على النوافل فيها، والاعتكاف الطويل، ومن حقوق المسجد علينا أيضا هو أن نجتهد في عمارتها بالبناء.

وبذل الجهد ودفع المال، وإن من حقوق المسجد علينا هو تنظيفه، وترتيبه، ولا يبقى في موقف يزري بنا لأن المسجد هو اللوحة العريضة التي تظهر جمالنا وجلالنا، فيكون منظما منسقا مرتبا، فنخرج منه الأذى، ولذلك صح عنه صلى الله عليه وسلم عند البخاري أنه قال “النخاعة وفي لفظ النخامة، في المسجد خطيئة، وكفارتها دفنها” فلا بصاق، ولا أمور أو مخلفات أو فضلات، ولا قصاصات أوراق لأن هذا يعارض رسالة المسجد وواجب المسجد على المسلمين، وإن تنظيف المسجد لا يتوقف على فئة، ولو أن المعنيين قائمون بهذا لكن على كل مسلم أن يدفع مهر الحور العين لأنه ورد في كثير من الآثار أن مهر الحور العين هو إزالة القمامة من المسجد وتنظيف المساجد. 

ولقد كان المسجد وما يزال شعار الحياة في المجتمع الإسلامي، فهو المدرسة الأولى التي تخرج فيها الصحابة الكرام رضي الله عنهم، فكان لهم كبير الأثر في جميع المجالات العلمية والدعوية والقضائية والأدبية وغيرها ذلك أن المسجد أدى دوره وقام برسالته التي جاء من أجلها فلم يكن في عهود الإسلام الأولى دار صلاة فحسب، بل كان مع ذلك دار اجتماع لكل المسلمين، ومركزا لإرسال السرايا والجيوش، ومنه ينطلق الدعاة إلى الله يجوبون الأرض يعلمون الناس الخير، وإن المسجد في الإسلام له مكانة رفيعة وقدسية ليست لغيره من البقاع، ومما يدل على ذلك أن المساجد هي خير بقاع الأرض وأحبها إلى الله، فعن أبى هريرة رضى الله عنه. 

أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال “أحب البلاد إلى الله مساجدها وأبغض البلاد إلى الله أسواقها ” وقال النووي رحمه الله، لأنها بيوت الطاعات وأساسها التقوى، والمساجد محل نزول الرحمه، والأسواق ضدها، وقد نسبها الله عز وجل لنفسه تعظيما لشأنها، فقال الله تعالى فى سورة الجن “وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ” فالله سبحانه وتعالى وهو مالك كل شيء نسب المساجد إليه وشرفها وعظمها بإضافتها إليه، فليست هي لأحد سواه، كما أن العبادة التي كلف الله عباده إياها لا يجوز أن تصرف لسواه، ومن أجل ذلك فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد بدأ ببناء المسجد عندما هاجر إلى المدينة وقدمه على غيره، ثم كان المسجد بعد ذلك محورا لحياة المسلمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات