القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الدكرورى يكتب عن أهمية المساجد فى الإسلام “الجزء العاشر “

90

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء العاشر مع أهمية المساجد فى الإسلام، كما أمر الله سبحانه وتعالى بتعميرها بالطاعات والقربات، فقال تعالى فى سورة النور ” فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال” وقدأضافها الله جل وعلا إلى نفسه إضافة تشريف وإجلال، وشهد لعمّارها بالإيمان، كما توعد من منع فيها ذكره أو تسبب في خرابها بالخزي في الدنيا، والعذاب العظيم في الآخرة، فقال تعالى فى سورة البقرة “ومن أظلم ممن منع مساجد الله أن يذكر فيها اسمه وسعى فى خرابها أولئك ما كان لهم أن يدخلوها إلا خائفين لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الآخرة عذاب عظيم” ولما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة بدأ ببناء مسجد قباء. 

وهو أول مسجد بُني في المدينة ، ثم قام بعد ذلك بتخصيص أرض لبناء مسجده صلى الله عليه وسلم حتى أتمه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا في سفر أو حرب وبقي فيه مدة اتخذ فيه مسجدا يصلي فيه بأصحابه رضي الله عنهم، كما فعل في خيبر ادراكا منه صلى الله عليه وسلم بأهمية المسجد، وتتابع هذا الأمر مع الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم، ولقد حث ديننا الحنيف على بناء المساجد، وجعل ذلك سبيلا إلى الجنة والفوزِ برضا الله عز وجل، فقال صلى الله عليه وسلم “من بنى مسجدا يبتغى به وجه الله بنى الله له مثله فى الجنة” رواه البخاري ومسلم، وكما حثنا الإسلام على بناء المساجد فقد حث أيضا على عمارتها, وجعل ذلك علامة من علامات الإيمان. 

وإن المساهمة في بناء المساجد سواء كانت صغيرة أو كبيرة، أو كانت المساهمة في جزء من المسجد، فالمساهم مع غيره في بناء مسجد والمجدد له ومن أدخل توسعة عليه يكون داخلا في مضمون الحديث السابق بإذن الله تعالى، ومن كان ينوي أن يبني مسجدا أو يساهم في بناءه حال حصوله على مال ولم يستطع كتب الله له أجر بناء مسجد، لقوله صلى الله عليه وسلم “إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى” متفق عليه، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا “فمن هم بحسنة فلم يعملها، كتبها الله عنده حسنة كاملة” رواه البخاري ومسلم، ولأن قبول العمل متوقف على إخلاص صاحبه، وبناء المساجد من الأعمال التي يجري أجرها للعبد بعد ما ينقطع عمله بالموت. 

وهو من الصدقة الجارية، فقال صلى الله عليه وسلم “إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له ” رواه مسلم، وإن من عمارة المساجد إقامتها ، وترميمها وتعاهدها وصيانتها، ويدخل هذا الفعل أيضا في الصدقة الجارية، ولو كانت المشاركة بمبلغ قليل، وأما العمارة المعنوية فتكون بالصلاة، والذكر، والدعاء، وإقامة دروس العلم، وحلقات تحفيظ القرآن الكريم، والمحاضرات، والندوات، فاحرصوا بارك الله فيكم على عمارة بيوت الله، وتسابقوا في الإنفاق عليها، وبذل الخير لها، وحافظوا على أداء الصلاة فيها، تنالوا خيري الدنيا والآخرة، فإن المسجد أول مشروع للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة. 

 

وبه بدأ بتكوين وبناء المجتمع المسلم والعلمانيون حصروا عمل المسجد في الصلاة والقرآن فقط، ولكن الناظر إلى المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن المسجد في عهده كان شعلة وهاجة تنير الأرض من حولها، وفي هذا الدرس بيان لدور المسجد في حياة المجتمع المسلم، فهو المشروع الأول للنبي صلى الله عليه وسلم في المدينة، فبنى المسجد، وعلم الناس في المسجد، وخرّج الأجيال من المسجد، فكانت المساجد من أعظم اهتماماته صلى الله عليه وسلم، وإنما يعمر مساجد الله، إما عمارة بالبناء والرفع والتعمير، أو عمارة بالذكر والصلاة والدعاء والإخبات، هكذا قال أهل العلم، فالمنافقون والفجرة وأعداء الإسلام لا يعمرون المساجد، إنما يعمر المساجد الذي يريد الله ووجهه ولقاءه.

قد يعجبك ايضا
تعليقات