القاهرية
العالم بين يديك

الزعفرانة

171

كتبت/ شيماء السيد
كنت قد انقطعت عن قراءة الروايات لعدة أشهر بسبب ما يدعى ب (بلوك القراءة)، وهى حالة معروفة لدى القرّاء والكتّاب أيضًا، وحاولت العودة بقراءة بعض القصص القصيرة حتى اشتقت للروايات التى تأخذني من عالمى وتأسرني بين صفحاتها وأنا أستمتع بذلك القيد المتين، وفي حيرتى بين عدد كبير من الروايات التي لم أقرأها بعد، استقر اختيارى على قراءة رواية الزعفرانة للكاتب أحمد سلامة.
تدور أحداث الرواية بين عصرين مختلفين، الحاضر والماضى البعيد يطلان علينا بأحداث متشابكة، نسج الكاتب خيوطها ببراعة حتى يستطيع الربط بينهم فتجد نفسك في نهاية الرواية مشدودًا بانبهار وأنت تجمع الخيوط وتستنتج الروابط التى تجمع الأبطال ببعضهم.
استطاع الكاتب أن يذهب إلى عصر الفراعنة ويفتح الستار لنرى حياة المصريين القدماء كيف كانت، ويتحدث عن فترة حكم الملكة حتشبسوت لمصر، ودخل إلى خبايا القصر لينسج من خياله قصة حب من أروع ما تكون، والأجمل استمرار أثرها إلى وقتنا الحالي لنجد الأحفاد يرثون منها الحب واللعنة معًا.
بعدما انتهيت من قراءة الرواية وجدت نفسي تلقائيًا أبحث فى كتب التاريخ عن تلك الفترة الفرعونية لأستطيع معرفة أكثر عن الحقائق التاريخية الموثقة عن تلك الحقبة، وحتى أتأكد هل قصة الحب حقيقية أم أنها من خيال المؤلف، من شدة إتقان الحبكة تمنيت أن تكون حقيقية.
جاءت الألفاظ والعبارات داخل الرواية سهلة وسلسة وتخلو من أى تعقيدات، وقد حاول المؤلف شرح بعض المصطلحات الفرعونية التى تم ذكرها في الرواية.
من السلبيات التى وجدتها فى الرواية هى حادثة القتل التى لم أعلم سببها وما الخطر الذى كان يحاوط إحدى البطلات ليودى بحياتها فى سرية تامة، فمن المستفيد من قتلها؟! لم أعرف! كما أن الكاتب تطرّق إلى عفاريت الصحراء وجعلنى أتساءل لنهاية الرواية هل هم حقيقة أم خيال؟! ولم أستطع الإجابة.
وانتهت رحلتى مع صفحات الرواية ولم تنتهِ مع الحدوتة ومع أبطالها فلازلت أراهم أمامى فى تفاصيل حياتى اليومية.

قد يعجبك ايضا
تعليقات