بقلم/ حسن محمد
بمناسبة اليوم العالمي للصداقة، طرحت -على أصدقائي الكتاب منهم والقراء- سؤالاً: «ما الصداقة»، فأجبتُ أولهم:
-الصداقة هي شجرةٌ أصلها ثابت في القلوب، وفرعها ممتد إلى العقول. جذورها الصدق، تنبتها الأمانة على أرض الله الواسعة، ترويها المودة والوفاء؛ فيصدع الساقُ ويكبر، وهو السند وعكازك الذي لا يميل ولا يملّ.
يخرج الغصنُ متفرعا إلى غُصينات، إما أن يحمل فوق رأسه أوراق الراحة خضراء، أو ثمرة السعادة الناضجة حمراء.
ما يشجع الأشجار على أن تثمر، والثمار أن ينضج فيقطف، ويأكل؛ هو وجودها في البيئة المناسبة: الرطبة لا الجافة.
فشمس الصديق ابتسامته، وقمره حُسن ظنه، ونسيمه تلك اليد التي تربت برفق، فربيعه إسناده، وخريفه إفلاته، ولطفه هو لسانه الذي لا يقل إلا خيرًا أو ليصمت. فالأمطار رزق وفير وخير كثير: ككلمة طيبة، أو التماس سبعين ألف عذر. أو نصيحة بدون فضيحة، أو حرية بلا قيود.
إن حياة بدون صداقة: كامرأة بلا أمومة، كرجل بلا مرؤة، أو نهار بلا شمس، أو ليل بلا قمر، أو عبادة بلا إيمان.
وأجابوا:
-الصداقة هي أنبل شئ يحدث لنا في الحياة، حياتنا ملهى كبير ورحلة طويلة، نفوز بصديق ونخسر آخر، لنتعلم دروسا في اختيار من يبقى ومن يرحل، ويبقى الود غلاب. ولكن أحب أن أذكر صديقين لدي، وهما ليسا من الجنس البشري:
أولا: «الهاتف»، نعم، هو متصل معي في كل الأوقات، يشاركني فيلمي الحزين وأغنيتي المفضلة وليالي امتحاناتي المقلقة.. يحفظ أسراري ويعرفني بأخبار من أحب، يحاول مساعدتي بقدر الإمكان أحيانا، عندما تفرغ بطاريته يبقى معي حتي ينطفئ كلانا في وقت واحد.
ثانيا: «غرفتي» وخاصة سريري صديق أحلامي، يشاركني خيالي وخططي، أفكاري المزعجة، لا يمل من تكرار أحلامي ولا يسأم من حزني أبدا، يحب نومي، يتقبل قلقي وأرقي ولا يشكو من تعبي. في نهاية كل يوم القي عليه فوضوية يومي وعبثي في الحياة.
الآن سوف يصدر علي حكما بالجنون والوحدة والتطرف في الوصف، لست بذلك. ولا أنكر المعني الحقيقي للصداقة؛ لأنني أحب أصدقائي جميعهم كما أحب أشيائي، فالصداقة بذاتها أكبر من التكلم عنها وكل صديق لديه مكانته بقلبي وأفعالي وليس بحروفي، وكذلك تعلمت من الصداقة أن القيمة في الفعل وليس في الكلمة.
-الصداقة شعاع النور وسط كهوفي المظلمة. أُنس الليالي الموحشة، دفء أمسياتي الباردة، وصفاء النهارات المليئة بالغيوم. هي نجاة من مهالك الفكر، ورفاهية الذات من ضغوطات الحياة؛ تشبه القيلولة وسط يوم مُتعِب ومكتظ بالمشاغل. الركن الذي يخلو من الخيبات أغلب الأحيان، والملجأ الذي يسعنا دائما رغم ضيقه. حين نتوه بين الحقيقة والزيف لا نجد إجابات لتلك الأسئلة المجهولة إلا عند شخص يعلمنا جيدًا، يفهم كل ما نعني دون الحديث، شخص ارتقت مكانته لتتخطي الصداقة. الإنسان بطبيعته ميال؛ وكل منا يميلُ لمن يلمح الحزن من نظرته، نميل للذين يعلمون أين مدخل سعادتنا، للذين يتخللوننا بأحاديث فكاهية تجعلنا نتنفس الصعداء رغم كل المأساويات المحيطه بنا.
فاز من وجد أُنسه وصفائه، من استطاع البوح دون خجل والبكاء دون تردد، من استغرق في النوم لأنه يعلم جيدًا أن هناك من سيشاركه معاناة الغد.
-الصداقه هي أنقى العلاقات؛ علاقه تنبت بداخلك بالفطرة لا بقرابةٍ أو عقدٍ.. أن تمتلك رفيقًا يؤنس وحشة دربك، يتعثر معك في الظلامِ، ويمد لك يده حتى تقف من جديد، فتنيرا عتمة الطريق معًا.. أن يثق بك أكثر من نفسك ويكون أحن عليها منك، ويكون لك مصدرًا للدعمِ دائمًا في كل شيء وأي شيء حتى إن كان بسيطًا، ويفرح لك أكثر مما تفرح لنفسك..
أن تجد من يفهمك دون أن تتكلم ويراعي رغبتك في الصمت أحيانًا، من تحكي له عن حزنك الذي لا ينتهي دون أن يمل أو يسخر، من تتكلم معه بتلقائية دون قلق من أن يفهمك بشكل خاطئ، من تذهب له في خوفك فيطمئنك، من تهرول إليه مثقلًا بمشاكلك فيتقاسمها معك ويُفتش معك عن حلولٍ حتى تعود ساكنًا بضحكاتك، ومن يؤتمن حتى في الخصامِ..
أن يبقى بجانبك يربّت على قلبك حين يتخلى الجميع ولا يبقى أحد..
-وفي مفهوم الصداقة.. وحيث أن والدي رحمه الله وغفر له كان أعز أصدقائي وأكثرهم تفردا وخصوصية، وبعيدا عن دوره كأب، فكان هو المفهوم المثالي للصديق بالنسبة لي، من يستشعرك قبل أن تشعر نفسك، يقرأك دون كلمات، يكون لك سندا ووتدا تتكأ عليه بكل أريحية، تكشف له روحك بلا خجل أو ذرة من تردد، يقسو عليك حبا لك وخوفا عليك، لا يملأ فراغه أحد مهما كان، يترك وراءه فراغا موحشا يطاردك في الأفراح والأتراح، فتهرع إلى ذكرياتك معه، تطبطب على خواء روحك..كان هذا هو صديقي الذي تقت إليه وتوحشته كثيرا.
-الصداقة إحساس بالدفء والأمان والاطمئنان..
إيثار ومحبة وقبول وتقبل دون شروط أو أحكام.
نفع وتحفيز وتشجيع لكل خير.. سد الثغرات إكمال للنقائص..
مرآة تعكس الجانبين المنير والمظلم مع التركيز على الإيجابي لطمس المظلم تدريجيا.. الصداقة نور وسرور ومحبة خالصة.
-الصداقة هي الحب، هي توزيع جديد لسيمفونية غير متماشية مع ذواتنا، بها نتقبل الحياة كما هي دون تذمر أو ضجر.
حين يلبي صديقى طلب رفقتي رغم انشغاله؛ فقط رغبة لإسعادي، حين أجده متى أحتاجه، حين نشرب الشاي سويًا ونضحك على ماكان، نتألم لحزننا، ونسعد لفرحتنا. الصداقة هي علاقة الأنا مع الغير بحب صادق غير مشروط وتتلخص حين قال (أبو بكر الصديق): «مرِض الحبيب فعدته.. فمرضت من أسفي عليه، شفي الحبيب فزارني.. فشفيت من نظري إليه».
-الصداقة بالنسبالي تتلخص في رفقة أبي بكر الصديق والحبيب محمد صلي الله عليه وسلَّم «إذ هما في الغار إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا»، وهي اليوم شيء نادر الوجود يكاد لا يكون وأعني هنا الصداقة، الصداقة بحق.
-الصديق الصالح يتمثل في سيدنا ابو بكر الصديق إذا بحثت عن معنى للصداقة لن تجد قدوة أو مثال يحتذى به خير من صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه خير الانام: {ما لِأَحدٍ عندَنَا يَدٌ إلَّا وقَدْ كافأناهُ، ما خلَا أبا بكرٍ، فإِنَّ لَهُ عِندنَا يَدًا يُكافِئُهُ اللهُ بِها يَومَ القيامَةِ، ولَوْ كنتُ متخِذًا خَلِيلًا، لاتخذْتُ أبا بكرٍ خلِيلًا}، صديق يفدي صديقه بنفسه وماله، صديق إذا استؤمن أمَّن، واذا استخلف فكان خير خليفة واذا ما خيِّر بينه وبين صاحبه في أمر إلا وآثر صديقه على نفسه، صديق إذا حدثته صدقك، إذا وعد أوفي، لا يخون ولا يغدر. صديق يحبك محبة خالصة لا تشوبها النواقص، محبة لا يُنْقِصها مطالب أو غايات او اهداف ترجى من صديقه، محبة في الله ولله ..
-حلوة جملة (ما بزعلش منك) بس الأحلى منها (مايهونش عليا زعلك).. حلوة العلاقات الرايحة جاية اللي فيها الناس بياخدوا ويدوا.. بيخافوا.. بيراضوا.. بيطبطبوا.. بيطمنوا وبيسندوا بعض.. حلوة العلاقات الواضحة، العلاقات المنورة اللي تزود ما تنقَصش.. تخليك مبتسم، مرتاح على راحتك وطبيعتك.. بتتقبلك زي ما أنت.
-أول ما بسمع كلمة «صديق» أو «صاحب» تلقائيا يجي في بالي حضن (مها) الدافي، وجدعنة (آية)، ومواساة (شيماء)، وخوف (منار)، وحنية (سارة)، وتفهّم (مي)، و سؤال (هند) مهما اخدتنا الدنيا، وأخيراً أُنس رُقيّة…
-يطول حديثنا عن الصداقة ولكن عندما أفكر أجدني تلقائيا أردد: «علموني أعشق صحابي وأنسى وياهم عذابي»
وأجد كل ذكريات الطفولة التي تدور بيننا وجلستنا التي لا يخلوها إلا النكات والضحك.. كل حديث يدور بيننا نحو الحياة وخوفنا الأبدي من المجهول.
باختصار شديد من استأمنته علي جزء من روحي وقلبي.
-لازم يبقى في أمان ف التعامل، متحسش إنك غريب عن اللي قصادك، أو موجود تكلف في الكلام، في أمان أنك تكشف ضعفك، ومشاعرك قدامه، وأنت عارف أنه هيسمعك للآخر ومش مسموح يقلل منك بحكم إنه صاحبك ويصدر أحكامه، والاحترام بكل أشكاله..
-الصداقة بالنسبالي رابط قوى زيه زي رابط الدم. الصديق ساعات بيبقي أقرب للشخص من نفسه؛ لأنه دائما بيرجعله قبل ما بيرجع لنفسه.. الصديق بيكون مرايتك بتشوف فيها حاجات وحلول لمشاكلك.. بتلاقي نفسك في قربه ليك وجوده ومشاركته للحلوه والمره ف حياتك، وأنه ميخذلكش أبدا ولا يهز ثقته فيك، الصداقه عمر بنعيشه مع بعض وذكريات متتنسيش.
-الصداقة بالنسبالي هي كلمة كبيرة أوي، وتحمل معاني كتير هي علاقة بذل متبادلة وعلاقة حب بين اتنين وعلاقة بتبنيهم هما الاتنين وبتصلحهم.. الصداقة بالنسبالي من أجمل الحاجات اللي في الحياة، لأنك لما بتختار صديقك أنت بتختار مُعين ومساعد وبيبقي خير كنز ليك…
-إني أكون مرتاحة مش مخونة، هتكلم وهحكي وأنا عارفة أن صورتي ثابتة، مش خايفة اتشاف وحشه حتى لو متفهمتش، مطمئنة أنها مش هتطلع سري برا، لو على رقبتها، دايما وقت حاجتي ليها موجودة، وقتها عندي استعداد أعمل أي حاجة عشان أكون جمبها.
-الصاحب بالنسبة لي هو الشخص اللي بقضي وقتي معه بأكون مرتاح في الكلام بدون تصنع، اللي ممكن ابعتله «مميز» أتفه الأشياء مش خايف ياخد عني فكرة أني تافه، لأنه عارفني على إيه.
-الصداقة تبدأ عندما تشعر أنك صادق مع الآخر دون أقنعة.
-الصداقة ونس، حد أروح أتكلم معاه وأعيط من غير ما أفكر أو أرتب كلامى حتى.
-الصداقة مش شرط تبقى متشافة في أشخاص، عدم وجود الشخص ده مش نهاية الكون، بمعني أن اغلب علاقات الصداقة الناجحة هو صداقة نفسك، خلينا نكون صادقين مفيش شخص بيدوم أو بمعني تاني مشاعرك ما بتبقاش ثابتة طول العمر اتجاه شخص معين، مع الوقت إما هتخسره أو هيخسرك. أو وارد يفضل شخصك المفضل بس الأكيد أنك ملكش غير نفسك، هي ديه اللي هتشارك معاك حياتك مهما كانت.
-الصديق هو مصدر أمان و ثقة لصديقه، مصدر نجاة لما يلاقى بيغرق ياخد بأيده و ينقذه، واقع ف مشكلة ينصحه و يساعده، الصديق وقت الضيق زي ما بيقولوا مش لازم نشوف بعض كل يوم بس وقت ما يحتاجه يلاقيه و ياخد رأيه و يقف جنبه ممكن الصديق يكون اقرب من الأخ..
-الصداقة لما تكون غير مرتبطة بمصالح دنيوية بتدوم أكتر ولو الربط بشئ ديني هتدوم أكتر.. وأكتر..
الصداقة لازم لها ضوابط.. كل شخص يبقي حاطط ضوابط لنفسه: منها الثابت ومنها اللي بيختلف حسب شخصية الفرد، وإلا لو غير كده هتلاقي نفسك مصاحب ناس ممكن تضرك.
لازم الصداقة يبقي فيها كشف عن الغموض، والنصح: ودي بتفرق جدا من الصداقة النافعة والضارة والأهم من كده إن صديقك دا يفهم نصيحتك وياخدها بصدر رحب.. ولما هو ينصحك أوعى يجي في دماغك أنه نجم وكدا لأ هو بينصح نفسه وبينصحك.
-أظن أن الصداقة شىء ثمين جدًا..
إن يكون ليك صديق يشاركك رحلتك يكون مرايتك وصادق معاك.. يكون قلبه عليك وعلى تقدمك ونجاحك وانبساطك
للصداقة معاني كتير أوي، احنا فقدناها ويا بخت مين يلاقيها! حقيقي فعلا لأن احنا مفاهيمنا عن الصداقة إنها قعدة حلوة وضحك وخروج وبس وده مش صح تماما..
-الصاحب الي لما تحتاجله تلاقيه جمبك ولو ملقتوش أنت من نفسك بتخلقله عذر، بس عامة هتلاقيه معاك حتي لو بتليفون. أنت عارف أنك علي باله ومش ناسيك مفيش حاجز في الكلام بينك وبينه والكلام طالع من القلب، ليك حق تعاتبه أو تزعل منه في اي وقت بس مهما الزعل بينا زاد أو العتاب طال الكلام مبيتقطعش وممكن بلمسة جميلة منكم تتجاهلوا الموضوع وتتكلموا في حاجه تانية وغالبا قليل لما تتفقوا علي رأي واحد بس جمالها لما تفكروا وتوصلوا لحل وسط يرضي الطرفين.
-الصديق هو أكتر شخص مقرب ليك وعارف تفاصيل حياتك أكتر من والديك، بحكم إنه معاك ف معظم وقتك وخروجك، هو سندك وضهرك، بيرد غيبتك ويتناسى لك الأخطاء، وعونك في تناسي الأحزان.. هو أول واحد تجري عليه قبل أمك، وتقوله إنك وقعت وحبيت بنت معاك فالجامعة، هو بير فياض بأسرارك.
-صحابي هم عيلتي التانية، اختياري ولما بجري عليهم بعد عيلتي الأولى، بلاقيهم موجودين بيهونوا، بيفهموا حتى لو أنا شخصية كتومة، مبتحكيش الحاجات الوحشة دايما، اللي بتحصلي وبتحب تحكي الحلو أكتر..
صحابك يعني تتبسط معاهم في أي مكان ووقت، هم معنى الحياة، واحتواء نفسي وقت لما بكون مش فهماها.
-«إن الصديق الحق من كان معك ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك شتت نفسه فيك ليجمعك»..
وأسمى معاني الصداقة بتكون من أجل أننا نكون صحاب عشان إحنا عاوزين نبقى مع بعض في الدنيا وفي الجنة، فالعلاقة سوية نفسية جدا وفيها تحسين علاقتنا مع ربنا بشكل جماعي يعني اللي هو يلا ياجماعة عاوزين نرجع نحفظ قرأن يلا عاوزين ننزل نعمل كذا لله يلا العلاقة عموماً قايمة على هدف حقيقي وصادق فبالنسبالي الحاجات الصادقة هي اللي بتكمل فعلاً وبتبقى مريحة بشكل كبير جداً وبيبقى فيها طموح واجتهاد وحب وكل حاجة ف دي بالنسبالي أفضل صور الصداقة..
-الصداقة خلقت لتخفيف العبء، مش استهلاكك نفسيا، حد يتقبل عيوبك وأخطائك، مهما اختلفتوا وحصل بينكم أزمات كتير، بكلمة الدنيا تصفى.. وجود المودة والرحمة بينكم، ودا بيظهر وقت الخصام.
ببساطة نظرتي عن الشخص اللي هيبقي صديقي أنه يقدملي نفس اللي نفسي بتقدمهولي بالإضافة اللي بعجز أقدمه لنفسي..
-صديقك هو من يبقى بجانبك في الشدة والفرح ف الحزن والألم، صديقك يفرح لفرحك ويبكي لبكائك، عندما تحمل أخباراً سارة تركض لتسردها له بشغف ويسمعها هو بشغف أعمق مما تحكي به، هو من يراك تطلق الضحكات رغماً عنك فيدري أنها مزيفة تطلقها لتحجب ألما بداخلك، هو من يعلم متى تكون حقا بخير، صديق يصدقك ف القول والفعل يبقي دائما لجوارك كظلك لا يراكما أحد إلا ويظن أنكما إخوة وإذا شوهد أحدكما مفرداً؛ انهالت الأسئلة عن غياب الآخر، صديقك لا يعوض غيابك عنه أحد ولا يستبدلك بأحد، لا يعلق رسائلك بالساعات والايام، هو من يدري أن بك مكروه فيظل لجوارك حتى تشفى، فابقى بجانبي يا صديقي في أشد نوبات قلقي وفزعي فأنا والله أحمل ثقل العالم حزناً بقلبي..
-ما أجمله من معنى! حين يصادق كل منهما الآخر في الروح والقلب والتآلف ونظرات العيون، وهمسات الجفون، ومن ظلام يوم عندما يغيب أحدهما عن الآخر. أرأيت حينما لدغ أبي بكر الصديق ورسول الله في حجره فما كان لأبي بكر إلا أن تدمع عيناه من شدة الألم حتي لايوقظ حبيبه ولكن استيقظ صديقه من دمعة عين، ولكن استشعر أن صديقه في شدةٍ؛ فاستيقظ وبفضل من الله شُفي من ريق المصطفى، تُري هل شُفي من الريق؛ أم من الحب الذي لامثيل له حب. توفت أمي وظللت أجاهد الصدمة الأولي، وأحظى بما عند الله، ثم مرت صديقتي بنفس الأمر من وفاة والداتها، الأمر الذي جعلني أتساءل وأقول لها من أعماق قلبي وأحتضنها بقوة
لقد أصابني هول ما أصابك، لأكون الوحيدة التي تشعر بك.
أنتِ الروح التي سرى في جسدي، وإن مضيتِ في سُبات الحياة لم ولن تجدي قلبًا أحبك بإخلاص مثلي.
-أريد أن تصدقني في كل شيء، أريد منك ركنا أتكئ عليه وقت ضعفي، أريد حديقة خضراء أقلب عيني في جمال ترتيبها حين تقسو الحياة على قلبي، أريد وأريد! أعطيت يدي ورقة وقلما، وقلت لها: اكتبي عن الصداقة، فما توقفت عن كتابة “أريد”.
لقد ظلمتني هذه النفس وأتعبتني بحق، فأين لي هذا كله في هذه الدنيا؟ فها هي تشرع في طلباتها وحقوقها ونسيت واجباتها، الكثير منا كهذه النفس الطموحة؛ تطلب الصديق المعطي وتتجنب الشحيح، وهي على هذا المسير منذ وقت لا بأس به، وهو مبدأ أتعبني، فأين لك يا نفس صديق على أكمل صورة من الخلق والدين؟ ومن مشى على هذا المنطق خلى من الأصدقاء.
بدأت مؤخرا أقبل الناس على عيوبهم، وهو من منطلق معرفتي بجهلي وعيبي وتقصيري، ومن جهة أخرى أن الله خالقهم والله لم يخلق عبثا ولا شرا، والمتفكر يرى أنه أفاد من رفقاء السوء أكثر من رفقاء الخير إن كانت نفسه متفكرة؛ فهي أبدا تفكر وتتأمل ومن رفقة السوء علمت أنها على شر وعاقبتها وخيمة؛ فتنبهت واحترست لنفسها…
بدأت مؤخرا أحط على الأغصان كلها يابسها ومزهرها ومثمرها، لا يعنيني حالها بقدر بحثي عن الجميل فيها؛ فالغصن المزهر فصله الربيع والمثمر فصله الصيف واليابس فصله الخريف والمورق فصله الشتاء، وتركت إطلاق الأحكام للخالق فأنا أقل بكثير من أن أطلق حكما على عبد من عباده لم تنطو صفحة حياته.
وبعد هذا الاسترسال أريد ألا أريد!
فهذه رسالتي لكل الناس ولا أعني بها شخصا بعينه، والله المستعان وهو الصاحب في كل حال.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- أنت الحياة
- الإمام الأكبر يفتتح معهد الشهيد محمد عطيتو الابتدائى للغات بالأقصر
- مجلس الشيوخ يستأنف جلساته اليوم
- “الوطنية للإعلام” تخصص محطة إذاعية لبث قناة النيل للأخبار على موجات “إف إم”
- أداء متباين بمؤشرات البورصة بختام التعاملات
- منتجعات وفنادق البحرالأحمر ترفع درجة الاستعداد لاحتفالات الكريسماس وأعياد الميلاد
- عاشور يشهد افتتاح المنتدى الاقتصادي لجامعة النهضة
- اختتام أعمال المؤتمر العلمي السنوي العاشر المستجدات في أمراض الروماتيزم
- وزارة التخطيط والتنمية الاقتصادية تصدر تقريرًا حول إنجازات مشروع الاستثمارات الزراعية المُستدامة بالمنيا
- عبدالغفار: يوجه رسالة شكر إلى فخامة رئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسي لدعمه المتواصل للقطاع الصحي
السابق بوست
القادم بوست
قد يعجبك ايضا
تعليقات