القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

حرب الاستقلال اليونانية

91

 

تقرير د _زمزم حسن

حرب الاستقلال اليونانية (باليونانية:Ελληνική Επανάσταση، إللينكي إباناستاسي أي الثورة اليونانية ، بالعثمانية:يونان عصياني) هي حرب استقلال شنها الثوار اليونانيون ضد الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1821 و1832م وقد أفضت تلك الحرب لتأسيس المملكة اليونانية. تلقى اليونانيون العون لاحقا من قبل الإمبراطورية الروسية وبريطانيا العظمى ومملكة فرنسا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى، في حين تمت نصرة العثمانيين من الأيالات التابعة لها، مثل مصر والجزائر وطرابلس وبايلك تونس.
كانت أكثر أراضي اليونان قد وقعت تحت الحكم العثماني حتى قبل عدة عقود من سقوط القسطنطينية عام 1453.
خلال هذا الوقت، تمرد اليونانيون عدة مرات لنيل استقلالهم من الحكم العثماني. في عام 18144، تأسست منظمة سرية تدعى فيليكي إيتيرا أو جمعية الأصدقاء (باليونانية: Φιλική Εταιρεία)‏ بهدف تحرير اليونان. خططت هذه المنظمة لإطلاق الثورات في بيلوبونيز والإمارات الدانوبية، وكذلك في القسطنطينية والمناطق المحيطة بها. بدأت أولى هذه الثورات يوم 6 مارس 1821 في إمارات الدانوب، ولكن العثمانيين أخمدوها بسرعة. حثت الأحداث في الشمال اليونانيين في البيلوبونيز على حمل السلاح وأعلن المانيوت الحرب على العثمانيين في 17 مارس 1821. وكان هذا الإعلان بداية سلسلة من المعارك الثورية في المناطق الأخرى ضد الإمبراطورية العثمانية.

وبحلول نهاية الشهر، دخل إقليم بيلوبونيز في ثورة ضد الأتراك، واحتل اليونانيون بقيادة ثيودوروس كولوكوترونيس مدينة تريبوليتسا بحلول أكتوبر من العام. ولم يمض وقت حتى أعقبت ثورة البيلوبونيز عدة ثورات في كريت ومقدونيا واليونان الوسطى، وسرعان ما تم قمعها. وفي الوقت نفسه، كانت البحرية اليونانية المؤقتة تحقق الانتصارات ضد البحرية العثمانية في بحر إيجة وتمنع التعزيزات العثمانية من الوصول عن طريق البحر.

تطور التوتر بين الفصائل اليونانية المختلفة، مما أدى إلى قيام حربين أهليتين متتاليتين. في هذه الأثناء، كان السلطان العثماني يتفاوض مع محمد علي باشا والي مصر، والذي وافق على إرسال ابنه إبراهيم باشا إلى اليونان مع الجيش لقمع التمرد مقابل مكاسب إقليمية. حطّ إبراهيم في البيلوبونيز في فبراير 1825، وحقق انتصارات فورية: بحلول نهاية العام 1825، أصبح معظم البيلوبونيز تحت السيطرة المصرية، وسقطت مدينة ميسولونغي في أبريل 18266 بعد حصار تركي استمر لعام كامل. ورغم أن إبراهيم تعرض للهزيمة في ماني، فقد قد نجح في قمع الثورة في أغلب البيلوبونيز، وتمت استعادة أثينا.

بعد سنوات من المفاوضات، قررت القوى العظمى الثلاثة، روسيا وبريطانيا وفرنسا، التدخل في الصراع وأرسلت كل أمة قوتها البحرية إلى اليونان. وما إن وصلت الأنباء أن الأساطيل العثمانية المصرية المشتركة كانت في طريقها لمهاجمة جزيرة هيدرا اليونانية، قام أسطول التحالف باعتراض الأسطول العثماني المصري في نافارين. بدأت المعركة بعد أن ظل الطرفين متواجهين دون قتال لمدة أسبوع، وانتهت بتدمير الأسطول العثماني المصري. بحلول العام 1828 انسحب الجيش المصري تحت ضغط من قوة التدخل السريع الفرنسية التي استسلم أمامها الحاميات العثمانية في بيلوبونيز، بينما هاجم اليونانيون إلى الجزء الذي يسيطر عليه العثمانيون من وسط اليونان. وبعد سنوات من المفاوضات، تم الاعتراف باليونان كدولة مستقلة في معاهدة القسطنطينية في مايو 1832.

يحتفل الثورة من قبل الدولة اليونانية الحديثة كيوم وطني يوم 25 مارس.

عام 1821 كانت اليونان جزءٌا من الإمبراطورية العثمانية عدا الجزر الأيونية والتي كانت تحت سيطرة الفينيسيين وبعدها الفرنسيين وفي عام 1815 وقعت بيد البريطانيين.

بدأت بذور الثورة اليونانية بالظهور من خلال نشاطات “أخوية الصداقة” (باليونانية: Φιλική Εταιρεία، وتلفظ فيليكي إتيريا)، وهي منظمة يونانية وطنية سرية تأسست عام 1814 م في أوديسا الواقعة اليوم في أوكرانيا. وفي تلك الفترة كانت رغبة الاستقلال متفشية بين اليونانيين بجميع طبقاتهم وفئاتهم، بعد أن تم شحن مشاعرهم الوطنية لفترة طويلة من الزمن بفضل جهود الكنيسة اليونانية الأرثوذكسية التي كانت تعمل على تعزيز روح القومية الهيلينية أو اليونانية في نفوس أتباعها، وقد كانت الكنيسة حينها الحصن الأخير للغة اليونانية والمسؤول الإداري عن اليونانيين أمام السلطان العثماني.

ومن العوامل التي ساعدت أيضاً على اندلاع الحرب، النمو الاقتصادي في اليونان والتأثر بالأفكار الثورية الغربية التي ألهبت في نفوس اليونانيين الغيرة على قوميتهم ووطنهم.

اندلعت شرارة الحرب في شهر آذار/مارس عام 1821 عندما قام أليكساندروس إبسيلانتيس زعيم الفيليكي إتيريا بعبور نهر بروت اتجاه مولدوفا الرومانية والتي كانت حينها مقاطعة عثمانية، وكانت برفقته فرقة صغيرة من 4.500 محارب يوناني. وكان أليكساندروس يأمل بأن تحض تحركاته الريفيين الرومانيين للتمرد على الأتراك، ولكن بدلا من ذلك قام الرومانيون بمهاجمة الأثرياء من بني جلدتهم فاضطر ألكسندروس ورجاله للفرار سريعاً من أمام وجه العثمانيين.

العلم الأول الذي تبنته الثورة والمرتبط بعائلة كولوكوترونيس
ولكن في نفس تلك الفترة انتفض اليونانيين ضد الحكم التركي في شبه جزيرة بيلوبونيز والتي تشكل جزء كبير من مساحة البلاد، كذلك امتدت الثورة إلى عدة جزر يونانية، وعندما وصلت أنباء الثورة إلى السلطان أمر بشنق بطريرك القسطنطينية الأرثوذكسي غريغوريوس الخامس المقيم في أسطنبول بعد أن اتهمه بالفشل بضبط المسيحيين اليونانيين في طاعة السلطات العثمانية، وذلك بحسب المهمة التي كان من المفترض أن ينفذها، وتم ذلك مباشرة بعد احتفال البطريرك بقداس عيد الفصح عام 1821 وأعدم وهو مرتدٍ كمال زيه الديني، وإكراماً لذكراه تم إغلاق بوابة المجمع البطريركي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا.

قد يعجبك ايضا
تعليقات