القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

الدكرورى يكتب عن إياكم والتخوض فى مال الله “الجزء الثانى”

81

إعداد / محمـــد الدكـــروري

ونكمل الجزء الثانى مع إياكم والتخوض فى مال الله، والنبى صلى الله عليه وسلم يخبر بأحوال آخر الزمان حيث يقول صلى الله عليه وسلم ” يأتي على الناس زمان لا يبالي المرء ما أخذ أمن الحلال أم من الحرام” وهذه الظاهرة الفاجرة يبعث عليها الظلم والجشع، ويغذيها الجهل وضعف الإيمان، ويسهلها غياب السلطان وتعطيل حدود الإسلام التي بتعطيلها تعطل الأمن على الأموال، وازدحمت السجون، التي لا تزيد المجرمين إلا تدريبا على فنون الإجرام، إلا ما شاء الله، وتشعبت بالناس طرق حماية المال وأرهقتهم، فترى كاميرات المراقبة هنا وهناك، والعسس على البيوت والكلاب الحارسة والشبابيك والأشواك والأبواب خلف الأبواب.

وتفنن السراق في السطو المسلح والتهديد بالخطف، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال ” حدّ يعمل به في الأرض خير لأهل الأرض من أن يمطروا أربعين صباحا ” وأما في الدنيا فالمال المسروق مال محرم مسحوق البركة لا ينفع صاحبه، بل يضره، حتى لو أراد فعل الخير به وبناء المساجد، ورعاية الأيتام، فقال النبي صلى الله عليه وسلم ” من كسب مالا من حرام فأعتق منه ووصل منه رحمه كان ذلك إصرا عليه” وقال صلى الله عليه وسلم “من اكتسب مالا من مأثم فوصل به رحمه أو تصدق به أو أنفقه في سبيل الله جمع ذلك كله جميعا فقذف به في جهنم” والسارق ملعون بلعنة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال صلى الله عليه وسلم.

“لعن الله السارق، يسرق البيضة فتقطع يده، ويسرق الحبل فتقطع يده” واللعن الطرد من رحمة الرحمن، معناه أنه يستوجب في الإسلام قطع عضو منه بسبب سرقة لا تسوى إصبعا من أصابعه، وأعضاؤه أمانة عنده، وإن صدقة السارق ودعاؤه محجوبان عن ربه تعالى، فلا يقبل الله إحسانه ولا يسمع دعاءه، فقال صلى الله عليه وسلم “إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا “فهذا في الصدقة، ثم ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يقول يا رب يا رب، ومطعمه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك” وقال صلى الله عليه وسلم “لا يقبل الله صدقة من غلول” وأما عن جزائه في الآخرة.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه” فليعد سراق المال الخاص والعام جوابهم أو يتوبوا إلى ربهم، ولما كسفت الشمس على عهده صلى الله عليه وسلم، صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأطال القيام، والركوع والسجود، وجعل يبكي في سجوده وينفخ، فلما قضى قال “عُرضت علي الجنة حتى لو مددت يدي تناولت من قطوفها، وعرضت علي النار فجعلت أنفخ خشيت أن يغشاكم حرها، ورأيت فيها أخا بني دُعدُع سارق الحجيج، كان يسرق الحاج بمحجنه، رجل كان يحمل عصا معقوفة يعلق به متاع الحجيج في الطواف، فإن فطن له قال إنما تعلق بمحجني، وإن غفل عنه ذهب به”

وقال النبي صلى الله عليه وسلم ” إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت ” وقيل أن الناس جاءوا لأمير المؤمنين الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز بزكاة المسك، فوضع يده على أنفه حتى لا يشتم رائحته، ورعا عن المال العام، فقالوا يا أمير المؤمنين إنما هي رائحة، فقال وهل يستفاد منه إلا برائحته، فأين من نظر للمال العام بأنه غنيمة باردة، فأخذ ينهب منها بغير حساب، فإن الأمر جد خطير، إن هذه الجريمة التي ترتكب من قبل كثير من الناس في اعتدائهم على الأموال العامة، والسيارات والبيوت، والمخازن والأسواق، والحقائب والأموال، إنها جريمة عظيمة، ولا ننسى أن نذكر حديث النبى صلى الله عليه وسلم في أسوأ الناس سرقة الذي يسرق صلاته، لا يتم ركوعها، ولا سجودها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات