القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

وداعا للسلاح : إرنست همنغواي

75

 

 

القاهرية

هنري كان مراسلا حربيا على الجبهة الإيطالية أثناء الحرب العالمية الأولى تطوع كمسعف في الجيش الإيطالي ويصاب بشظية في رجله وينقل إلى مشفى للعلاج..وأثناء بقائه في المشفى توطدت علاقة غرامية بينه وبين إحدى الممرضات (كاترين) ..واستمرت العلاقة حتى بعد شفائه وعودته لساحة المعركة ..وأثناء إنسحاب الجيش الإيطالي اتهم الكثير من ضباطه وجنوده بالخيانة والتخاذل ..وجرت محاكمات وإعدامات ميدانية للكثيرين وعندما اقترب دور هنري للمحاكمة شعر أن هذه المحاكمات هي صورية و مجرد تغطية للتبرير في الخسارة …فقرر الهروب واستطاع أن يفلت من معتقليه ويرمي بنفسه في النهر سابحا نحو النجاة …وعندما أصبح في أمان خلع بذته العسكرية ورتبه والوسام الذي حصل عليه قائلا : من الآن فصاعدا قررت أن أعقد معاهدة سلام منفردة مع ذاتي

وليستمر الآخرون في القتال ما شاؤوا…

يبحث عن كاترين ويلتقيها ويهربان سوية إلى البلد الآمن المحايد سويسرا وهناك ينعمان في السلم …وفي سويسرة تعاني كاترين آلام المخاض وكانت الولادة عسيرة ماتت على أثرها ومات الولد معها….وعندما ودعها هنري الوداع الأخير كان يبدو كجثة تودع جثة….

النهاية لها رمزيتها …فالحرب لا تنتج ىسوى الموت ..ولا يمكن لجيل أن يولد فيها دون أن يكون ميتا ..الحرب هي موت للنفس والروح ولكل مظاهر الحياة ..نهاية الرواية منطقية وهي تنسجم مع فكرة عبثية الحياة زمن الحروب.

الحرب مرت من سورية وليتها لم تفعل وجراحاتها وآلامها زارت كل مدينة وقرية وكل حي وكل بيت…ومن لم يمت جسدا , مات نفسا وروحا…

وداعا للسلاح…أتمنى أن تصبح هذه العبارة حقيقة ذات يوم….

قد يعجبك ايضا
تعليقات