القاهرية
العالم بين يديك

اللغة العربية بين مفلسي العامية ومتذوقي حلاوة الفصحى 

107

 

بقلم السيد عيد 

بالفصحى نزل القرآن الكريم، وبالفصحى خطب النبي الكريم محمد في أمته، وبالفصحى قيل الشعر العربي، وبالفصحى أُلفت أمهات الكتب العربية، ولا يمكن إغفال أهمية الفصحى فهي الوسيلة لفهم القرآن الكريم خصوصًا والدين الإسلامي عمومًا لنتعلم بها مواطن الجمال في اللغة العربية، عن طريق الغوص في أعماقها للتعرف على كنوزها وصدفاتها من يلجؤون إلى العامية، ليست لديهم القدرة على الإبداع بالعربية الفصحى ، فهم يهربون منها، ويفرون من ضخامتها، والذين يتذوقون جزالة اللفظ وحلاوته باللغة الفصحى، لا يرون مثل هذه المتعة في التعبير بالعامية.. إنها إذن لغة المفلسين كما أن من يكتب بالعامية، ضيق الأفق والوعي، فهو يكتب لبلده فقط، ليحكم على كتاباته بالفشل والكبت والتحجيم.إن الكاتب بالعامية ما هو إلا قاصص للحواديت ، كأولئك الذين يروون القصص والحكايات في الأندية والمقاهي لا شك أن كلامى هذا سيغضب منه كثيرون،ويحسبونه هجوما وتجنيا شنيعًا على فتيان العامية ودعاتها هناك فرق بين مفلسين العامية ومن عاش في عرين اللغة العربية، وعايش جمالها وتذوق حلاوتها ، وغرق في مفاتن أسرارها، ولو أننا قد أتيح لنا التعرف على جمال العربية، لقلنا أبشع العبارات ضد فتيان العامية ودعاتها.  يرى دعاة العامية ومحبيها بأنها تصف الواقع وتحاكى الزمن ويحتجون بأنها لغة المصريين، ولكن الحقيقة، أنها لغةالمفلسين وأن لغتنا الجميلة سيدة لغات الأرض، لا تُجاريها لغةٌ أخرى في الدقة والروعة والجمال فكانت الإساءة للغة العربية قديمًا بمثابة الجرم الذي لا يغتفر عند العرب لأنهم اعتبروا اللغة العربية مصدر عزهم وقوتهم.

والكتابة بالعامية تفريط في الأدب الحقيقي، والجمال الأصيل، إن الكتابة بالعامية، خيانة للقلم ورسالته، خيانة للغة العربية الفصحى.

قد يعجبك ايضا
تعليقات