كتب/ حمادة توفيق
(الحلقة الثانية)
السفر للمريخ عبر الفضاء.
يحتاجُ المسافرون إلى المريخ إلى الهبوط أولًا على القمر، وستستمر الرحلة نحو 260 يومًا، ويدرس المهندسون حاليًا كيفية هبوط مركبة فضائية تزن عدة أطنان بدقة على سطح المريخ مع تجنب الاصطدام بالجبال، ولكن يبقى السؤال: إن توفرت الشروط المناسبة للسفر إلى المريخ، كيف يمكن للمرء العودة إلى الأرض؟
منازل المريخ.
تعد القبابُ الجيوديسيةُ هياكلَ مثاليةً للعيش في البيئات القاسية، فهي تحقق أقصى استفادة من المساحة الداخلية المتاحة وتؤمّنُ الحرارةَ والبرودةَ بشكل طبيعي وتتصف أيضًا بأنها حل للعيش في الفضاء بسبب كفاءتها العالية، ويمكن استخدامها لإيواء البشر على المريخ بالإضافة إلى تزويد المحاصيل بالمناخ المناسب للنمو. تكونُ هذه القبابُ مصنوعةً عادة من الألواحِ الزجاجيةِ وأليافِ الكربونِ ومن المحتملِ أن يتم تصنيعُها لاحقًا باستخدامِ طابعةٍ ثلاثيةِ الأبعادِ.
ويوجد أيضًا بدائلٌ أخرى كالمنازل المزروعة بالفطريات والتي يمكنها أن توفّر بنية أساسية لسكن الإنسان، وتحتوي هذه المنازل على فطريات صغيرة تشبه الخيوط ويمكن استخدامها لبناء هياكل معقدة مشابهة للجلد.
طعام المريخ.
يتفقُ العلماءُ على أن زراعةَ الطعامِ على المريخِ أمرٌ ممكنٌ، لكن يجب أولًا معالجةُ التربة وإزالةُ المواد الخطرة، وسنحتاج إلى تطوير نظام نمو مخصص لتنظيم مستويات ثاني أكسيد الكربون والأسمدة في التربة، ومن الممكن أن تلعب البيوت الزجاجية المائية هذا الدور، وتجرب وكالة ناسا أيضًا الطابعات ثلاثية الأبعاد التي تنتج البروتين والنشا والدهون.
ما الخطط المستقبلية؟
من المتوقع أن يساعد استكشاف الفضاء المستمر في زيادة الاهتمام بالحياة على المريخ في المستقبل، وتسهم بعثة دولة الإمارات إلى المريخ – مسبار الأمل – في اختبار الغلاف الجوي للمريخ وفهم خصائصه.
وما زالت حتى الآن فكرة استعمار البشر للمريخ غير ممكنة، فلم يهبط أي إنسان بعد على سطح المريخ، وقد يهبط البشر في وقت أقرب مما نعتقد، فوجود خطط للعودة إلى القمر في العام 2024 م وإنشاء بنية تحتية عليه ستساعد في السكن هناك لمدة طويلة، ما قد يوفر المعرفة والموارد الضرورية لاستكشاف المريخ، وقد يحدث ذلك – وفقًا لتوقعات وكالة ناسا – في أقرب وقت من ثلاثينيات القرن الحالي.
وتسهم الابتكارات الجديدة في تسريع استيطان البشر للمريخ ومنها الطباعة ثلاثية الأبعاد لإنتاج الطعام، وتطوير مواد جديدة ومستدامة لبناء المنازل.
والحقيقة بعد تبني وكالة ناسا مشروع البحث عن الحياة خارج الأرض 1964م بدأت تطلق المشروع تلو الآخر أملاً إما في استقبال اتصال ما من حضارة أخرى أو إرساله.
أول الرحلات أطلق في 1972م (باسم بيونير 10) حيث أرسلت صور تحتوي على أشخاص وذكر وأنثى وأشكال هندسية وصور تم انتقاؤها شخصيًا من قبل (كارل ساغان).
في عام 1974 أطلقت الوكالة إِشارات مشفرة ومرمزة كانت تحوي (لمحة عن علوم الرياضيات والحساب على الأرض) وهو العلم الذي يعتقد أن كل الحضارات الذكية من الممكن أن تفهمه وتفهم أنه من صنع حضارة أخرى.
وفي عام 1977م أطلقت ناسا مشروع أصوات الأرض (ضمن مشروع فوياجر) وهو عبارة عن مسبارين فضائيين جهزا بإسطوانة صوت ذهبية (لوحة فوياجر الذهبية) سجل عليها العديد من أصوات البشر الذين أرسلوا تحياتهم بـ 55 لغة كما سجل بعض الأصوات التي تسمع على الأرض كأصوات البراكين والبحار والحيوانات وغيرها وحتى بعض الموسيقى لموسيقيين مشهورين على الأرض كموتزارت أو بيتهوفن، وبثت هذه الرسالة في أرجاء الفضاء التي استطاع المسبار الوصول إليها، وأطلق باتجاه كوكبي فوياجر1 وفوياجر2 واللذان يعتقد بوجود حياة فيهما.
بدأ تطور البحث في عام 1990م، حيث اكتشف فريق من علماء الفلك أول كوكب يقع خارج المجموعة الشمسية، أطلقوا عليه اسم كوروت-7ب، وتم اكتشافه عن طريقه، فعندما يمر كوكب بجوار النجم يحجب ضوء النجم كما أن جاذبية الكوكب تشد النجم قليلًا، ولكن لم يغير هذا الاكتشاف شيئًا بالنسبة للبحث عن الحياة خارج كوكب الأرض، فهذه الكواكب لا تدعم الحياة لأن معظمها كواكب غازية مثل كوكبي المشتري وزحل.
في عام 1993م توقف السيناتور الأمريكي براين عن دعم وتمويل مشاريع ناسا وخصص هذه الميزانية فقط للبحث عن الحياة خارج الأرض.
في عام 2007م بدأ معهد سيتي المختص بأبحاث الحياة خارج الأرض بنشر 350 هوائي استقبال لاستقبال أية إشارات من الفضاء وسرعة تحليلها ثم تطور المشروع إلى مشروع سيتي آت هوم (SETI @ HOME) والذي مكن المواطنين من أنحاء العالم بالمشاركة في البحث عبر الانترنت وتقديم المعلومات التي ترد (في حال الورود) إلى الهوائيات، وهو مشروع لاقى تفاعل الملايين خاصة في دول العالم المتقدم.
وفي عام 2009م أطلقت وكالة ناسا لأبحاث الفضاء تلسكوبًا شديد الحساسية يحتوي على مرايا عالية الدقة، في مهمة اسمها مهمة كبلر، على اسم العالم يوهانس كيبلر، للبحث عن النجوم التي يبهت ضوؤها.
وفي عام 2012م أرسلت وكالة ناسا للفضاء مركبة كيوريوسيتي روفر إلى المريخ للبحث عن الحياة على سطح الكوكب، فكانت خيبة أمل حيث لم تجد المركبة أية أشكال حياة على المريخ، فهو كوكب ميت لا يوجد فيه ماء، كما بدأ العلماء باستخدام أكبر المراصد على الأرض، وهو مرصد كيك، والذي يمكنه تحديد كتلة الكوكب وبعده عن النجم، فيجب أن يكون الكوكب في منطقة متوسطة البعد كي يستطيع دعم الحياة.
والبحث عن الحياة خارج الأرض أشبه بالبحث عن إبرة في كومة قش، فعلى بعد آلاف السنين الضوئية تضيع الكواكب في ضوء النجوم المجاورة.
#تمت