القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

كبسولات_قصصية كانت

102

 

 

رشا فوزي

جاء صوته من بين سحب الدخان مترنحا يتهادى، بعيدا كأنما يصدره من جب سحيق :

– لقد كانت كل نساء الأرض في امرأة واحدة!

– ها قد عُدنا لنفس الحديث.

تمتم بها الرجل الجالس إلى جواره متذمراً، إلا إنه تابع حديثه ذاهلا غير مبالٍ :

– هل تعرف أكثر ما كان يميزها عن الأخريات؟!

سكت لبرهة ثم أكمل غير منتظر لتعقيب:

– إنها لمعة عينيها؛ وكأنما جمعت شغف الدنيا كله بهما .

تململ الجالس إلى جواره دون أن يتفوه بكلمة، جاذبا إليه النرجيلة يسحب منها الأنفاس، بينما استمر الرجل في حديثه لا يعيقه تجاهل الأخر له :

– كانت حلما رائعا لا تضاهيه أساطير الألف ليلة، كانت بهجة تغمر القلب بدفيء عجيب في أقسى ليالي الشتاء،

كانت سيمفونية من النشوى الطاغية ذات أريج قادم من الجنة، كانت عشقا وولها يمشي على قدمين حتى ….

– هجرتك؟!

– أهربت مع أخر؟!

أفاق من ذهوله على أصواتهم المتداخلة، طاردا سحب الدخان من عقله ومن أمام عينيه، ينظر باستغراب إليهم؛ جمع من شباب حديثي السن تصادف وجودهم في المقهى، وقد استهواهم حديثه؛ فالتفوا حوله في حماسة يتابعونه بينما يستحثه أحدهم على المتابعة:

– حتى ماذا؟! أكمل بالله عليك!

فأجابه أخر:

– لا تحرجوه يا جماعة، الأمر واضح لقد فرقتهم الظروف، وجدت من هو أفضل منه!

بينما عقب ثالث:

– أو لعله حبا من طرف واحد، وقد صار هو مجنون ليلى!

في حين خرج عليه الرابع كشارلوك هولمز يقول:

_ علّها خانتك، وقد قمت بقتلها!

وكان هو يتابع استنتاجاتهم بجزع يتزايد حتى أنه قاطعهم مستدركا قبل تفاقم الأمور:

– لا هذا ولا ذاك يا أخي، أنا فقط….تزوجتها!! 

 

 

قد يعجبك ايضا
تعليقات