القاهرية
العالم بين يديك

رانيا ضيف تكتب حلم عنيد

151

 

لطالما كان حلمي عنيدا وكنت علي الدوام أشد عندًا، فأجتذبه بكل الطرق الممكنة، نحاور بعضنا يراوغني وأرواغه، يعلم مقصدي ومطلبي فيتدلل، أتظاهر بتجاهله وأسعى صامتة فيدنو ويقترب حتي كاد يلتصق بي..
أنتبه لاقترابه فأتعلق به فيهرب من جديد،
فأختطفه من طريق الهروب وأحتضنه كطفل صغير مشاغب، خفيف الظل .
أوقات مرهقة، قلقة، متوترة، ولكن مثيرة فأنت بين براثن الخوف، وأيادي الرجاء.
أخطو طرق انكسار، وتعب، ولحظات حماس واشتعال الشغف، ولكنني أبدا لم أصب بالملل .
لم يعرف طريقي اليأس بل لم نلتق من قبل .
أتحرك خطوات صغيرة ثابتة، أرى أمامي الطريق طويل فأهرول قليلا ثم أبطىء السير حد الوقوف طويلا، ولكنني لم أستسلم قط!
أما الآن ما عدت عنيدة، ثمة شيء بي تغير،
ما عاد يشغلني اشتعال الشغف أو انطفائه،
أسير كعابر سبيل أو كأحد المجاذيب يكتفي بنظرات باهتة، ويكمل المسير غير آبها بمشقة الرحلة أو يسرها، ولا حتي الأحداث التي سيواجهها، أو إلى أين سينتهي به المطاف !
كنت أظن أن أسوأ إحساس قد يمر به الإنسان هو الشعور بالفشل، ولكن اكتشفت أن الفشل هو الأب الروحي للنجاح، نحن نفشل فنتعلم ثم نتقن فننجح، لكن أسوأ شعور هو انعدام الرغبة ..
ألا ترغب في النجاح ولا تهاب الفشل .
لا شيء يشعل حماسك، ولا شيء يدفعك للتحرك،
تجاهد وتقاوم ثم تعود مستسلما لللاشيء .
حالة تشبه كثيرا اللون الرمادي لا إلي أشعة ونور البياض يركن، ولا إلي قوة الأسود وحدته،
كما لا يعرف بهجة الألوان ووضوحها .
“فإذا كانت الرغبة نصف الحياة فعدم الاكتراث نصف الموت” كما قال جبران
تُرى هل ستقاوم روحي الموت الذي يقتات علي وهج قلبي أم ستستسلم له وتعلن انتصاره ؟!

قد يعجبك ايضا
تعليقات