كتبت د/ رانده شحاته
الأمومة غريزة زرعها الله فى قلب كل امرأة، تظل الأم تنتظر تلك اللحظة التى سترى فيها وليدها، وتدعو الله أن يأتيها سليمًا معافى، لتبدأ معه مشوارا طويلًا فى التربية تتحمل فيه التعب والسهر والمشقة.
أما هؤلاء اللاتى يهبهن الله أطفالاً بإعاقات ذهنية أو جسدية، فالعبء يتضاعف والهموم تزداد يومًا بعد يوم والخوف من الغد يملأ قلوبهن،
(صفاء فريد) أم تغلبت على كل المصاعب بالحب الذي ملأ قلبها لابنها( سيف)
وواجهت التحدي بكل شجاعة و قوه، فالأمر ليس سهلًا، لكن رفض الواقع ليس حلًا، وإنما تقبله والتفكير بالتعامل السليم معه هو الأنسب.
(صفاء) أم من نوع خاص زرعت الثقه في نفسها أولاً ثم في ابنها (سيف)
و بدأت في مواجهة التحدي،بدءاً من من مرحلة التشخيص التي حددت نوع الإعاقة و هو شلل دماغي(. C.P) بسبب خطأ أثناء الولادة عمل على عدم وصول الأكسجين للمخ مما أدى لصعوبة في الكلام و الحركة ،بدأت مرحلة العلاج تحت مظلة العديد من الإحباطات والضغوط روية الأم للمستقبل ضبابية والأطباء نصحوها أنه من الأفضل أن يدخل( سيف) مدرسة للاحتياجات الخاصه لأن تحصيله الدراسي سوف يكون بطيئًا،
ولأنه ليس لكل حالة من حالات الشلل الدماغي تفسير واضح.
استجابت (صفاء) لرأي الأطباء عام دراسي كامل وخلال هذا العام ولأن الأم هي مركز التأهيل الأساسي للطفل،اكتشفت أن (سيف) سريع التحصيل الدراسي و لكن مشكلته تكمن في الكتابة و ذلك لصعوبة الإمساك بالقلم، بدأت (صفاء) في وضع خططها الخاصة
وكان الأمر فى البداية صدمة، ولم تكن تعلم كيف تتعامل معه بشكل صحيح، مما جعلها تعتمد على مجهوداتها الذاتية بالبحث والقراءة، تقول صفاء «بفضل الله لم يترك الشلل الدماغى أثارا على قدراته العقلية ولكن كان التأثير الأكبر على ذراعه وساقه، لذا حرصنا على تقويتهما وهو فى سن صغيرة، بدأت معه جلسات العلاج الطبيعي قي سن مبكر لأن العظام تنمو ولكن الأوتار لا تنمو مما يتسبب فى عدم قدرته على فرد ساقه بشكل طبيعى، مما يتطلب تدريبات محددة تكون مؤلمة جدا، وحرصت أيضا على
السباحة حيث تدرب منذ أن كان عمره11 شهرا، وذلك لأنها الأنسب لحالته وتساعده على تقوية عضلاته، ويتقدم بها بشكل كبير، و أيضا بدأت معه جلسات العلاج و تنميه مهارات الكتابة والكلام في أحدى المراكز المتخصصة »
قضى سيف عام دراسي كامل في مدرسه للحالات الخاصة وبعد أن اكتشفت الأم أنه سريع التحصيل حددت مقابلة مع مديرة إحدى المدارس العادية و شرحت لها حالته واقفت على قبوله في حال اجتيازه لاختبارات القبول في المدرسة مثله مثل أي طالب عادي، وبالفعل اجتازها بكل جدارة، واجه سيف بعض الصعوبات أثناء مرحلة الدمج، فنحن مجتمع أسير المعتقدات البالية، لكنه تغلب عليها بمنتهى السهوله وكان رافضا لأي مساعدة سواء في دروسه أو في الحركة،
قرر سيف الاعتماد على ذاته،
اليوم سيف يبلغ من العمر 20عاماً،حاصل على الدبلومة الأمريكية2019، وهو طالب بالفرقه الثانيه بالأكاديمية البحرية قسم حاسبات و تكنولوچيا المعلومات
و استكمالا للتحدي والنجاح
حصل سيف عبد الرحيم محمد رشاد على لقب (أقوى طالب) بعد أن اجتاز جميع مراحل مسابقة الكروس فيت التى أقيمت بالكلية
حيث حقق رقما قياسيا أهله للمنافسة على اللقب سيف متفوق دراسيا يحب مشاهدة الأفلام الوثائقية و زيارة المعالم الأثرية
سيف حقق المعادلة الصعبة و اخترق الصعاب، فالفارق بين المستحيل والممكن يتوقف على عزيمة المرء وإصراره
و ذلك بمساعدة بطلة صانعي معجزات بلقب أم
شكراً صفاء فريد…
شكراً لكل أم صبرت و لم تستسلم و حولت الضعف لقوة.