القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

ترجمان القرآن الجزء الرابع عشر

123

إعداد / محمـــد الدكــــرورى

ونكمل الجزء الرابع عشر مع ترجمان القرآن، وقد أسلم أبي بن كعب بن قيس بن زيد الخزرجي، وشهد بيعة العقبة الثانية مع السبعين من الأنصار، ولما هاجر النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فقد آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين طلحة بن عبيد الله، وقيل بينه وبين سعيد بن زيد، وقد شهد أبي بن كعب مع النبي محمد صلى الله عليه وسلم، المشاهد كلها، وبعد وفاة النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم ، تفرغ أبي بن كعب للعبادة، إلى أن وجد حاجة الناس إليه، فترك العبادة وجلس ليُعلم الناس، وقد قال مسروق بن الأجدع ” انتهى علم الصحابة إلى ستة، عمر وعلي وأبي بن كعب وزيد بن ثابت وأبي الدرداء وابن مسعود، ثم انتهى علم الستة إلى علي وابن مسعود ”

وقال معمر بن راشد “عامة علم ابن عباس من ثلاثة عمر، وعلي، وأبي بن كعب ” وقداختلف في وقت وفاة أبي بن كعب، فقيل مات بالمدينة المنورة سنة اثنين وعشرين من الهجره، وقيل سنة تسعة عشر من الهجره، وقيل أقوال غير ذلك، وقد شهد عتي بن ضمرة يوم وفاته، فقال “رأيت أهل المدينة يموجون في سككهم، فقلت “ما شأن هؤلاء؟ فقال بعضهم، ما أنت من أهل البلد؟ قلت، لا، قال ” فإنه قد مات اليوم سيد المسلمين، أبي بن كعب، وكان أبي بن كعب ممن يحسنون الكتابة من العرب في الجاهلية قبل الإسلام، وكانوا معدودون، فاختاره النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، ليكون كاتبه الأول للوحي من الأنصار، وقد جمع أبي بن كعب القرآن.

في حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وعرضه عليه، وقد روى عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أنه قال ” خذوا القرآن من أربعة، من ابن مسعود، وأبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة ” وقال أنس بن مالك، قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي بن كعب ” إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، قال ” الله سماني لك؟ قال نعم، قال، وذكرت عند رب العالمين؟ قال، نعم ” فذرفت عيناه ” وقال أيضا ” جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، أربعة كلهم من الأنصار أبي بن كعب، ومعاذ بن جبل، وزيد بن ثابت، وأبو زيد أحد عمومتي ” وكما روى أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ” أقرأ أمتي أبي ”

وكان أبي يُتم قراءة القرآن في ثمان ليال، وقد عرض عبد الله بن عباس وأبو هريرة وعبد الله بن السائب وعبد الله بن عياش بن أبي ربيعة وأبو عبد الرحمن السُلمي وأبو العالية الرياحي القرآن على أبي بن كعب، فأجازهم، وقد زعم محمد بن سيرين أن عثمان بن عفان، لما أراد جمع القرآن، أسند تلك المهمة إلى اثني عشر رجلا من قريش والأنصار فيهم أبي بن كعب وزيد بن ثابت، وقد كان أبي رجلا ليس بالطويل ولا بالقصير، نحيفا، أبيض الرأس واللحية، وكان امرءا فيه شراسة، وقد ترك من الولد الطفيل ومحمد وأمهما أم الطفيل بنت الطفيل بن عمرو الدوسية، وعبد الله وأم عمرو لم يذكر اسم أمهاتهم، وأما عن عبد الله بن عباس.

فقيل أنه كان يسأل عن الأمر الواحد ثلاثين من الصحابة، وكان لابن عباس مجلس كبير في المدينة يأتيه الناس لطلب العلم، وكان يقسم مجلسه أياما ودروسا، فيجعل يوما للفقه، ويوما لتفسير القرآن، وأما عن معنى يوم للمغازي، وهى غزوات العصر النبوي الشريف، أو كما أطلق عليها المؤرخون غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بدأت مع ظهور الدين الإسلامي في القرن السابع الميلادي بعد هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم إلى يثرب، وهى المدينة المنورة، وتأسيسه الدولة الإسلامية فيها، وفي ذلك الوقت شُرع للمسلمين الجهاد، حيث أن هذه الغزوات ومع اختلاف أسبابها جاءت بالتوافق مع مبدأ الحرب الدينية من مفهوم إسلامي، أو ما يطلق عليه الجهاد.

قد يعجبك ايضا
تعليقات