القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

أركان الإسلام الجزء الأول

110
إعداد / محمـــد الدكـــرورى
لقد شرع الله عز وجل، لعباده من هذه الأمة المحمدية أكمل الشرائع وأيسر الأديان، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، فهي آخر الأمم في الدنيا وأول الأمم في يوم القيامة لما يحتويه دينها الذي هو خاتم الديانات السماوية من خير للبشرية في مصادره وموارده وأحكامه وتشريعاته، وأن دين الإسلام هو النعمة الكبرى التي أسداها الله تعالى على عباده حيث يقول تعالى فى سورة المائدة ” اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتى ورضيت لكم الإسلام دينا” وإن الدنيا تذهب وتذهب مع أهلها، وإن بضائعها وسلعتها خسرانة وباطلة، ومآلها إلى فناء، لا تضيعوا الآخرة بهذه الدنيا، فلا تضيعوا الآخرة بعرض من الدنيا قليل، فإن الهداية شيء عظيم وكبير وخطير.
وينبغي علينا جميعا إن أكرمنا الله عز وجل وجعلنا من أهل الهدى ومن أهل التقوى أن نتمسك، وأن نسأل الله تبارك وتعالى الهداية، فإن الله أوجب على المسلمين أن يقرؤوا الفاتحة في كل يوم على أقل تقدير سبع عشر مرة وهي عدد الركعات التي يقرأ الإنسان الفاتحة في الفرائض، ثم إذا في النوافل أو ركعات أخرى ربما يصل إلى عدد بالعشرات، وكل يوم عشرات المرات وأنت تقول “اهدنا الصراط المستقيم” كيف وهو واقف في الصلاة يطلب الهداية، كيف وأنت في قلب الهداية وأنت تقرأ القرآن، وتقول “اهدنا الصراط المستقيم” قال “هنا يعني أدم هدايتنا على الصراط المستقيم” فحرصك على دوام الهداية كأنها غير موجودة فأنت تخاف وتريد أن تحصلها فتقول.
“اهدنا الصراط المستقيم” حتى تبقى على الصراط المستقيم، وتقول صراط الذين أنعمت عليهم، أى صراط الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم، وصراط الصحابة، صراط أولياء الله الذين استقوا من منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن دنيا بلا هداية يعني شقاء وآخرة بلا هداية، تعني جحيما فاطلبوا ما شئتم، ثم ليعلم كل أحد منا أن الإيمان يزيد وينقص، بمعنى أن الإيمان ليس طبعة نضعها على الجبين، هو حال قلب تصدقه الأعمال، حال قلب تترجمه الأفعال، حال قلب نراه في سلوك المؤمنين وإلا لا نحكم عليكم بالإيمان، لو أن منافقا قال أنا أحب الله، وأنا أحب رسول الله صلى الله عليه وسلم هو لا يطيع الله، ولا يصلي لله، ولا يصوم لله، ولا يذكر الله.
ولو قال مليون مرة أنا أحب الله، هذا رجل كاذب لأن الإيمان تصدقه الأفعال والأقوال والإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة في العقيدة، والإيمان يزيد وينقص بمعنى أن الإيمان يزيد بالطاعات وينقص بالمعاصي والسيئات والله تعالى يقول فى سورة الأنفال ” وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيمانا وعلى ربهم يتوكلون” ويقول سبحانه وتعالى ” هو الذى أنزل السكينة فى قلوب المؤمنين ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم” وكما يزيد الإيمان فإنه ينقص كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم يوم قال “لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن” أى بمعنى لا يزني المؤمن وهو مؤمن فإنه يستلب منه الإيمان فيزني.
ويستلب منه الإيمان فيسرق، ويستلب منه الإيمان فيغش، ويستلب منه الإيمان فيفعل الحرام، وإن الحرام هو يعني ذهاب الإيمان، وإذا ذهب الإيمان فقد ذهبت الدنيا وذهبت الآخرة، وعلى المؤمن أن يحرص أن يزيد في طاعة الله تعالى حتى يبقى محافظا على رصيده فإذا أراد أن يطيع الله فعليه أن يتحبب إلى الله وأن يمتنع عن المعاصي والسيئات ولا ينقص الإيمان في قلبه فإن نقص الإيمان خسرنا الله، وخسرنا الدنيا، وخسرنا الراحة، وخسرنا الطمأنينة، وإن لحظة إيمان هي خير من الدنيا وما عليها، فكيف تصل إلى الهداية، فاطلبوها من ربكم، فإن العز بن السلام رضي الله عنه وأرضاه، قال “والله لن يصلوا إلى غير الله إلا بالله فكيف يصلون إلى الله بغير الله؟”
قد يعجبك ايضا
تعليقات