القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

المدينة المنورة ” الجزء الخامس “

104

إعداد/ محمـــد الدكـــرورى

ونكمل الجزء الخامس مع المدينة المنورة، وتعتبر مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم مدينة إيمانية من الطراز الرفيع، يتجمع فيها الإيمان، فتصير بذلك منارة تشع خيرا وبركة على كل من يزورها ويلتجئ إليها، كما عدها رسول الله صلى الله عليه وسلم حرما آمنا، ودعا لها ولكل ما فيها بالبركة والخير، وهي بذلك مدينة مباركة محمية من الله عز وجل، لا يقصدها أحد بسوء إلا ردّه الله تعالى خائبا، ذليلا، مكسورا، وكما أن أهلها الكرام من نسل الأنصار الذين نصروا دين الله، ورسوله الكريم صلى الله عليه وسلم، وجماعة المهاجرين، في الوقت الذي تنكر أقرب الناس إليهم، وللأنصار فضل عظيم على الإسلام والمسلمين، وقد أحبهم رسول الله صلى الله عليه وسلم.

فكانوا مقربين منه، وقد دعا لهم الرسول الأكرم بالخير والبركة، فقال صلى الله عليه وسلم فيهم “لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله” وكما عرفت المدينة بأنها دار هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم التى فيها عاش آخر حياته وبها مات وفيها قبره، وقد شرّفها الله على غيرها من البقاع بعد مكة، وهي مهبط الوحي ومبعث الرسالة وفيها التقى المهاجرون والأنصار ومنها انطلقت ألوية الجهاد لإعلاء كلمة الله عز وجل وإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وقد جاء لفظا طيبة وطابة مشتقان من الطيب، وقال ابن حجر رحمه الله “والطاب والطيب لغتان بمعنى، واشتقاقها من الشيء الطيب وقيل لطهارة تربتها، وقيل لطيبها لساكنها.

وقيل من طيب العيش بها، وقال بعض أهل العلم وفي طيب ترابها وهوائها دليل شاهد على صحة هذه التسمية، لأن من أقام بها يجد من تربتها وحيطانها رائحة طيبة لا تكاد توجد في غيرها” وإن من خصائص المدينة المنورة هى البركة حيث دعا النبي صلى الله عليه وسلم لأهل المدينة بالبركة عامة وببركة الثمار والمدّ والصاع خاصة، وقد ثبتت هذه البركة في أدلة كثيرة منها عن عبدالله بن زيد فيما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله “إن إبراهيم حرَّم مكة، و دعا لها، و إني حرَّمت المدينة، كما حرَّم إبراهيم مكة، ودعوت لها في مُدها و صاعها مثل ما دعا إبراهيم لمكة” وأيضا ما جاء عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “اللهم اجعل بالمدينة ضعفي ما جعلت بمكة من البركة”

وعن أبي هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يؤتى بأول الثمر فيقول “اللهم بارك لنا في مدينتنا وفي ثمارنا وفي مُدنا وفي صاعنا” وهى بركة مع بركة، ثم يعطيه أصغر من يحضره من الولدان” وإن من خصائصها أيضا هو الحفظ، حيث خصّ الله تعالى المدينة المنورة بالحفظ، فحفظها من الفتن كفتنة الدجال فهو لا يدخل مكة والمدينة، ودليل ذلك هو عن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “المدينة يأتيها الدجال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجال، قال ولا الطاعون إن شاء الله” ومن خصائصها أيضا أنها دار إيمان وإن الإيمان يستوطن المدينة المنورة، كما يتوجه إليها المسلمون ويؤمُنها محبة لها فهي بقعة مباركة طيبة.

فقد جاء عن أبي هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال “إن الإيمان ليأزر إلى المدينة، كما تأزر الحية إلى جُحرها” ومن خصائصها أنها أكل القرى، فقد جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم وصفها بأنها قرية تأكل القرى وقد فسّرت بمعنين الأول أنها تنتصرعلى غيرها وتكون الغلبة لها، والمعنى الثاني أنها تجلب إليها الغنائم التي تكون من الجهاد، وقد حصل هذان التفسيران فقد تغلذبت هذه المدينة على غيرها بأن انطلق منها الغزاة الفاتحون الذين أخرجوا الناس من الظلمات إلى الهداية، أما في الغنائم فقد جمعت المدينة غنائم وكنوز كسرى وقيصر فأتي بها إلى المدينة وقام عمر بتقّسيمها.

قد يعجبك ايضا
تعليقات