القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

البَحث العِلمِى يَستمِد قٌوته مِن مَدى تَعمِيمٌه صباحك تكنولوجيا

180

بقلم د/ حنان عبد القادر محمد

عزيزي القارئ التنمية اَلشَّامِلَة هي مَا تسعى آلية جَمِيع الدول وهَذا لا يَحْدُث بِالْحُصُولِ على أسبقية العِلم فقط بل بالاستفادة بما تَم تَعَلُّمه وتطبيقه وخَاصة البَحث الذي يتِم إجراؤه بِغَرض اَلْمُسَاهَمَة في العِلم والمعرفة مِن خِلال الجَمع المنهجي وتَفسير وَتَقْيِيم البيانات وهو ما يُسَمَّى بالبحث العِلمي والذي يُعْتَبَر مُكَوَّنًا أَسَاسِيًّا في تَوْلِيد المعرفة، فالباحث هُوَ الذي يَجرِي البحث وَيَسْتَخْرِج النتائج التي تم الحصٌول عَليِها مِن مَجمٌوعة صَغِيرة من خِلال الدراسات العِلمية اجتماعيًا، ويَتم الكَشف عَن معلٌومات جديدة فيما يَتعَلق بالتشخيص والعِلاج ومٌوثٌوقية التطبيقات.

وقبل البَدء في البَحث العِلمي يَجب على البَاحث تحديد مُشْكِلَة البَحث والقِيام بِالتَّخْطِيطِ وتحديد منهج البحث. وَيُعْتَبَر اختيار مُشْكِلَة البَحث العلمي مِن أكثر عَناصِر البَحث العِلمي أهَمية وأكثرها مَسْؤُولِيَّة، فَهُوَ يُعَادِل في الواقع بقِية الأعمال اَلْمُتَّصِلَة بالبحث كَامِلة، وخاصة في بُحُوث تِكْنُولُوجْيَا اَلتَّعْلِيم لما لها من تطور سريع وَمُتَلَاحِق. فاختيار غير مُوَفَّق لِلْمَوْضُوعِ يُؤَدِّي لضياع اَلْجُهْد والوقت والنفقات، فقد نختار مُشْكِلَة للبحث ولكننا نجد أَنْفُسنَا غَير مُوَفَّقِينَ بعد أَشْهُر أو سنة أو سنوات مِن بِداية العَمل مما يَقتضِي أن نبدأ من جَديد. وقد تكون اَلْمُشْكِلَة مَدْرُوسَة في اَلسَّابِق مِن قِبل بَاحثين استطاعوا الإجابة على التساؤلات المطروحة حَوله.

لذا يُعْتَبَر تَحديد مُشْكِلَة البحث أهم عَمل يَقُوم به الباحث في البَحث العلمي في تِكْنُولُوجْيَا اَلتَّعْلِيم، وعليه أن يَسأل ويَقرأ ويَستشِير ويتساءل بينه وبين البَاحثين وَالْمُؤَسَّسَات العِلمية اَلْمُخْتَلِفَة، وأن يَطَّلِع على قواعد اَلْمَعْلُومَات اَلْمُتَاحَة على شبكة الإنترنت لِلْبُحُوثِ اَلْمُنْتَهِيَة والجَارية والمجلات العِلمية اَلْمُتَخَصِّصَة، وغَيرها من المصادر التي تُسَاعِد البَاحث على الاختيار الجيد وَالْمُفِيد لمٌشكلة البحث.

ولكي يَكُون اختيار مُشْكِلَة البحث مُوَفَّقًا وسليماً ينبغي أن تَتَسم نتائج البحث العِلمي بإمكانية اَلتَّعْمِيم وَيُقْصَد بذلك تعميم نتائج العيِّنة مُشْكِلَة البحث على مُفْرَدَات مُجْتَمَعهَا الذي أخذَتْ منه، أي الظواهر التي تشترك في العِلة مع اَلظَّاهِرَة محل البحث، أو التعميم على كامل مُفْرَدَات مُجْتَمَع البحث، بعد اَلْخُرُوج بنتائج تتعلق بعينة البحث اَلْمُخْتَارَة وَالْخُرُوج بقواعد عامَّة يُسْتَفَاد مِنها في تَفْسِير ظواهر أُخْرَى مُشَابِهَة، وأن يَكُون له أهمية استراتيجية وطنية أو قومية. وإن يُسَاهِم في تطوير التعليم، وأن يُجِيب على الأسئلة المطروحة مُعَالِجًا حول مُشْكِلَة مُلِحَّة أو جانباً منها، وأن يتناسب ومنهجية البحوث العلمية اَلْمُعَاصِرَة. وإن تَكُون اَلْمُشْكِلَة مُحَدَّدَة وليست استراتيجية عامة لا تتناسب والإمكانيات اَلْمُتَوَفِّرَة.

فالباحث يُفَكِّر في عَينة البَحث مُنْذُ أن يَبْدَأ في تَحديد مُشْكِلَة البحث. فهو يُفَكِّر في اَلْعَدِيد مِن القضايا مِنها نُوِّعَ العينة، هل هي عَينة واسعة وممثلة أم عينة مُحَدَّدَة، هل سيطبق دراسته على كُلّ الأفراد أم يختار قِسماً مِنهم فقط. وإطار العينة يُمَثِّل المصدر الذي يختار منه الباحث مُفْرَدَات العينة اختياراً مُحَدَّدًا وبذلك يُمَثِّل حدود مُجْتَمَع البحث من حَيث البِدايات وَالنِّهَايَات وبَعض الخصائص وَالسِّمَات، وَيُعْتَبَر اختيار البَاحث للعينة من اَلْخُطُوَات والمراحل الهامة للبحث، فالعينة البحثية هي اَلْمُجْتَمَع الأكبر أو مجموع اَلْمُفْرَدَات التي يَستهدف الباحث دراستها لتحقيق نتائج البحث ويمثل هذا اَلْمُجْتَمَع اَلْكُلّ أو المجموع الأكبر لِلْمُجْتَمِعِ اَلْمُسْتَهْدَف.

فتعميم نتائج البحث يجب أن يتصل بالمجتمع اَلْمُسْتَهْدَف، وعلي ذلك يَجب على الباحث تمثيل خصائص المجتمع في اختيار العينة تمثيلاً صحيحاً للتقليل من خطأ التحيز الذي ينتج من عدم تمثيل العينة للمجتمع تمثيلاً صحيحاً، وأن يراعى الباحث أن الأساس في التعميم هو دراسة كل مجتمع البحث، أما نظام العينات فهو نظام يتجاوز به الباحث صعوبات الوقت والإمكانيات والجهد المبذول في دراسة المجتمع، ولذلك يرتبط نجاح تطبيق نظام العينات بتجاوز العوامل التي تؤدى إلى عدم كفايته في التفسير والتعميم.

وللعيِّنات أنواعٌ تختلف من حيث تمثيلها للمجتمع الأصليِّ من بحثٍ إلى آخر، وبالتالي تختلف ميزاتها فصلاحيَّتها لتمثيل اَلْمُجْتَمَع الأصليِّ بحسب مَوْضُوع البحث وباختلاف جانبها التطبيقيِّ، وبوجه عَام يُوجَد أساليب اختيار العينة وهي أسلوب العَينة العشوائية أو الاحتمالية وفيها يختار البَاحث أفراد ممثلين لِلْمُجْتَمِعِ الأصلي لكي يجري دراسته وفي هذه الحالة يَكُون اَلْمُجْتَمَع الأصلي معروف وَمُحَدَّد، التمثيل يكون دقيقا. وأسلوب العينة غير العشوائي يستخدمها الباحث في حال عدم معرفة جميع أفراد المجتمع الأصلي وبالتالي تكون العينة غير ممثلة للمجتمع بشكل دقيق.

ويخضع البحث العلمي للنظرية والتعميم والفَرض العلمي، فعند ثُبُوت صحة الفرض العلمي يُمْكِن اعتباره تعميماً نهائياً. فاستقرار التعميمات بعد تجريبها ينتقل بها إلى مفهوم النظرية. فالفرض العلمي تعميم مبدئي تظل صلاحيته محل اختبار، أو أنه حدس مؤقت لم يثبت بعد، أو أنه علاقة أولية بين متغيرين لم تثبت صحتها بعد، فإنه عند ثبوت صحة هذا الفرض من خلال الملاحظة العلمية والتجريب بصوره المختلفة، فإن الفرض يتحول بعد ذلك إلى تعميم نهائي بين هذه المتغيرات، وياخٌد هذا العميم شكل القانون الذي يحكم العلاقة بين هذه المتغيرات وحركتها. ومن هنا يمكن تعريف كل من الفرض والتعميم في علاقتهما ببعض. فالفرض العلمي تعميم مبدئي لم تثبت صحته. والتعميم هو فرض ثبتت صحته.

وإذا كان البحث العلمي من المعايير الأساسية والرئيسية للحكم على مدى تقدم الدول أو تخلفها من خلال اعتباره المحرك الأساسي لآلة التنمية، فيجب على الدول الاهتمام بتعميم البحثُ العلميُّ الذي تثبت كفاءته على عينات أكبر من المجتمع وألا يكون مجرد دراسات وضياع وقت لباحث بحث واجتهد وقام بالتطبيق ثم وضع بحثه جانباً في المكتبات الجامعية ليحصل به فقط على شهادة أو ترقية أو غيرها، فهل سَتولى اَلدُّوَل العِناية بنتائج اَلْبُحُوث بِشكل أكبر في السنوات القادمة.. وللحديث بقية،،

قد يعجبك ايضا
تعليقات