بقلم الأستاذ الدكتور _ عادل خلف عبدالعزيز استاذ الفلسفة الإسلامية ورئيس قسم الفلسفة بآداب حلوان.
رب سائل يسألني ، ما الذي دفعك للكتابة عن هذا الموضوع، هل مثلا عندما رأيت تغريدة فضيلة الإمام الأكبر يغرد بخط يده وينوه إلي أن تراثنا لايقف حجرة عثرة في سبيل التقدم الحضاري .
اقول حفظ الله فضيلته ، لكن إذا لم نكن نحن أساتذة الفكر الإسلامي يتحدثون فمن الذي يتحدث.
يا سادة قضية تراثنا الحضاري والحفاظ عليه قضية كل عربي حر يستطيع أن يمسك بقلمه ويكتب .
كتبنا عن هذا الموضوع بل ، وكان شغلنا الشاغل منذ سنوات ولن نمل الكتابة عنه ولن نسأمها فهذه غايتنا.
الكتابة عن الحفاظ عن موروثنا الحضاري تناولها كثيرون اذكر علي سبيل المثال فضيلة العلامة عبدالحليم محمود ومن قبله شيخنا الجليل امين الخولي، وكذلك من قبلهما سيدنا ومفكرنا مصطفي عبد الرازق ، ولم يغب عنا مؤلف زكي نجيب محمود تراثنا والتجديد، والشرق الفنان وغيرهم كثير.
فدافعنا واحد وتوجهنا واحد الوقوف والتصدي بمنتهي الحزم وبكل ما أوتينا من قوة الكلمة والحكمة وفصل الخطاب ضد من تسول له نفسه للعبث بتراثنا، وتشويهه لمآرب لا يعرف نوايا أصحابها الا الله .
يتحدثون بكلام يبدو أن ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قبله العذاب كمن يقدم لك كوبا من اللبن تستشعر حلاوته وجماله من أول رشفة ترتشفها إلي أن تتمعن في تذوقه فتجده مرا مدسوس به السم .
مثلما فعل بعض المستشرقون الذين يريدون أن يفرغوا التاريخ من محتواه ويستجهلون الناس بأسلوب سفسطائي قالبين الحق باطلا والباطل حقا .
ونحن من وراءهم نرد عليهم بكل ما أوتينا من فكر فلا يدحض الفكر الا الفكر.
وللأسف هناك كثيرون وقلبي يدمي لقول هذا الكلام كثيرون من بني جلدتنا عربي الجنس مسلم بشهادة ميلاده ينقاد انقيادا أعمي وينساق انسياق الأنعام بل هم أضل ينساقون وراء حملات التشويه هذه بل ويروجون لها وينصبون أنفسهم للأسف حماة لهذا التراث.
ويتصدرون للافتاء بفتاوي ضآلة مضلة ما أنزل الله بها من سلطان ، أقول لأمثال هؤلاء إن لم تستطيعوا قول الصواب فانصتوا لعلمائنا وتعلموا منهم .
ان لم تستطيعوا الدفاع عن تراثنا وعقيدتنا فالتزموا الصمت فلن تنفعكم الأموال ولن تنفعكم الشهرة .
فالكل سيقف أمام المحكمة الإلهية وشهاداتنا سنسألون عنها أمام الله لماذا زورتم شهادتكم لماذا كتمتوها،لماذا انقدتم انقيادا اعمي خلف شياطين الإنس.
بين الفينة والفينة يقيض الله لنا صوتا ييقظ الوازع الداخلي فينا أفق يا فلان ياهذا قم أمسك بمحبرتك واملأ قلمك مدادا ولا تجعله يجف واستمر في الكتابة ودافع عن موروثك الحضاري والفكري والعقدي .
هذا ما فعلته بنا قصاصة ورق مكتوبة بخط اليد مكتوبة بمداد العلماء الحقيقيون الذين لا يرجون إلا الخير لهذه الأمة فبارك الله في كاتبها وبارك في كل من ساهم في نشرها فقد تكون وقودا يلهب حماسنا وسط هذا الخضم الهائل من هذه الترهات والخزعبلات .
ياسيداتي وسادتي يا من كل من ستقع عينه علي مقالتي ماذا فعلنا بهذا التراث ، هل أخذناه ومددنا أيدينا إليه واستخرجنا زخائره وكنوزه.
أم تركناه هملا تمتلأ به المكتبات وتعج به الدوريات ويكون طعاما للقوارض تنهش مجلداته .
هل أزلنا الغبار الذي صار ركاما من التراب هل مددنا أيدينا إليه لنستخرج منه كنوز المعرفة في شتي المجالات وشتي العلوم النظرية والعملية والشرعية.
هذا ما فعله الغرب حملوه إليهم وتعلموا منه ونسبوه الي أنفسهم ، ونحن الا من رحم ربي في سبات عميق، نائمون لا مخمورون بخمىر التغني بامجاد الماضي وحضارتنا وأمجاد أجدادنا ولو عاد أجدادنا لأسفوا لحالنا ولضربونا بالنعال البالية.
لماذا ضيعتم ما تعبنا فيه وقدمناه لكم علي أطباق من لؤلؤ،لتلألأوا بها وتزدهر حياتكم وتسيروا الي الأمام والي التقدم العلمي والتقني بدلا من الخنوع الذي صرتم إلي.
ياليت قومي يفقهون مقالتي
وماذا فعلنا له لماذا لم نتصدي وندافع عنه جهاد الكلمة والكلمة أمانة ومسؤولية لماذا لم ندافع عنه ضد حملات التشويه من بعض المستشرقين، ضد عنصرية بعض المستشرقين ضد من نصبوا أنفسهم حماة للعالم وحراسا للفكر.
هل يعقل أن نري شبهة تدعي علي حضارتنا وعلي موروثنا الحضاري تقول إن تراثنا الاسلامي يقف حجر عثرة أمام التقدم العلمي وأن الإسلام بقرآنه وسنته يدعوا إلي الرجعية والتخلف ويدعوا الي التبعية، يا من تفترون علي تراثنا كذبا وزورا وبهتانا نقول لكم قفوا عن منتهاكم وتأدبوا وقارعونا الحجة بالحجة والرأي بالرأي .
أين كانت حضارتكم في عصوركم البالية المظلمة، هل تراثنا الاسلامي بكل قيمه ومبادئه يحول دون حرية الفكر، لوبقليل من الحكمة راجعتم قرآننا لوجدتم كيف كان ديننا دعوة الي اعمال العقل والفهم والاستبصار.
لو وجدتم كيف حفظ الله تعالي للعقل مكانته وكيف حفظه من التخريب والتيه والضلال،
كيف رفع الله تعالي العلم والعلماء مكانا عليا وآيات القرآن كثيرة وأحاديث النبي كثيرة ألم يقل الله تعالي:( يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات).
ألم يقل النبي صلي الله عليه وسلم، (مداد العلماء كدماء الشهداء).
ثم ألم يطلق الله سبحانه وتعالي للعقل العنان في البحث والتنقيب والفهم والدراسة حتي في الأمور الميتافيزيقية،والفيزيقية العالم الطبيعي،
وكذلك في المسائل التشريعية الاجتهادية التي تعتمد علي القياس المنطقي الاجتهاد. وفي
المسائل الأخلاقية حديثنا عن الخير وعن الشر ،عن الحق والباطل،القبح والحسن.
وغيرها ، ألم يتناول فلاسفة الإسلام والعرب الحديث عن قضايا وجودية تحتمل الدليل العقلي وكذلك الدليل النقلي
يا سادة لابد من الوقوف صفا واحدا كتفا بكتف قدما بقدم نتخندق جميعا في خندق واحد،فرشنا أرضنا،نلتحف السماء ولنجعل دأبنا وديدننا الدفاع عن هذه الحضارة وهذا التراث.
ولنجعل دثارنا حضارتنا ندثر بها ونحتمي بها ونتزود بها ونجعلها عدتنا وعتادنا ضد من تسول له نفسه العبث بمقدراتنا والنيل من هويتنا سواء بتشويهنا أو تغريبنا عنا اقصد عن هويتنا.
تسجيل الدخول
تسجيل الدخول
استعادة كلمة المرور الخاصة بك.
كلمة المرور سترسل إليك بالبريد الإلكتروني.
تتجه
- هل الماء والليمون في الصباح مفيد أم مضر؟
- الزيوت العطرية الصالحة للأكل
- أشياء لا يجب تنظيفها أبدا باستخدام صودا الخبز
- اشرب الماء. تحدد الدراسة خمس فوائد صحية جديدة
- البطولة العربية للأندية للكرة الطائرة للرجال النسخة الـ 43
- برجك اليوم:29 نوفمبر 2024
- التهاب المفاصل الروماتويدي: العلامات والأعراض الرئيسية
- مؤتمر دولي لتمكين المرأة في عهد الجمهورية الجديدة
- كيك البرتقال
- الأهلي يوقع غرامة بمليون جنيه مصري على إمام عاشور بعد المشادة مع الشناوي
قد يعجبك ايضا
تعليقات