القاهرية
العالم بين يديك

طرقات علي باب الزمن

126

بقلم _ حنان كيلانى

حين نطرق الباب وندخل.. تبتسم لنا الجدران.. وتبدو لنا الأشياء التي يغطيها الغبار أكثر جمالًا من الأشياء التي يكسو وجهها بريق الحلم.. نسمع أنين الأرض ونخطو خطوات واثقة.. نلمس قلب الأيام بأيدينا.. نحفر في وجه الماضي ملامحنا.. نترنح حين تغزو مشاعرنا رائحة الحنين.. ونعافر لنغير أقدارنا.. نرسم للحزن وجه مبتسم.. نحاول أن نكسره فيكسرنا.. وتنساب دموعنا ..تتعالي الصيحات.. حرامٌ حرام ..حرام البكاء.. نكفكف دموعنا ونمضي.. نحاول أن ندفن الألم.. نستدعي كل ألوان البسمة.. نمضغ الوجع ونبتلعه وعند الباب يغزونا الصمت ..نلتمس شيئًا من بقايا الصوت.. نحاول أن نترك شيئًا ما بعيدًا عنا ..ولكن جميع محاولاتنا تبوء بالفشل..
حين يكون الجرح أكبر منا يصعب علينا أن نتركه علي الأعتاب والدخول بدونه.. حين تكون قلوبنا محل إقامة وعنوان الألم يكون من المستحيل تغيير محل الإقامة..حين يدركنا الفراق ويحطم بروجنا المشيدة التي طالما اختبئنا فيها خوفًا منه لانملك إلا أن نرفع راياتنا البيضاء في وجهه..

قد يعجبك ايضا
تعليقات