القاهرية
العالم بين يديك

نفس تئن….

119

بقلم دكتور سلوى سليمان
رأيته ذلك الصباح شارد الذهن، مهتز اليدين يتمايل كأنه ريشة في مهب الريح، باهت اللون يبدو منهك القوى يبحث عن ملاذ يحويه ويخفف عنه ما أثقل كاهله، نظراته شاخصة كأنه سيفارق الحياة كله إحباط ويأس.. كدت أُجن
من هذا المشهد الذي هز أواصري وأوجع خاطري.. شعرت أنه على حافة الهاوية وبين لحظة والأخرى يساورني إحساس أنني لن أراه مرة أخرى فسوف يفارق العالم ويصبح ذكرى..هنا قررت أن أمد له يد العون وأن أكون أول من يدعمه و يعيده للحياة.. وأنا أدرك تماما أن اليأس والإحباط أبواب واسعة للموت البطيء…
استمر الحال على ذلك أياما، والحالة تزداد سوءا
لذا دون أدنى تردد قررت أن أصطحبه للخروج الحتمي معي لقضاء بعض الوقت ولكن خشيت أن يرفض طلبي فراودتني فكرة أن أشعره أنني من في حاجة إليه وإنني أود التحدث معه فحديثه طيب يخفف الهموم ويثلج القلب
استمر الحال أياماً حتى جاء اليوم الذي اختفي فيه عن ناظري فجاب عقلي الأفق باحثا عن مبرر لما يحدث فربما فقد الشغف بحياته وآثر البقاء وحيدا بمفرده، ووجدت أن لا محال من الذهاب إليه حيث يقطن في طريق آخر أحاطه بأسوار عالية يصعب اختراقها، فقد أصيب حرفيا بالاحباط
واستمر الحال على ذلك أياما والحالة تزداد سوءا

ولكم حدثتني نفسي اللوامة لم تأخرت عليه كل هذا الحد اليوم فقط أجدني أمام بيته أدق بيدي على الباب وبعد مضي دقائق فتح لي الباب فتنفست الصعداء واطمأن قلبي انه ما زال على قيد الحياة، وتحايلت عليه كثيرا كي يخرج معي وإذا به في نهاية الأمر يوافق .
. ومنذ هذه اللحظة أخذت على نفسي أن أكون بجانبه طيلة عمري ذلك الرفيق لدربي منذ الطفولة لذا أضحى الاهتمام به من روتين حياتي .فبات هدفي الأوحد أن أحافظ على بقائه
وأدركت للتو أن الاهتمام قد يغير حياة انسان كلية ويبدل وضعه وينقذه من موت محقق موت النفس ذلك النوع من الموت البطئ الذي ينتهي بدمار صاحبه .

قد يعجبك ايضا
تعليقات