القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

العنوان : قساوة الدهر المؤلمة 

157

بقلمى خالد الدسوقي 

 

الإنسان دائما يقابل العديد من التحديات في حياته يكون بعضها تحديا يسيرا فيأخذ الإنسان وقتا قليلا لتفادى هذا التحدي وإجتيازه والبعض الآخر يكون تحديا عسيرا فيأخذ الإنسان لإجتيازه وقتا طويلا يطول بكثره العوائق والصعوبات التي تواجهه جراء تعثره الطويل في مرور هذا التحدي فالتحديان اليسير و العسير كلاهما يشبهان في إنعكاسهما بالعملة المعدنية تلك العملة التى تحتوى على وجهين فيكون إحدى الوجهين يرمز إلى اليسر في الحياه و الأخر يرمز إلى العسر فعند إستخدام العمله المعدنيه لدى حكام المباريات لتحديد من يبدأ المباره أولا فياتى الإختيار على إحدى الفريقين ممثلا في إحدى وجهى العمله المعدنيه ذلك الوجه الذى أعطاه إشاره البدأ في المباره مررا إياه بتفاؤلا قد أرشده إليه قلبه عند وقوع وجه العمله اليسير عليه فأعطاه تفاؤلا بالفوز و الفريق الآخر يقع عليه الاختيار بوجه العمله الأخر فيصيبه التشاؤم ليوحى بذلك إليه عقله أنه سوف ينهزم كذلك هى تقلبات الحياه تشبه تحدياتها إلى حد كبير فهى يوما يسيرا تاره ويوما عسيرا تاره أخرى و تاره يبسط الله الرزق لعباده وتاره أخرى يضيقها عليه ليختبره فما أصعب هذه التقلبات بين وجهى الحياه وأغربها تلك التقلبات التى قد تجعل الإنسان سعيدا في أمسه فتنقلب عليه حزنا في غده 

تلك هى كلماتى التى نطقتها شفتاى وتحدثت بها إلى نفسي عندما شعرت بها وتلبستنى أحاسيسها عندما مررت بهذه التقلبات في أحد الأيام حينما دعانى أحد أصدقائي إلى عرس شقيقه فذهبت إلى هذا العرس فرحا مبتسما سعيدا لسعادة صديقي تلك السعادةالذى غمرتنى عند رؤيته يبتسم فرحا بعرس شقيقه ليأتى هذا العرس إلى نهايته فأغادره إلى منزلى عندما حل الليل منهيا بذلك هذا اليوم السعيد لأستيقظ ليوم جديد فإذا بتقلبات الدهر تنقلب إلى حزنا بعدما كانت بهجة عند سماعى لوفاه عمتى الحبيبه تلك العمه التى كانت مثالا يحتذى به للطيبه و الأمانه والصدق والوفاء و المحبه لأشقائها لتجعلنى حزينا عبوسا بعدما كنت بالأمس فرحا مبتسما سعيدا بعرس شقيق صديقي فما أصعب هذه التقلبات تلك التي تجعل الإنسان عبوسا خائفا من يومه القادم مودعا أمسه منتظرا لغده الذى لايعلم إذا كان سوف يكون سعيدا أم حزينا ؟!

  فما أغرب هذه الحياه التى تنقلب من شقاء إلى نعيم ومن نعيم إلى شقاء ومن زواج إلى طلاق ومن طلاق إلى زواج ومن حياه إلى وفاه ؟!

فالتاريخ الإسلامي يشهد بتغيرات الدهر تلك التي جعلت أشخاصا سعداء بالأمس ليستيقظوا بالغد المشؤوم فهناك في أواخر عهد الدولة الأموية دارت معركة

 حامية إستمرت كثيرا بين الأمويين بقيادة الخليفة مروان بن محمد و العباسيين بقيادة الإمام ابراهيم بن محمد تلك المعركة أنهت حياه الأمويين السعيده المليئة بالسعادة والسلطه و النفوذ بأمسهم ليصبحوا مشتتين وهاربون إلى الأندلس كذلك أنهت تلك المعركة حياه العباسيين المليئة بالشقاء و الإستعباد من قبل الأمويين ليصبحوا أسياد العرب وملوكهم لكن تلك السعادة التي أصبح يمتلكها العباسيين سرعان ما إنقلبت حزنا فور حصولهم على هذه السعادة كأن الدهر لم يمهلهم وقتا لينالوا السعاده الكبيرة التي شعروا بها أخيرا فلقد توفي الإمام ابراهيم من جراء تلك المواجهة موصيا بقيادة دولة العباسيين إلى شقيقه عبدالله الأصغر الملقب بأبو العباس السفاح معلنا فهذه الوصيه أخر كلماته إلى أشقائه وعشيرته ليذهب بعدها إلى الرفيق الأعلى فأنقلبت سعاده العباسيين بالنصر إلى حزن فأرتدوا النساء السواد حزنا عليه 

فرغم إختلاف أبعاد الزمان والمكان والعصر والشخصية و الماضي متمثلا بإنقلاب الدهر الأمويين بهزيمتهم وإنقلاب سعاده العباسيين إلى حزن بموت الإمام إبراهيم وإعلانه أخر كلماته والحاضر متمثلا بإنقلاب الدهر بتحول سعادتى بعرس شقيق صديقي إلى حزنا حل بى لوفاه عمتى الحبيبه .

قد يعجبك ايضا
تعليقات