القاهرية
العالم بين يديك
Index Banner – 300×600

سيف الله المسلول ” الجزء الثانى “

92

 

إعداد / محمـــد الدكـــرورى

 

ونكمل الجزء الثانى مع سيف الله المسلول، وكان أبوه هو الوليد بن المغيرة سيد بني مخزوم أحد بطون قريش، رفيع النسب والمكانة حتى أنه كان يرفض أن توقد نار غير ناره لإطعام الناس خاصة في مواسم الحج وسوق عكاظ، وأحد أغنى أغنياء مكة في عصره حتى أنه سمّي “بالوحيد” و”بريحانة قريش” لأن قريش كانت تكسو الكعبة عاما ويكسوها الوليد وحده عاما، وكانت أمه هى السيدة لبابة الصغرى بنت الحارث الهلالية من بني هلال بن عامر بن صعصعة من هوازن، وهي تلتقي في النسب مع الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، في مضر بن نزار الجد السابع عشر للرسول صلى الله عليه وسلم، وكان جده لأبيه هو المغيرة بن عبد الله سيد بني مخزوم، الذي كان الرجل من بني مخزوم يؤثر الانتساب إليه تشرفا. 

 

والذي كان له من الأبناء الكثير، أشهرهم الوليد أبي خالد و”الفاكه” الذي كان له من كرمه بيت ضيافة يأوى إليه بغير استئذان و”أبو حنيفة” أحد الأربعة الذين أخذوا بأطراف رداء الرسول صلى الله عليه وسلم يوم أن اختلفت قريش عند بناء الكعبة و”أبو أمية” الملقب “بزاد الركب” لأنه كان يكفي أصحابه مئونتهم في السفر، وهو أبو أم المؤمنين أم سلمة زوجة النبى الكريم صلى الله عليه وسلم، والصحابي المهاجر بن أبي أمية و”هشام” قائد بني مخزوم في حرب الفجار، والذي أرخت قريش بوفاته، ولم تقم سوقا بمكة ثلاثا لحزنها عليه، وهو أبو أبو جهل و”هاشم” جد الصحابي عمر بن الخطاب لأمه، وكانت جدته لأمه هى فاختة بنت عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن ثقيف بن منبه بن بكر. 

 

بن هوازن بن منصور بن عكرمة بن خصفة بن قيس عيلان بن مضر، وعمها هو مسعود بن معتب قائد ثقيف وقيس عيلان في حرب الفجار، وابن عمها هو الصحابي عروة بن مسعود الثقفي، وفى الوليد بن المغيرة قول الحق سبحانه وتعالى ” وقالوا لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم” وهذا على الوليد بن المغير هو وعظيم الطائف، وكان خالد بن الوليد إخوته ستة أخوة وقيل تسعة بين ذكور وإناث، منهم الصحابيان الوليد بن الوليد وهشام بن الوليد، إضافة إلى عمارة بن الوليد الذي عرضته قريش بدلا على أبي طالب ليسلمهم محمدا، وهو ما رفضه أبو طالب، وقبيلته بنو مخزوم وهي البطن الذي كان له أمر القبة التي كانت تضرب ليجمع فيها ما يجهّز به الجيش، وأعنة الخيل وهي قيادة الفرسان في حروب قريش. 

 

وكان لمخزوم عظيم الأثر في قريش، فقد كانوا في ثروتهم وعدتهم وبأسهم من أقوى بطون قريش وهو ما كان له أثره في اضطلاعهم وحدهم ببناء ربع الكعبة بين الركنين الأسود واليماني، واشتركت قريش كلها في بناء بقية الأركان، وقد اشتهر منهم الكثير في الجاهلية والإسلام ومنهم الشاعر عمر بن أبي ربيعة والتابعي سعيد بن المسيب، وكان وفقا لعادة أشراف قريش، أرسل خالد بن الوليد إلى الصحراء، ليربّى على يدي مرضعة ويشب صحيحا في جو الصحراء، وقد عاد لوالديه وهو في سن الخامسة أو السادسة، وقد مرض خالد خلال طفولته مرضا خفيفا بالجدري، لكنه ترك بعض الندبات على خده الأيسر، وتعلم خالد الفروسية كغيره من أبناء الأشراف، ولكنه أبدى نبوغا ومهارة في الفروسية منذ وقت مبكر، وتميز على جميع أقرانه.

 

وكان خالد صاحب قوة مفرطة كما عُرف بالشجاعة والجلد والإقدام، والمهارة وخفة الحركة في الكرّ والفرّ، واستطاع خالد بن الوليد أن يثبت وجوده في ميادين القتال، وأظهر من فنون الفروسية والبراعة في القتال ما جعله من أفضل فرسان عصره، وكان خالد بن الوليد طويلا بائن الطول، عظيم الجسم والهامة، يميل إلى البياض، كث اللحية، شديد الشبه بعمر بن الخطاب، حتى أن ضعاف النظر كانوا يخلطون بينهما، ولا يعرف الكثير عن خالد خلال فترة الدعوة للإسلام في مكة، وبعد هجرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، من مكة إلى المدينة المنورة، دارت العديد من المعارك بين المسلمين وقريش، لم يخض خالد بن الوليد غزوة بدر أولى المعارك الكبرى بين الفريقين، والتي وقع فيها شقيقه الوليد أسيرا في أيدي المسلمين.

قد يعجبك ايضا
تعليقات