القاهرية
العالم بين يديك

الذكاءات المتعددة

109

كتب د. محمد صلاح
كل إنسان يمتلك بصمة لا تتكرر حتى في التوائم المتشابهة ويختلف الناس في مقدار الذكاء الذي يولدون به وفي الكيفية التي يتفاعلون بها مع المواقف المختلفة مما يؤكد على الاختلافات بين البشر في انواع ودرجات الذكاء المختلفة فكل طفل نتعامل معه يمتلك مجموعة من الذكاءات منها الذكاء ( اللغوي- المنطقي – الحركي – الاجتماعي – الذاتي – الموسيقي – البصري – الطبيعي ) وكل نوع من هذه الذكاءات يشغل حيز في دماغ الطفل وتوجد خلايا دماغيه مسئوله عنه والدماغ يعمل بصورة متكاملة إلا أن كل جزء فيه مسئول عن عمل أو وظيفة يعمل الدماغ بصورة كليه لتتكامل هذه الوظائف وحدوث خلل أو تلف في منطقة من الدماغ تؤدي إلى خلل في القيام بوظيفة محددة فالتلف الذي يصيب الجزء العلوي من اليسار للقشرة الدماغية يؤدي إلى فقدان القدرة اللغوية والمرضى الذين يصابون في النصف الأيسر من الدماغ قد تكون لديهم مشكلات في القدرة على الكلام ولكنهم يظلون مع ذلك قادرين على غناء الأناشيد والأغاني لأن نصف الدماغ الأيمن يظل سليما لديهم و المرضى المصابون في النصف الأيمن من الدماغ قد يستطيعون القراءه بطلاقة ولكنهم يعجزون عن تفسير ما يقرءون بما يعني مسؤولية أجزاء معينه من المخ عن وظائف معينه . إلا أن هذه الذكاءات تتكامل في عملها وتعمل معا بطرق معقدة فلا يوجد نوع من الذكاء بصورة منفردة فكل هذه الأنواع توجد بصورة متفاعلة ومتداخلة مما يؤكد على امتلاك جميع الأشخاص لهذه الذكاءات بدرجات متفاوتة والعمل الواحد رغم ارتباطه بنوع معين من الذكاءات إلا أن النجاح فيه يتطلب عمل أنواع مختلفة من الذكاءات فنجاح لاعب كرة القدم يعتمد على الذكاء الحركي إلا أنه يتطلب درجات من الذكاء الاجتماعي للتفاعل مع زملائه والذكاء البصري لدقة التصويب والتمرير وتؤكد نظرية الذكاءات المتعددة على أن كل طفل لديه القدرة على تنمية كل أنواع الذكاءات لو حصل على التشجيع والتعلم المناسبين.

و الحياة المدرسية بما تضمه من مهام دراسية لا تخضع في جزء كبير منها للقدرات المسؤوله عن النجاح في الحياة الحقيقية فالنجاح في المهنة والعمل لا يتطلب نفس القدرات التي تحتاجها من أجل النجاح الدراسي فعلى سبيل المثال لا يحتاج الفرد في حياته العاديه للذاكره بمثل الكثافه التي يحتاجها الفرد على طول حياته المدرسيه.

واذا ما نظرنا على القدرات التي يتطلبها النجاح المدرسي وتلك التي يحتاجها النجاح في الحياة الحقيقية نجد فعلا بعض الاختلافات بالطبع هناك بعض الاتفاق ولكن علينا أن ناخذ هذه الاختلافات بعين الاعتبار حتى لا نركز عليها على أنها مشكلة المشكلات التي تعوقنا عن السعي نحو تحقيق النجاح في الحياة الحقيقية .
لقد خلقنا الله مختلفين لنتكامل في أدوارنا ويأخذ كل منا نصيبه من النجاح والتميز والقيام بدور ما محدد له سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم . وللحديث بقية عن أهمية اكتشاف الذكاءات التي يتمتع بها أولادها .

قد يعجبك ايضا
تعليقات